فطام القطن أحد المُصطلحات الشائعة التي يعرفها مُزارعي الذهب الأبيض، والخاصة بأخر عملية ري يقومون بتنفيذها، في فترة ما قبل الجني، والتي يترتب على سوء تقدير واختيار الوقت المناسب لها، العديد من التبعات والآنعكاسات السلبية على حجم الحصاد المُتوقع ودرجة الجودة التي يتم على أساسها تقييم المحصول ورصد سعره النهائي.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عمارة – أستاذ زراعة القطن، بمعهد بحوث القطن، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف فطام القطن بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز الأخطاء الشائعة المُترتبة على هذا الإجراء، وتبعاتها على حجم الحصاد المُتوقع ونجاح تسويق المحصول والعوائد الاقتصادية المرجوة منه.
أفضل توقيت لـ”فطام القطن”
في البداية تحدث الدكتور مصطفى عمارة عن مسألة “فطام القطن”، بوصفها أخر مُعاملة يحصل منها النبات على احتياجاته ومُقنناته المائية، اللازمة لإتمام عملية تفتح اللوزات ونضجها، وما لهذه الخطوة من تأثير كبير على حجم الحصاد، ونجاح الموسم الزراعي برمته.
وسلط “عمارة” الضوء على أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض أهالينا المُزارعين، والخاصة باختيار التوقيت الصحيح لتنفيذ عملية فطام القطن، موضحًا أن المعيار الوحيد لصحتها، هو تفتح اللوزات، بما لا يقل عن 30% من إجمالي المحصول.
أبرز الأضرار والخسائر الاقتصادية
لفت “عمارة” إلى أن فطام القطن، والتوقف عن تنفيذ معاملات الري قبل الوصول لهذه النسبة القياسية الاسترشادية، يترتب عليه خسائر اقتصادية ضخمة، وفي مُقدمتها عدم اكتمال تفتح اللوزات الخاصة بباقي المحصول، وصولًا لإصابتها بالجفاف وتساقطها، ما يعني انخفاض حجم الحصاد المتوقع، وتقليص العوائد الاقتصادية الناجمة عنها إلى حدودها الدنيا.
التفسير العلمي لعواقب فطام القطن قبل موعده
فسر “عمارة” عواقب سوء اختيار وتقدير التوقيت الصحيح لـ”فطام القطن”، والتي يترتب عليها عدم حصول باقي الثمار على احتياجاتها الغذائية، بسبب نقص المياه، وهو الأمر الذي يؤدي لجفاف اللوزات وعدم تفتحها، وفقدان جانب كبير من المحصول، دون تحقيق أي عائد اقتصادي منه.
جمع المحصول داخل شكائر الأسمدة
انتقل أستاذ معهد بحوث القطن إلى نقطة بالغة الأهمية، فيما يخص ملف أبرز الأخطاء الشائعة، التي يرتكبها المُزارعين خلال فترة ما بعد جني وحصاد المحصول، وفي مُقدمتها تعبئة الذهب الأبيض داخل الشكائر البلاستيكية الخاصة بالأسمدة التي تم استخدامها على مدار الموسم.
وأوضح أن عواقب خلط المحصول الذي تم جمعه ببقايا المواد والمركبات السمادية، تنعكس بالسلب على درجة تقييمه، والتي تهبط بالقطن إلى الدرجات الأدني، وهو الأمر الذي تتم ترجمته إلى أرقام وخسائر على مستوى المردود الاقتصادي المُتوقع.
موضوعات قد تهمك
مشاكل القطن.. “باحث”: علاج الجفاف وتساقط الوسواس في 8 خطوات
معاملات ما قبل حصاد القطن.. كيف تربح 10 آلاف جنيه إضافية بدون مجهود؟
قطع الشكائر البلاستيكية.. خسائر اقتصادية بالجملة
سلط “عمارة” الضوء على جانب آخر من الأضرار الناجمة عن تجميع محصول القطن داخل شكائر الأسمدة، غير المُؤهلة للقيام بهذا الغرض، والتي تؤدي لتساقط بعض القطع البلاستيكية، والتي تؤثر على درجة جودة وتقييم القطن بعد “الحلج”، علاوة على الخسائر الاقتصادية المترتبة على هذا الخطأ.
وأشار إلى أن كل 1 مليمتر من البلاستيك يؤدي لخسارة 800 متر من قماش القطن، علاوة على انخفاض مستوى الجودة، الذي يتجلى خلال عمليات الغزل والنسيج، والهبوط به من الدرجة الأولى المُمتازة إلى الدرجات الثالثة والرابعة، علاوة على صعوبة صباغته على النحو الأمثل، وظهور الكثير من الندبات والتبقعات فيه، ما يعني فشل تسويقه، وانخفاض العائد الاقتصادي المُتوقع منه.
مبادرة “قطن نظيف”
كشف “عمارة” عن خارطة الطريق التي أعدتها وزارة الزراعة ومعهد بحوث القطن بالتعاون مع منظمة اليونيدو – الأمم المُتحدة للصناعة – والتي تستهدف إنتاج “قطن نظيف” خالي من المُلوثات بنسبة 100%، أو ما يُعرف اصطلاحًا بـ”BCI”.
إقرأ أيضًا
دودة الحشد الخريفية.. موانع استخدام “التابرون” وطرق المكافحة بعد “طرد السنابل”
عفن القطن.. خطآن شائعان وقواعد استخدام “الزيت المعدني” ومخاطر مادة “التيليتون”
الآفات.. الحدود الحرجة للإصابة والتوقيت الأمثل للمكافحة
شاهد