فول الصويا واحد من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، ما دعا لتخصيص حلقة جديدة من برنامج “المرشد الزراعي”، والتي استضاف فيها الإعلامي طه اليوسفي، واحد من المتخصصين في هذا الملف.
استهل مقدم البرنامج الحلقة بالترحيب بالدكتور عادل الجارحي، رئيس قسم بحوث المحاصيل البقولية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، موضحًا أن هذا المحصول يعد من أهم المصنعات في مصر وخارجها، حيث يدخل في صناعة ألبان الأطفال وبعض أنواع الأجبان.
الأهمية البحثية لمحصول فول الصويا
من جانبه، لفت “الجارحي” إلى علاقته الوثيقة بالفول الصويا، معبرًا عن شعوره تجاهه بأنه يشاركه في حب أولاده، معللًا ذلك بالارتباط العميق الذي ينشأ مع النبات والمحصول عند الإخلاص له في العمل، موضحًا أنه كمربي نباتات، يهتم بقسم البقول بشكل خاص.
وأشار إلى أن استنباط صنف جديد من الفول الصويا يتطلب جهدًا ووقتًا طويلين، يمتد من التهجين لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 عامًا، مشددًا على أن هذا الجهد ضروري لمواكبة التغيرات المناخية وضمان وجود بدائل صنفية مناسبة، متابعًا أنه يقوم بعمليات التهجين بهدف محدد وغرض واضح، مستعرضًا وجود أكثر من 10 مجموعات نضج للصويا في العالم، تتراوح فترة نموها من 70 يومًا إلى 200 يوم، موضحًا أن المجموعة الرابعة، التي تتراوح فترة نضجها بين 120 و 130 يومًا، هي الأنسب للزراعة في مصر، مفسرًا سبب ذلك لاحقًا.
أهمية الفول الصويا الاقتصادية والغذائية والتصنيعية في مصر
أكد الدكتور الجارحي على الأهمية الاقتصادية والتصنيعية والغذائية للفول الصويا في مصر، موضحًا أنه يعتبر من أهم المحاصيل غير التصنيعية والغذائية في البلاد، عدد أهميته في ثلاث نقاط رئيسية، مستهلًا بالإشارة إلى ارتفاع نسبة البروتين فيه التي تصل إلى 40% وقد تزيد في بعض الأصناف المستوردة، مشددًا على أن هذه النسبة الكبيرة تجعله يمثل 60% من الكسب المستخدم في تقوية العليقة المركزة للمواشي والدواجن والأسماك.
ودلل على أهمية محصول الفول الصويا موضحًا أن العالم يزرع حوالي 135 مليون هكتار، أي ما يعادل حوالي 321 مليون فدان، مبينًا أن البرازيل تعتبر من أوائل الدول المنتجة والمصدرة له، حيث تنتج وتصدر 40% من المنتج العالمي، مما ساهم في إنقاذ اقتصادها وجعلها من أكبر 10 دول اقتصادية.
وأضاف أن أمريكا تأتي في المرتبة الثانية من حيث الإنتاج بنسبة 30%، تليها الأرجنتين بنسبة تتراوح بين 10 و 13%، ثم الصين والهند، معترفًا بأن إنتاج مصر من فول الصويا لا يزال قليلًا، مؤكدًا على التطلع إلى زيادته.
وكشف “الجارحي” عن تفاصيل آخر إحصائية لإجمالي المساحة المنزرعة بالفول الصويا داخل الأراضي المصرية، موضحًا أنها لم تتجاوز حدود الـ133 ألف فدان، معتبرًا أن هذه المساحة لا تتناسب مع القيمة الاقتصادية للمحصول أو عائده على المزارع والاقتصاد الوطني، مؤكدًا أن مصر تحتاج حوالي 3.6 إلى 4 ملايين طن من بذور فول الصويا سنويًا، بينما لا يتعدى الإنتاج المحلي 200 ألف طن، مما يشير إلى وجود فجوة كبيرة.
فوائد زيت الفول الصويا واستخداماته التصنيعية
تابع الدكتور الجارحي حديثه عن أهمية الفول الصويا، مبينًا أهميته في إنتاج الزيت الذي يتميز بانخفاض نسبة الكوليسترول فيه وكونه صحيًا جدًا للإنسان، مضيفًا أنه غني بالأحماض الدهنية مثل الأوميجا 3 التي تحافظ على صحة القلب والمخ، لافتا إلى وجود قاعدة مقلوبة في مصر والدول النامية حيث تعتمد الدول الأوروبية المتقدمة وأمريكا واليابان والصين وكندا بشكل أساسي على فول الصويا كغذاء للإنسان.
وأوضح أن غالبية الدول الأوروبية تعتمد على الزيوت والبروتين النباتي وخاصة الفول الصويا أكثر من اعتمادها على اللحوم الحمراء والبيضاء كمصدر أساسي للغذاء، ما دعا لإنتاج أكثر من 65 منتجًا غذائيًا من فول الصويا، مشددًا على أهمية لبن الأطفال الجاف المصنوع منه.
واستعرض رئيس قسم بحوث المحاصيل البقولية الاستخدامات الأخرى لزيت الفول الصويا مثل التوفو الذي يصنع منه أنواع من الأجبان بخطوط إنتاج متخصصة، مبينًا أنه في الصين، يتم إنتاج منتج من فول الصويا يشبه الجبنة الرومي ويتكون من ثلثي بروتين الصويا وثلث من اللحوم.
وسلط الضوء على أن هذا يمثل مجالًا واسعًا للقيمة المضافة من التصنيع وليس مجرد استخدامه كعلف للحيوان، مصححًا الاعتقاد بأن استخدامه يقتصر على العلائق في مصر، موضحًا أن الدول الفقيرة والنامية تعتمد على اللحوم كمصدر رئيسي للبروتين أكثر من البروتين النباتي، مستشهدًا بإحصائية حديثة في أمريكا تشير إلى اتجاه حوالي 16% من الشعب الأمريكي نحو البروتين النباتي وعلى رأسه فول الصويا.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
د.طارق صابر : 10 توصيات لزراعة محصول «الفول الصويا».. ويدخل في 200 صناعة غذائية
تداعيات التغيرات المناخية على الفول الصويا واشتراطات نجاح الري ومكافحة “الاصفرار والأعفان”