فراشة التمر الكبرى.. أبرز صفاتها وطرق الحد من أضرارها

فراشة التمر الكبرى هي إحدى الآفات المُزعجة بالنسبة لمزارعي التمور بأغلب بلداننا العربية، بسبب ما تُحدثه من دمار للمحصول، والذي يُفضي لخسائر فادحة وقت الحصاد.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج العيادة النباتية، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور صلاح جميل، الأستاذ بمعهد وقاية النبات، التابع لمركز البحوث الزراعية، عن فراشة التمر الكبرى بالتفصيل، للتعريف بها وبكيفية مكافحتها والحد من أضرارها.

فراشة التمر الكبرى.. وصفها والتعريف بأضرارها

في البداية قدم الدكتور صلاح جميل تعريفًا علميًا لحشرة فراشة التمر الكبرى أو ثاقبة العراجين كما تُعرف اصطلاحًا، بأنها إحدى الحشرات التابعة لرتبة حرشفيات الأجنحة، موضحًا أنها تُهاجم محاصيل التمور مُحدثة الكثير من الأضرار المُزعجة للمزارعين بأغلب بداننا العربية.
وأوضح أستاذ معهد وقاية النبات، أن هذه الحشرة لم تلق الاهتمام الكافي لدراستها، والتعرف على فسيولوجيتها وكيفية مكافحتها حتى عام 1960، وأرجع ذلك لوجود عدة آفات أكثر خطورة منها في ذلك الوقت، لافتًا إلى أن بدأت تأخذ حيزًا كبيرًا من الدراسة بدءًا من مطلع القرن الحالي.
وأشار إلى أن فراشة التمر الكبرى تُعد أحد أخطر الآفات، التي تُهدد محاصيل البلح الاقتصادي “السيوي”.

الظروف المناخية زادت من أخطار فراشة التمر الكبرى

أوضح الدكتور صلاح جميل، أن التغيرات المناخية ساهمت في صعود فراشة التمر الكبرى، لتحتل صدارة قائمة الآفات الخاصة بمحصول التمور، ما دعى لضرورة الاهتمام بدراسة طرق مُكافحتها والتقليل من آثارها الضارة.
ولفت إلى أن التغيرات المناخية أدت إلى القضاء على بعض الآفات الأخرى، ما دفع بثاقبة العراجين إلى السطح، علاوة على عوامل آخرى مثل استخدام المبيدات، التي ساهمت في القضاء على بعض منافسيها من الآفات الأخرى.

أبرز صفات فراشة التمر الكبرى التشريحية

أوضح الدكتور صلاح جميل أن طول فراشة التمر الكبرى، لا يتجاوز الـ2 سنتيمتر في الحالات العادية، ويرتفع طول الذكر إلى ثلاثة سنتيمترات حال فرد أجنحته، فيما تتجاوز الأنثى الأربعة سنتيمترات حال القيام بنفس الشيء، ويطغى على كلاهما اللون الرمادي في أغلب الأحوال.

فراشة التمر الكبرى.. مرحلة التزاوج ووضع البيض

أكد أستاذ معهد وقاية النبات أن ثاقبة العرابين تبدأ مرحلة وضع البيض بعد التزاوج مباشرة، يكون في صورة منفردة أو على هيئة مجموعات، تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع بيضات، ولا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة إلا عن طريق المتخصصين.
وأوضح أن الأنثى تضع بيضها على الأغاريط المذكرة “الكيزان”، والتي تتحول بعد ذلك لمرحلة اليرقة، التي تبدأ باللون القرنفلي وتنتهي للون الأسود أو البني الداكن حال اكتمال نموها، وتتميز بالحركة النشطة، والفم القوي والرأس الداكن اللون، ويمكن للمزارعين رؤيتها بالعين المجردة.
وأشار إلى أن مرحلة العذراء المكبلة، هي واحدة من مراحل التحور المعروفة، وتلجأ فيها فراشة التمر الكبرى، بالاستعانة بـ”الليف” في بناء شرنقتها، ولهذا يغلب عليها اللون الأصفر، فيما يطغى عليها اللون الأبيض داخل المعامل التي تقوم بدراسة فسيولوجيتها.

أعراض الإصابة بآفة فراشة التمر الكبرى

أكد الدكتور صلاح جميل أن أول مراحل الإصابة بتلك الآفة تبدأ في مرحلة الانشقاق، وفيها تبدأ اليرقات بالتغذي على الغلاف الخارجي للأغاريط المذكرة “الكيزان”، وتؤدي لتآكله بشكل يمكن المزارعين من ملاحظته.
وتتسارع وتيرة الإصابة بنفاذ اليرقات إلى داخل الأغاريط المذكرة، والتي تظهر على هيئة ندوب بنية، تمثل أماكن دخولها لأعضاء التذكير.
ولفت الدكتور صلاح جميل إلى أن يرقات فراشة التمر الكبرى تبدأ عملية التغذية الخاصة بها على الأزهار المذكرة، والتي يصاحبها في أغلب الأحوال انتشار للعفن، ما يؤدي لتحول “الكيزان” المُصابة إلى اللون الأسود.

أهم الإرشادات التي يجب اتباعها حال اكتشاف الإصابة

أكد الدكتور صلاح جميل أن أول الخطوات الوقائية الواجب اتباعها من قِبل المُزارعين، هو عدم استئناف عملية التلقيح باستخدام الكيزان المُصابة، للحد من سرعة انتشار العدوى بهذه الآفة إلى باقي المزرعة.

شاهد: الطب البيطرى ودوره في النهوض بالثروة الحيوانية

التخلص من الكيزان المُصابة بآفة فراشة التمر الكبرى

شدد أستاذ معهد وقاية النبات على ضرورة التخلص من الكيزان الذكرية المُصابة فور اكتشافها، لمنع امتداد الآثار المدمرة لتلك الآفة إلى باقي المحصول، لأن اليرقات قد لا تكون ملحوظة بالنسبة للمزارع بشكل واضح، ما يحتم ضرورة حرق هذه الأغاريط، كأفضل الطرق للتخلص منها.
وأشار إلى ضرورة اتخاذ ذات الإجراء مع الكيزان المذكرة التي تظهر عليها بوادر العفن الأسود، حيث أنه أحد أنواع الميكروبات والفطريات التي ينبغي الحد من انتشارها داخل المزرعة.

أبرز الاختلافات ما بين فراشة التمر الكبرى و”الحِميرة”

تلجأ فراشة التمر الكبرى أو ثاقبة العراجين إلى مهاجمة الأزهار حديثة العقد مُباشرة، وفي بعض الأحوال تتغذى على كامل العقد، ما يؤدي إلى أن تكون الشماريخ النهائية عند الحصاد بلا ثمار، وهي الإصابة الأكثر انتشارًا في التمر الجاف بالوادي الجديد.