محصول الفول البلدي يلعب دورًا ملموسًا واقتصاديًا في حياة غالبية المزارعين، بالنظر لخواصه ودوره الكبير في تحسين خصوبة التربة، وتوفير مصدر غذائي أساسي لكل من الإنسان والحيوان، ما يستدعي اهتمامًا ووعيًا أكبر بقواعد واشتراطات الزراعة والاستعداد لبدء الموسم.
الفول البلدي وضرورة العودة لنظام الدورة الزراعية
تطرق الدكتور عزام عبد الرازق عشري – أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية – إلى العديد من الملفات الهامة، التي تعزز مضاعفة معدلات الإنتاجية، والتوصيات الفنية الواجب اتباعها، وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
وأشار إلى الفول البلدي بوصفه واحد من المحاصيل، التي يتوجب أن تكون جزءًا أساسيًا من الدورة الزراعية المصرية، موضحًا أن زراعته تسهم في تقليل استخدام الأسمدة النيتروجينية، بالنظر إلى نسبة النيتروجين التي يتركها للمحصول التالي في التربة، مما يساهم في خفض تكاليف مدخلات الإتاج والمعاملات التسميدية.
وأضاف “عزام” أن الفول البلدي يساعد في تحسين جودة التربة، خاصة في الأراضي الجديدة، حيث يسهم في تجديد التربة بمادة “دوبالية” عضوية مهمة تعزز من خصوبتها، بالإضافة لـ”الآزوت” بما يعزز فرصة المزارعين بتخفيض الاعتماد على الأسمدة الصناعية التي تسبب تلوثًا للتربة، ما يوضح أهمية هذا المحصول كجزء من الاستراتيجية الزراعية المستدامة.
أبرز التحديات التي تواجه مزارعي الفول البلدي
تطرق للحديث عن أبرز المشاكل التي تواجه المزارعين، وفي مقدمتها بعض الآفات والحشائش الضارة وأشهرها “الهالوك”، الذي يعتبر العدو الرئيسي لمحصول الفول، موضحًا أن إدارة التربة بشكل صحيح واستخدام التقنيات الزراعية الحديثة، يقلل من تأثير هذه الآفة.
وأوصى بضرورة التوسع بزراعة محصول الفول البلدي في الأراضي الجديدة، لمواجهة التحديات التي يفرضها التنافس مع محاصيل أخرى، مثل القمح والبصل والبنجر، والتي استنفذت غالبية أراضي الدلتا القديمة، بما يعزز فرص تعظيم الاستفادة من الأراضي المتاحة وتحسين الإنتاجية.
أهمية الفول البلدي للإنتاج الحيواني
أكد الدكتور عزام عبد الرازق عشري، أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن الفول البلدي يعد محصولًا أساسيًا لا غنى عنه في النظام الزراعي المصري، مشيرًا إلى أهميته الكبيرة للإنتاج الحيواني، وموضحًا أن المزارعين الذين لا يستخدمون الفول البلدي في تغذية حيواناتهم، يمكنهم الاستفادة من المخلفات والقش “تبن الفول”، مع إمكانية استخدامه كعلف حيواني، حال إصابته بـ”التسوس”، لأنه أحد المصادر الغنية بالنيتروجين والذي يمثل غذاءً صحيًا للحيوانات.
إجراءات الوقاية والاستعداد لموسم زراعة الفول البلدي
أشار أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية إلى قواعد واشتراطات زراعة الفول البلدي، وأبرز المحاذير الفنية الواجب اتباعها، لتجنب الإصابة بالأمراض والآفات.
ونوّه إلى أهمية البدء بتجهيز التربة بشكل صحيح، موضحًا أن الفول يجود في جميع أنواع الأراضي، سواء الرملية أو السمراء، حتى الجيرية يمكن زراعته فيها، مع مراعاة أنه من المحاصيل الحساسة لمستوى الملوحة في التربة، لذلك يجب تجنب زراعته في الأراضي ذات معدلات الملوحة المرتفعة أو سيئة الصرف.
وأضاف أنه يجب تجهيز التربة من خلال تسويتها باستخدام الليزر، لضمان تصريف المياه بشكل صحيح، ومنع تراكمها في مناطق دون غيرها، وهو الإجراء الذي يقلص من احتمالات انتشار الأمراض الفطرية والذبول، مع تساقط النباتات بسبب الاختناق، علاوة على التخلص من القلاقيل، التي تحول دون نجاح عملية الإنبات، موضحًا أن الفول البلدي من المحاصيل التي تحتاج تهوية جيدة للجذور، حتى يتمكن النبات من النمو بشكل صحي.
التوصيات الفنية لزراعة الفول البلدي
أوصى أستاذ المحاصيل البقولية مزارعي الفول البلدي بتسوية التربة جيدًا، وتخطيط الأرض على 12 خط للقصبتين لتحسين معدلات الإنبات، مؤكدًا على ضرورة تهيئة التربة بحيث تكون خفيفة وسطحية، ما يسهل إمكانية نمو وتمدد النبات، وهو الشرط الذي يستوجب تحقيقه باستخدام نظام الزراعة على المصاطب، التي تسهل على المزارعين زراعة ريشتين لو كان عرض المصطبة 90سم، على 3 ريش إذا كان العرض 120 سم، بما يسهم في توفير المياه وتحسين تهوية النبات.
إدارة الرية والمحافظة على صحة النبات
أكد “عشري” أن الفول البلدي لا يحتاج إلى ري ثقيل، وأن الري يجب أن يكون على الحامي، وبشكل سريع لتجنب ركود المياه حول النبات، مما قد يؤدي إلى تعفن الجذور، وهي المسألة التي تحتم تقطيع الأرض وعمل القني على أساس مراوي رأسية وفرعية، وبتون وقني قصيرة، مشددًا على أهمية تصريف المياه الزائدة من خلال إنشاء قنوات صرف مناسبة.
استخدام الأسمدة والتوصيات المتعلقة بها
أوصى أستاذ المحاصيل البقولية بعدم الإسراف في إضافة الأسمدة الفوسفاتية، موضحًا أن الفدان الواحد يحتاج إلى 200 كجم من السوبر فوسفات، بما يعادل 4 شكائر، يتم إضافتها أثناء خلال الحرث وتجهيز الأرض، مؤكدًا أن إضافة السوبر فوسفات مع عملية التقليب في التربة تحسن من امتصاص النبات للعناصر الغذائية الضرورية.
كما أضاف أنه من المهم للمزارعين عدم الإسراف في استخدام الأسمدة، مشيرًا إلى أن الفول البلدي يمتص فقط ما يحتاجه من العناصر الغذائية، والباقي يتحول إلى صورة غير ميسرة ويتحجر في التربة بصورة يصعب على النبات امتصاصها أو الاستفادة منها، ما يمثل هدرًا اقتصاديًا لا طائل منه.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
قواعد تخزين الفول البلدي وأهم الاشتراطات التي يتوجب مراعاتها
الفول البلدي.. تداعيات التعطيش قبل الحصاد وخطآن شائعان في معاملات الري