عيش الغراب واحد من الاستثمارات الواعدة، علاوة على فوائدة الصحية والغذائية الكبيرة التي لفتت إليه أنظار قطاع كبير من المُزارعين، بالإضافة لشباب الخريجين، الذين مثل لهم هذا الفطر الرباني باب أمل لدخل مُرضي يُحقق جانبًا من طموحاتهم المشروعة لمُستقبل أفضل، ما يستدعي تسليط المزيد من الضوء عليه، والتوعيه بحجم المكاسب المُتوقعة منه.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور جاد الرب محمد – أستاذ معهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة عيش الغراب بالشرح والتحليل.
نبذة تاريخية عن فطر عيش الغراب
في البداية أعطى الدكتور جاد الرب محمد عن نبذة عن النشأة التاريخية للتغذي على فطر عيش الغراب، مؤكدًا أن الأصول الأولى له كانت على يد أحد المُزارعين الفرنسيين في القرن الثامن عشر، عندما لاحظ تجمع سرب من الطيور حول مجموعة من النباتات الغريبة التي ظهرت في حقله.
وأوضح أن هذه الواقعة دفعت المُزارع لتجربة الاعتماد على هذا فطر عيش الغراب كغذاء، ما كشف عن فوائده الغذائية الهائلة، والتي مكنته من تعويض نقص البروتين الحيواني المُتاح له.
عيش الغراب.. حقائق وأرقام
أكد الدكتور جاد الرب على كون الفطر الوحيد الذي ينمو فوق التُربة ويصلح للأكل، فيما تُشكل كافة الأنواع الأخرى مصدر خطورة وسمية شديدة على الإنسان، بما يجعلها غير صالحة للتعامل معها بأي شكل من الأشكال.
ولفت أستاذ معهد بحوث البساتين إلى وجود نوع آخر من أنواع الفطريات يُسمى “الكمأة”، وينمو تحت سطح التربة دون تدخل الإنسان، مُوضحًا أنه يُباع بأرقام فلكية تصل لآلاف الدولارات وما يُعادلها بالعملات العربية، نظرًا لقيمتها الغذائية العالية، ما يجعلها مصدر دخل مُهم لعدد كبير من المُزارعين.
موضوعات قد تهمك
تربية الدواجن.. التغيرات المناخية وأنظمة التربية والتغذية وعلاقتها بانتشار الأمراض
أصداء القمح.. 5 محاور رئيسية لنجاح برنامج المُكافحة والنجاة بـ”محصول الغلة”
أنواع فطر عيش الغراب المُستأنسة
كشف “جاد الرب” عن وجود 250 نوعًا من هذا الفطر، موضحًا أن الإنسان نجح في استئناس خمسة أنواع فقط منها، أشهرها المحاري والعادي، وهما الصنفان الأكثر شيوعًا في غالبية دول العالم.
أبرز الفوارق بين عيش الغراب المحاري والعادي
فرق أستاذ معهد بحوث البساتين بين النوع المحاري والعادي، مؤكدًا أن الأول يشيع في الدول ذات الكثافة العالية، والتي لا تمتلك مُقومات الاعتماد على التكنولوجيا، علاوة على رخص أسعار الطاقة بها، فيما تنتشر زراعة النوع العادي في الدول المُتقدمة تكنولوجيًا، ما يُساعدها في إنتاج التقاوي بشكل كبير، وأشهرها هولندا وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة لـ”الولايات المُتحدة الأمريكية”، التي تحتل صدارة الدول المُنتجة لهذا الفطر، وبخاصة مُقاطعة بنسلفانيا.
إقرأ أيضًا
الفول البلدي.. خطوات الزراعة بالأراضي الجديدة وتوصيات مُعاملات “العُقدين”
حشائش العليق.. طُرق مُكافحتها وأفضل المُبيدات للتخلص منها
لا تفوتك