عيش الغراب واحد من سلالة الفطريات التي تنمو فوق سطح الأرض، والتي فصلها العلماء بعد إخضاعها للعديد من الدراسات، لتمثل فصيلة مُستقلة بذاتها عن النباتات الخضراء، نظرًا لخلوها من مادة الكلوروفيل، واختلاف استراتيجياتها في تصنيع المواد التي تبقيها على قيد الحياة، والتي تعتمد على امتصاص العناصر الغذائية من النباتات الحية المُحيطة، أو تلك التي في طريقها إلى التحلل، ما يستدعي تسليط المزيد من الضوء على هذا النبات المميز، للتعرف عليه بشكل أفضل.
وخلال حلوله ضيفًا على مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول المهندس نبيل فتح الله – سكرتير عام الجمعية المصرية لمنتجي عيش الغراب – ملف الأهمية الغذائية والاقتصادية لفطر عيش الغراب، وأبرز الأصناف المُستحدثة التي تم اكتشافها حتى هذه اللحظة.
عيش الغراب.. 7 آلاف نوع مختلف
في البداية أكد المهندس نبيل فتح الله على وجود ما يقرب من 7000 ألاف نوع من فطر عيش الغراب، مُشيرًا إلى أن ما تم اعتماد استخدامه بشكل علمي، لا يتجاوز حدود الـ150 نوعًا فقط، فيما لا تزال النسبة الأكبر من هذا النبات المُدهش، غير صالحة للاستخدام الآدمي.
فطر الإرغوت المادة الخام لمخدر “LSD”
أوضح “فتح الله” أن نسبة كبيرة من فطر عيش الغراب، تم توجيهها للاستفادة منها بشكل تصنيعي، وبخاصة في مجال الصناعات الدوائية، لافتًا إلى احتواء بعض الأنواع منها على نسبة كبيرة من المواد المُخدرة، وأشهرها ما يتم استخلاصة لتصنيع عقار الـ”LSD” المُخدر.
يُذكر أن عقار “LSD” المُخدر تم اكتشافه للمرة الأولى عام 1938، ويتم استخلاص المادة الرئيسية فيه من “حمض الليسرجيك” الموجود في فطر “الإرغوت”، وهي أحد المواد الخطيرة التي تؤدي لهلاوس وتخيلات للشخص المُدمن على تناولها، بما قد يؤدي لارتكابه لبعض الأفعال الخارجة على القانون.
موضوعات قد تهمك:
فساد لحم الأضاحي.. علاماتها الشكلية وجدول حفظ اللحوم داخل الفريزر
مخاطر التعامل مع فطر عيش الغراب
شدد سكرتير عام الجمعية المصرية لمنتجي عيش الغراب على مدى خطورة التعامل مع بعض أنواع هذا النبات البري، دون وجود الدراية والعلم الكافيين للتمييز بينها، نظرًا لوجود بعض الأنواع ذات السمية الشديدة، والتي تؤدي قضمه واحدة منها – دون مضغ أو بلع – إلى الوفاة في الحال، وأشهرها النوع الأحمر ذي النقاط البيضاء المعروف باسم “أمانيت الذباب”.
إقرأ أيضًا:
محصول المانجو.. الموعد الأنسب لـ”الزراعة والتطعيم” وأفضل الاستراتيجيات المُوصى بها
فطر أمانيت الذباب.. “القاتل الأحمر”
لفت “فتح الله” إلى أن السمية الشديدة التي يتمتع بها فطر “أمانيت الذباب”، كانت سببًا وجيهًا للفت الانتباه إليه، وخضوعه للعديد من الدراسات المعملية، قبل إعلان إحدى الشركات المُتخصصة، عن توصلها لتصنيع أقوى المبيدات الحيوية المعروفة على وجه الأرض، والتي تعتمد بشكل كبير على مكوناته الأساسية، فضلًا عما يتميز به هذا المنتج من عدم وجود أي متبقيات له داخل التربة أو النبات.
أشار المهندس نبيل فتح الله إلى أن النباتات المُستأنسة من فطر عيش الغراب لا تتعدى الـ150 نوعًا، يُزرع منها على مستوى العالم 12 فقط، وتعتمد أغلب الدول على زراعته بطريقة برية، ويتم جمع المحصول بعد انتهاء موسم الأمطار.
وتتعدى قيمة بعض أنواع فطر عيش الغراب الـ2000 يورو، نظرًا لندرته الشديدة، وفوائده الغذائية والصحية التي لا يمكن حصرها.
شاهد: