علم الطيف أحد التطبيقات العلمية الحديثة التي تساعد على التعامل مع أصل المادة، بشكل يمكن تعميمه على عدة مجالات، بما يخدم ويحقق الأهداف المرجوة منه.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي أحمد عبد الحميد، مقدم برنامج “علماء مصر”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مدحت إبراهيم – مدير مركز البحوث الفيزيقية السابق، أستاذ الأطياف وتطبيقاتها والحائز على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
علم الطيف
مجالات وتطبيقات متعددة
في البداية تحدث الدكتور مدحت إبراهيم عن سبل الاستفادة من علم الطيف، استغلالًا لمدى تداخله مع التطبيقات العلمية بكافة المجالات، بداية من علوم المادة والعلوم الحيوية وعلوم الفضاء وانتهاءًا بمجال الآثار.
وأوضح أنهم قاموا بتسجيل براءة تطبيق علم الطيف لحماية الأيقونات القبطية قبل سنتين، لافتًا إلى أن إجازة استخدامها تحتاج للخضوع لعدة تجارب واختبارات قد تستغرق فترة زمنية طويلة.
حماية الأيقونات القبطية
قدم “إبراهيم” شرحًا مبسطًا لقواعد استخدام علم الطيف في مجال حماية الآثار القبطية، موضحًا أن الآباء والرهبان قاموا بصناعة بعض الأيقونات قبل عدة قرون مضت، من مواد طبيعية تحتوي على أكاسيد وأحماض الأمينية – صفار البيض على سبيل المثال لا الحصر – ما يجعلها عرضة للتأثر بكلِ من الرطوبة والضوء.
وفسر التقنية التي استخدمها علم الطيف لحماية الآثار والأيقونات القبطية، والتي تعتمد على استخدام بعض المواد المعدنية المانعة لنفاذ الضوء مثل “أكسيد الماغنسيوم” والأمر عينه بالنسبة لـ”ثاني أكسيد السيليكون” المضاد للرطوبة والكاره للماء.
المساحيق والأكاسيد المعدنية
لفت مدير مركز البحوث الفيزيقية السابق إلى أنه تم إجراء عدة تجارب باستخدام تقنية الأكاسيد وكانت على طريقتين الأولى منها تكون فيها المواد المستخدمة على هيئة مساحيق، فيما تم الاعتماد على الشكل المعدني التقليدي في الطريقة الثانية، للتأكد من مدى قدرتها على حماية أسطح الأيقونات القبطية.
المحاكاة والتقادم
كشف “إبراهيم” أن القوانين الحاكمة للعمل في مجال الآثار، تقضي بعدم التعامل مع الأثر الأصلي، ما دعا للقيام بعملية “محاكاة” تم فيها إعداد وتصنيع “أيقونات مقلدة” بنفس المواد المستخدمة في النماذج الحقيقية باستخدام النانو تكنولوجي.
وتابع شرحه موضحًا أن الخطوة يتم فيها تعريض الأيقونات المقلدة لبعض الظروف المعملية، لإتمام عملية “التقادم” المطلوبة، بهدف الوصول لمرحلة عمرية مقاربة للأثر الأصلي.
توسيع نطاق الاستفادة من علم الطيف
أكد مدير مركز البحوث الفيزيقية السابق أن علم الطيف نجح في إثبات قدرته على حماية الآثار القبطية من التداعيات السلبية الناجم عن تفاعلها مع العوامل الجوية والرطوبة والضوء.
واختتم “إبراهيم” حديثه بالتأكيد على إمكانية توسيع مدى الاستفادة من علم الطيف على كافة أنواع الآثار والأسطح التاريخية سواء الحجرية أو الإسلامية أو الأيقونات القبطية.
شاهد..
علم الطيف.. تطبيقات ومجالات متعددة
موضوعات ذات صلة..
النانو فضة.. 4 فوائد مباشرة لمشروعات الإنتاج الحيواني ومراكز تجميع الألبان
النانو تكنولوجي.. فوائدها للصناعات الغذائية ومحاذير استخدام المعادن