عيش الغراب العادي وإعداد المَزَارِع والبيئة المُلائمة له، يتطلب وعيًا بأبحديات وشروط تجهيزها، والتوصيات الفنية التي تُسهم في نجاحها ووصولها للأهداف المأمولة منها، بحصاد ناجح وعالي الجودة، وهو الأمر الذي يستدعي الاستماع إلى رأي الخبراء والمُتخصصين في هذا المجال، للتوعية بأهم وأبرز المعايير الواجب توافرها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور جاد الرب محمد – أستاذ معهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة عيش الغراب بالشرح والتحليل.
عيش الغراب وفُرص الريادة المصرية في مجال التصدير
في البداية تحدث الدكتور جاد الرب محمد عن خريطة زراعة عيش الغراب ومُعدلات إنتاجه بالدول العربية، موضحًا الفُرص المصرية في المنافسة على السوق التصديرية، وإجمالي حجم الإنتاجية المُتوقعة، مُسلطًا الضوء على إمكانية إنتاج التقاوي وأمهات البذور الخاصة بهذا الفطر.
وكشف “جاد الرب” عن تقلص إمكانيات الدول العربية، واختفائها من على خارطة إنتاج عيش الغراب العالمية، نظرًا لعدم وجود أي مزارع مُتخصصة في إنتاج وإكثار هذا النوع من الفطريات، موضحًا أننا نملك عشرة مزارع تقريبًا.
ولفت أستاذ معهد بحث البساتين إلى أن إنتاج غالبية مزارع عيش الغراب المصرية، يوجه إلى السوق المحلي، ما يوضح كم الفُرص المُهدرة، في التربع على خريطة التصدير العربية، وتحقيق هامش ربح مقبول ومُرضي، برغم عدم وجود مُنافس لنا في هذا المضمار.
إنتاج تقاوي عيش الغراب
أوضح الدكتور جاد الرب محمد أن تقاوي عيش الغراب العادي يتم استيرادها من الخارج، على العكس من النوع المحاري الذي يُمكن للمُزارع البسيط إنتاجها وإكثارها، حال اتباع الاشتراطات الفنية اللازمة، لإنجاح هذا الأمر.
موضوعات قد تهمك
التغذية المثالية للأطفال مرضى الـ”ADHD” خلال الدراسة
أصداء القمح.. 5 محاور رئيسية لنجاح برنامج المُكافحة والنجاة بـ”محصول الغلة”
تهيئة البيئة المُلائمة لزراعة عيش الغراب
طرح الدكتور جاد الرب محمد حزمة من التوصيات الفنية، والاشتراطات اللازمة لنجاح مشروع زراعة عيش الغراب، والتي قسمها إلى 19 مرحلة من تهيئة البيئة الصحية المُلائمة مرورًا بطريقة تعقيمها، وصولًا إلى المرحلة النهائية وحصاد المحصول المُتوقع.
أساسيات إعداد بيئة زراعة عيش الغراب “العادي”
أكد الدكتور جاد الرب محمد أن زراعة فطر عيش الغراب العادي، وإعداد البيئة المُلائمة لنموه وإكثاره، تحتاج لتوافر ثلاثة عناصر أساسية:
أ- مادة عضوية مُتحللة
ب- أي مُخلف نباتي جاف كـ”قش الأرز، قش القمح، التبن”
ت- جبس زراعي أو كبريتات الكالسيوم
خطوات زراعة عيش الغراب
قدم “جاد الرب” شرحًا تفصيليًا لمراحل زراعة وإكثار عيش الغراب من التجهيز إلى الحصاد والتي جاءت على النحو التالي:
1- مرحلة الترطيب وإعداد “الكُمبوست”
يتم تجهيز وإعداد “الكُمبوست” من الخليط السابق، على عدة خطوات:
– تقطيع المخلف النباتي المُتاح بمتوسط طول لا يتعدى الـ3 سنتيمترات، لضمان سهولة تخمره
– وضع المخلف النباتي الذي تم تقطيعه على أرض مائلة
– يُغسل المخلف النباتي تحت الجمالون “دُش” لمدة 15 يومًا، مع تجميع المياه الناتجة وإعادة استخدامها مرة أخرى لعدم إهدار القيمة الغذائية
2- مرحلة إضافة المادة العضوية
تعتمد هذه المرحلة على إضافة المادة العضوية الملائمة إلى الكمبوست الذي تم تحضيره في مرحلة الترطيب، ويفضل فيها استخدام روث الخيل، نظرًا لكونه من أنقى المواد التي يُمكن الاعتماد عليها، يليه في الترتيب مُخلفات الدواجن، ثم روث الحيوانات
يتم تقليب الكومة المكونة من الكمبوست والمادة العضوية “الروث” يوميًا لمدة 15 يوم، لضمان وصولها لدرجة التخمر المطلوبة، والتي يُمكن الاستدلال عليها بتحول هذا الخليط من اللون “الذهبي” إلى اللون “البني الداكن”.
3- مرحلة الفرم
تبدأ هذه المرحلة بوضع الخليط السابق بعد اكتمال تخمره في صفوف أو “مراود” ارتفاعها 2متر وعرضها 1متر، مع طحنها بواسطة جرار خلاط أو “بلندر”، على أن تُكرر هذه العملية يوميًا لمدة 15 يومًا.
4- مرحلة التعقيم
تستهدف هذه المرحلة التخلص من كافة الكائنات الدقيقة الضارة بفطر عيش الغراب، مع الإبقاء على الكائنات النافعة فقط، والتي تُفيد الفطر في استخلاص العناصر الغذائية اللازمة لنموه، علاوة على التخلص من كافة السكريات الضارة، والإبقاء على السليولوز واللجنين فقط في صورة مُتخمرة.
تُعقم فيها الكومات التي تم إعدادها في المراحل السابقة، باستخدام غُرفة مُغلقة مع إعداد شفاط هواء مُناسب بفتحة السقف.
توضع الكومات على ألواح خشبية أعلى مصدر ثابت لدفع بخار الماء عند درجة حرارة 58 مئوية، مع تمريره البخار الساخن من الأسفل إلى الأعلى لمدة ساعتين.
تُترك الكومات داخل هذه الغرفة بعد إغلاق مصدر بخار الماء وفتحة الشفاط العُلوي، حتى تتعادل درجة حرارة الغُرفة مع البيئة الخارجية.
إقرأ أيضًا
الفول البلدي.. خطوات الزراعة بالأراضي الجديدة وتوصيات مُعاملات “العُقدين”
حشائش العليق.. طُرق مُكافحتها وأفضل المُبيدات للتخلص منها
5- تُسحب الكومات المُعقمة من الغرفة السابقة إلى غُرفة أخرى داخل المزرعة، شريطة عدم تعرضها للهواء
6- تُقسم الكومات إلى بيئات صغيرة لا يتعدى ارتفاعها الـ20سم وتوضع على أرفف خشبية
7- يفصل بين الرف والذي يليه فاصل بمسافة 30سم فقط
8- توضع تقاوي عيش الغراب المُحماه على حبوب ذرة أو قمح فوق البيئات التي تم تجهيزها على الأرفف
9- يُشترط استخدام تقاوي ذات لون أبيض ناصع لضمان خلوها من أي ملوثات
10- توزع التقاوي بمتوسط 1كجم لكل متر مُربع من الأرفف المُجهزة بالبيئات المُعدة سلفًا
11- تُغطى البيئة التي تمت زراعتها بالتقاوي بورق الزبدة
12- تُرش البيئات المُعدة للزراعة والمغطاه بورق الزبدة بالماء حتى الوصول لدرجة التشبع
13- يُشترط ألا تزيد درجة رطوبة الغرفة والبيئات المُجهزة لزراعة عيش الغراب 80 أو 90 درجة
14- فترة التحضين: وتظل فيها التقاوي المزروعة تحت التغطية لمدة 21 يومًا
15- تُضبط درجة حرارة الغرفة عند حدود الـ25 مئوية
16- بعد انتهاء فترة التحضين توضع طبقة من “البيتموس” المُعقم ثقيل الكثافة فوق المايسليوم أو التقاوي بارتفاع 5سم
17- تُخفض حرارة الغُرفة إلى 17 درجة مئوية
18- يبدأ الحصاد فور ظهور الأجسام الثمرية ويستمر يوميًا ولمدة 45 يومًا
19- يُراعى عند الحصاد قص الكتلة العلوية فقط مع ترك باقي الأجزاء السُفلى لمُعاودة الإنبات
لا يفوتك