عملية التطريد هي إحدى الاستراتيجيات التي يتبعها قطيع النحل، والتي تعود أسبابها لعدة عوامل، لا يُلم بها سوى المُتخصصين في هذا المجال، ما دعا للاقتراب من هذا العالم المُثير، للتعرف عليه عن قُرب، والوقوف على أبرز ملامحه والقواعد الحاكمة له.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد مُقدم برنامج العيادة النباتية، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عادل بسيوني، أستاذ النحل بكلية الزراعة، جامعة عين شمس، عن عملبة التطريد موضحًا أسبابه وأبرز الفوارق التي تفصله عما سواه من العمليات الأخرى التي يقوم بها القطيع.
عملية التطريد والإحلال.. أبرز الفوارق بينهما
في البداية فرق الدكتور خالد عياد بين العلامات الظاهرة في عملية التطريد، ووصول الملكة لمرحلة الشيخوخة والعجز، مؤكدًا أن الأخيرة يصطلح الخبراء على تسميتها بـ”عملية الإحلال”.
وأوضح أن عملية الإحلال يقصد بها انتهاء مخزون الحيوانات المنوية “sperms” الموجودة داخل قنوات خاصة بالتلقيح لدى الملكة، والمعروفة باسم المستقبلات المنوية، مُشيرًا إلى أن هذه الحالة تحدث غالبًا في نهاية عمرها، ما يدفعها لمغادرة الخلية والوفاة خارجها، بعد الاطمئنان على انتخاب إحدى بناتها لتحل محلها.
تطريد النحل.. معناها وأبرز أسبابها
فيما تبدأ عملية التطريد في الأعم الأغلب مع نهاية فصل الربيع، والتي يخرج فيها النحل بحثُا عن أماكن أخرى، تصلح لأن تكون بمثابة خلايا جديدة له، يبدأ في إعمارها وبناء مستعمرته الجديدة من خلالها.
موضوعات ذات صلة:
خلايا النحل.. أبسط الطرق لوقاية القطيع من ارتفاع درجات الحرارة
تناول الدكتور خالد عياد عملية التلقيح والإحلال المُعقدة التي تتم داخل خلية النحل، بالشرح والتحليل لتبيان وتوضيح أبرز المحطات في هذا الإبداع الرباني الإعجازي، مُشيرًا إلى أن الملكة الأم عندما تستشعر بعدم وجود حيوانات منوية كافية داخل المستقبلات المنوية، فإنها تأمر “الشغالات” بوضع ما بين 3 إلى 4 بيضات مُخصبات، انتظارًا لمرحلة انتخاب الملكة الجديدة.
لا يفوتك.. مشروع تربية النحل من الألف إلى الياء
أسباب عدم الاكتفاء ببيضة واحدة مُخصبة
وفسر سر وضع هذا العدد من البيضات المُخصبة، موضحًا أنها بمثابة إعجاز رباني، لإيجاد عدد من البدائل التي يمكنها القيام بعملية التلقيح، خشية أن تكون إحداها مريضة أو ضعيفة.
وأوضح أنه بمجرد اكتمال نمو هذه العذارى الصغيرة، تحدث معركة صغيرة يكون فيها البقاء للأقوى، لتتبقى أنثى واحدة فقط تغادر الخلية يتبعها الذكور، لإتمام عملية التلقيح والعودة إلى الخلية مرة أخرى، لتبدأ ممارسة دورها الجديد بوضع البيض، وهي المهمة التي تكون إيذانًا بانتهاء دور الملكة الأم، ما يدعوها للخروج والوفاة خارج الخلية.
إقرأ أيضًا: