عنصر الكبريت له العديد من الفوائد بالنسبة للمحاصيل الزراعية، والتي قد يتغافل البعض عن ذكر وتقرير أهميته بشكل مُنصف، ما يدعو لضرورة إلقاء الضوء عليه، وتوضيح مزايا وجوده للتربة والنبات، علاوة على استخداماته المُتعددة ضمن دورة حياة أغلب المحاصيل الزراعية.
وهي المهمة التي تصدى لها الدكتور عبد الباسط العقيلي، استشاري خصوبة الأراضي وتغذية النبات، عبر شاشة برنامجه المُميز “كبسولة إرشادية”، المُذاع على قناة مصر الزراعية، والذي يستعرض سلسلة العناصر الغذائية الهامة للتربة، وتأثير نقص معدلاتها على المحاصيل الزراعية.
وفي حلقة هذا الأسبوع تناول بالشرح والتحليل أحد العناصر التي تلعب دورًا بارزًا في منظومة الحياة الزراعية والأنشطة الحقلية التي يمارسها غالبية مزارعينا لتسليط الضوء عليه، في سبيل الإلمام بدوره في حياة النبات.
في البداية تحدث العقيلي عن عنصر الكبريت بوصفه أحد العناصر الكبرى، ذات التأثير الفاعل في دورة حياة النباتات، موضحًا أنه يعد بمثابة “صديق الفلاح” الذي يقد العديد من الإسهامات، برغم إغفال الكثيرين لدوره الكبير في نجاح النشاط الحقلي والزراعي.
وأوضح العقيلي أن عنصر الكبريت من العناصر “المظلومة” إعلاميًا، بسبب تهميش البعض لدوره وإسهاماته في النشاط الزراعي، فيما أسقطه البعض من حساباتهم كأحد أضلاع منظومة التسميد، ما دعى لتبيان آثاره الإيجابية على نجاح المنظومة الزراعية.
ولفت الدكتور عبد الباسط إلى أن عنصر الكبريت مُصنف عالميًا ضمن فئة العناصر الكبرى، لتعدد الأدوار التي يمكنه القيام بها ضمن دورة حياة المحاصيل الزراعية، والتي تنقسم إلى شقين، أحدهما خاص بالتربة والآخر خاص بالنبات نفسه.
وأكد أن غالبية المُزارعين على دراية بأهمية عنصر الكبريت في أغلب المُعاملات التي يقومون بها، موضحًا أنه يتم اللجوء إليه للمساعدة في تدفئة النباتات أثناء موجات انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية المسموحة، فيما يمكن استخدامه كمطهر كأحد التدابير الوقائية لمكافحة انتشار الآفات والأوبئة مثل أعفان الجذور.
وأشار العقيلي إلى أن عنصر الكبريت يتوقف تأثيره عند حدود التطهير، فيما لا تكون له أي آثار أو إسهامات تذكر بعد حدوث الإصابة، حيث أنه لا يعتبر ضمن قائمة العلاجات المعروفة.
شاهد.. شتاء قارص البرودة..كيف تتعامل معه لحماية المحصول الشتوي
وتابع شرحه لقيمه وأهمية عنصر الكبريت، مؤكدًا أنه يدخل في تركيب البروتوبلازم، كما يُساعد في تكوين بعض الأحماض الأمينية، والتي تتحول فيما بعض إلى بروتين وأبرزها أحماض السيستين والسيستاين والمايسونين، والأخير تحديدًا يُعد هو المُكون الأساسي لحمض الإيثيلين، والذي يلعب دورًا فاعلًا وأساسيًا في نضج الثمار، وتحويل المواد الكربوهيدراتية إلى سكريات، علاوة على تحكمه في الصبغات الخاصة بقشور الفواكة والنباتات.
وكشف الدكتور عبد الباسط العقيلي إلى أن الدور البارز الذي يلعبه عنصر الكبريت في زيادة مناعة النباتات ضد البرد والتقلبات المُناخية القاسية، وخصوصًا خلال فصل الشتاء.
وأوضح أن أغلب المُزارعين يغفلون عن وضع عنصر الكبريت ضمن برامجهم التسميدية، اعتمادًا على عدم الاحتياج له، نظرًا لدخوله كمكون أساسي في صناعة سلفات النشادر، سلفات الماغنسيوم، سلفات البوتاسيوم، علاوة على تواجده ضمن العناصر التركيبية بالجبس الزراعي.
ولفت إلى أن النبات يقوم بامتصاص عنصر الكبريت مباشرة من الهواء، عن طريق ثاني أكسيد الكربون، فيما تستطيع التربة امتصاص ذات العنصر، عن طريق الأكاسيد الناتجة من أدخنة المصانع وعوادم السيارات وأبخرة البراكين، والتي تتصاعد وتتكثف في طبقات الغلاف الجوي العليا، قبل أن تصل للأرض مرة أخرى عن طريق الأمطار.
وأكد العقيلي أن الكبريت يتواجد في التربة على هيئة 3 أنماط أو أشكال، هي الصورة العضوية غير الميسرة للنبات، والصورة المعدنية، فيما تكون الحالة الأخيرة كمحلول ذائب.
إقرأ أيضًا:
خطوات تسجيل تركيبة الأعلاف الجديدة.. حقائق هامة لجميع المستوردين
الإجراءات الواجب اتباعها لحماية المحاصيل الشتوية.. وعلاقة الدخان بـ”محصول المانجو”