أكد المهندس عاطف عواد أن النحل يمثل نموذجًا مذهلًا للتنظيم والعمل داخل الخليّة، مشيرًا إلى أن الله كرّمه بذكره في القرآن الكريم في سورة تحمل اسمه، موضحًا أن فوائد العسل وأنواعه المختلفة تجعله منتجًا بالغ الأهمية.
ودلل على ذلك بمدى ارتباط حياة الإنسان بالنحل، حيث يتجاوز دوره التوازن البيئي ليصل إلى تحقيق الأمن الغذائي، موضحًا أنه مسؤول عن تلقيح نحو 70% من المحاصيل الزراعية عالميًا.
وأضاف أن أي انخفاض في أعداده يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي، مما قد يؤدي إلى أزمة غذائية عالمية، مشددًا على أن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت انخفاضًا بنسبة 50% في أعداد هذه الحشرة بسبب الاستخدام المفرط للمبيدات والتغيرات المناخية.
أهمية تغذية النحل والتحديات التي تواجهه
أوضح المهندس عاطف عواد، الخبير في النباتات الطبية والعطرية، أن التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الحشرة حاليًا هو العثور على الغذاء المناسب، متابعًا أن النحالين يعتمدون على التغذية الصناعية خلال الشتاء، مستخدمين محلول السكر أو المعجنات المغذية.
وأشار إلى أن البحث جارٍ عن نباتات طبيعية يمكن أن توفر غذاءً أفضل للنحل في هذه الفترة، مضيفًا أن الحل الأمثل هو زراعة نباتات تزهر في الشتاء، مما يضمن استمرارية تغذية النحل دون الحاجة إلى بدائل صناعية.
اكتشاف نبات “خبز النحل” كحل لملف التغذية شتاءً
كشف المتحدث عن أن البحث منذ عام 2016 قاد إلى نبات يُعرف باسم “خبز النحل”، موضحًا أن وزارة الزراعة كانت قد أصدرت نشرة علمية عنه عام 1996، لكنه لم يُستغل بالشكل الكافي، مفسرًا أن البذور تم جلبها من جنوب شرق آسيا لإجراء الاختبارات والتجارب عليها.
وأشار إلى أن التجارب بدأت في المزارع المصرية حتى تم التوصل إلى زراعته بنجاح، مدللًا على ذلك بمتابعة مركز البحوث الزراعية لهذا المشروع منذ 2021، مما أدى إلى إصدار قرارين وزاريين بتسجيله، مؤكدًا أن الدولة باتت تهتم بالنحل عبر توفير مصادر غذائية طبيعية له.
خصائص “خبز النحل” ودورة حياته
تابع المهندس عاطف عواد حديثه، موضحًا أن هذا النبات يُزرع في شهر سبتمبر، ويصل إلى قمة ازدهاره بعد 45 يومًا، أي خلال أكتوبر ونوفمبر، مضيفًا أن هذه الفترة تتزامن مع بدء انخفاض درجات الحرارة، مما يجعل النحل يعتمد عليه بشكل أساسي.
وأشار إلى أن النبات يوفر كميات كبيرة من السكر، مؤكدًا أن زراعة فدان واحد منه يمكن أن يغذي ما بين 80 إلى 100 خلية نحل، مما يعزز إنتاج العسل بجودة عالية.
وأضاف أن الأبحاث لا تزال جارية لاستخلاص الزيوت من هذا النبات، كما يتم العمل على ترخيص استخدامه في هيئة سلامة الأغذية، مسلطًا الضوء على أن اسم “خبز النحل” هو الاسم الشائع له في الوطن العربي، بينما تم تسجيله رسميًا تحت اسم “برج الأمن”.
إنتاجية العسل من نبات “خبز النحل”
أوضح المتحدث أن فدانًا واحدًا من هذا النبات يكفي لتغذية 80 إلى 100 خلية، مشيرًا إلى أن جودة العسل المنتج منه مرتفعة جدًا، موضحًا أن كمية العسل التي تنتجها كل خلية تعتمد على قوتها.
وأضافً أن هناك صورًا توضح شكل النبات وأزهاره في الحقول، مشيرًا إلى أن هذه البيانات تعد مؤشرًا على أهمية هذا الاكتشاف في دعم قطاع النحالة وتحسين إنتاج العسل.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
دور النحل في تعزيز منظومة الأمن الغذائي
شاهد أيضًا
موضوعات ذات صلة..
النحل القزم.. “سلوك الحماية” واستراتيجيات الحفاظ على الطائفة
النحل القزم.. هل يمكن استخدامه في صناعة العسل؟ باحث “يجيب”
النحل الفرعوني.. 6 صفات جينية تميزه عن باقي السلالات