“بنت النيل” ببشرتها السمراء كأرض مصر الطيبة، عاشقة لتراب وطنها؛ مصرية حتى النخاع كما يقولون؛ وهو ما دفعها لرفض المغريات والعروض الدنماركية للإقامة هناك، فهي محاربة لا تعرف المستحيل.
خاضت حروبا على الروتين وانتصرت في معركة تكللت باستصدار قرار جمهوري والموافقة على قانون برلماني؛ لتحقيق حلمها بإنشاء المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف؛ ليكون صرحا كبيرا؛ بعقول مصرية وأفكار عالمية يحقق الأمن والسلامة لغذاء ملايين المصريين.
الدكتورة عقيلة صالح مؤسس وأول رئيس للمركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، حصلت على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة ثم الماجستير في الصحة العامة للتغذية من جامعة الإسكندرية، ثم حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة، لتسافر إلى الدنمارك على نفقتها الخاصة، راغبة في الحصول على الدكتوراه في مجال جديد لا يدرس في كليات الزراعة في ذلك التوقيت، ويخدم المصريين؛ وهو تكنولوجيا الأغذية وسلامتها.
ثلاثة أشهر فقط كانت كفيلة بإعجاب أساتذتها من الدنماركيين، الذين أثنوا عليها، وقرروا أن يتم تحويل الدراسة إلى منحة على نفقتهم، كانت نموذجا يحتذى به، وخير من يمثل مصر، فقبل انقضاء دراستها ومرور 3 سنوات، عرض عليها الدنماركيين البقاء، رفضت جميع المغريات وفضلت العودة لمصر، فزادت مكانة في قلوبهم وظلت في ذكراهم لتفوقها وإخلاصها لوطنها.
عقيلة صالح تحصل على قرار جمهوري بأنشاء المعمل
عادت عقيلة صالح بعد الحصول على الدكتوراه، مثقلة بحمل على عاتقها؛ وهو إنشاء معملا يضاهي المعامل الدولية، لكنها لابد أن تخوض حروبا على الروتين والبيروقراطية، فكرت في أن المعركة طويلة وصعبة، لكنها تؤمن بالفكرة والفكرة لا تموت، شمرت عن ساعديها، وسلاحها الحجة والمنطق مع الجهات الحكومية؛ حتى عقدت لها جلسة في مجلس الشعب في ذلك الوقت، وتعالت الأصوات خلال الجلسة، لكنها نجحت وحصلت على التصويت على قانون جديد للمركز، لم تكتفِ بذلك حتى حصلت على قرار جمهوري بإنشاء المعمل، ليعمل بنظام إداري “مرن” بعيدا عن الروتين.
بدأ العمل برأس مال مكون من غرفة وحيدة، بالهيئة الزراعية، و 4 من شباب الباحثين هم باكورة هذا التخصص، اختارتهم بنفسها، واعتمدت على الجودة والدقة في عملهم، وساعدت على إعدادهم مهنيا في هذا المجال من خلال إيفاد العشرات إلي الخارج ليكونوا النواة لهذا العلم؛ وهو ما دفع الوزارة لاعتماد المركز ليكون الجهة الرقابية على استيراد الأعلاف.
ومع بداية العمل اضطرت الشركات المستوردة على استيراد منتجات ذات جودة عالية ومطابق للمواصفات، وانتقلت لتؤسس كيان للمعمل ومعامل فرعية له في الموانئ، ونجحت في إنشاء مركز معلومات الأمن الغذائي في عام 2007، لمساعدة متخذ القرار في هذا الموضوع الحيوي والهام.
وأشادت عقيلة صالح بالدعم غير المحدود في السنوات الأخيرة من القيادة السياسية للمرأة المصرية في كافة المجالات، مناشدة المرأة المصرية التي تراها قائدة لأسرتها، بالعودة مرة أخرى للاهتمام بالإنتاج والتصنيع الغذائي داخل المنزل، لأن فلسفتها تكمن في أن الطعام الصحي يخلق جيل صحيح قادر على العمل والإنتاج.
وفي يوم المرأة المصرية، تُذكر عقيلة صالح بكل خير، فهي من أبرز الرائدات، اللاتي خدمن وطنهم، وبذلن الكثير من أجله، حتى أصبحن إضافة حقيقية، يفخر بها كل عاشق وغيور على هذا الوطن.
اقرأ أيضا
“نجلاء بلابل”.. التفاني والإخلاص كلمتي السر لتحقيق الريادة
هنية الاتربي.. أول سيدة تتولى رئاسة مركز البحوث
“شيرين عاصم”.. نائب رئيس مركز البحوث الزراعية للبحوث
لا يفوتك
طرق مكافحة أمراض الطماطم فى مصر