الأعداء الحيوية واحدة من ركائز التوازن البيئي التي خلقها الله، لعدم انفلات بعض الآفات، بغرض الحفاظ على استقرار وديمومة الحياة، والتي تؤسس لنظامه الكوني المعجز والرباني، وهي المسألة التي انتبه إليها العلم الحديث، لتطوير استراتيجيات الاعتماد عليها، أملًا في إصلاح ما أفسده، ولتقليل معدل استخدام المبيدات الكيميائية الضارة بالبيئية.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد حسين الهنيدي – أستاذ المكافحة الحيوية بمعهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف استخدامات الأعداء الحيوية بالشرح والتحليل.
المكافحة الحيوية
منظومة المكافحة المتكاملة
في البداية تحدث الدكتور أحمد حسين الهنيدي عن برامج المكافحة التي تعتمد على الاستفادة من الأعداء الحيوية الموجودة في الطبيعة، للحد من انتشار وتكاثر وتوحش بعض الآفات، التي تدمر المحاصيل الزراعية الاستراتيجية الهامة، وتضاعف من حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها.
وتطرق “الهنيدي” إلى بعض معوقات التوسع في الاعتماد على الأعداء الحيوية وبرامج المكافحة الخاصة بها، مؤكدًا أنها جزء من منظومة المكافحة المتكاملة، ولا يمكن الاكتفاء بها في مواجهة بعض الآفات الزراعية الخطيرة، التي تستوجب استنفاذ كافة الطرق والوسائل المتاحة، للتخلص منها بما فيها استخدام “المبيدات الكيميائية”، شريطة الالتزام بالمركبات المعتمدة والمقننات الموصى بها.
عقبات استيراد “الأعداء الحيوية” من موطنها الأصلي
أكد “الهنيدي” أن المشكلة الأبرز هو توطن بعض الآفات المهاجرة والوافدة إلينا من الخارج، والتي باتت تشكل خطرًا على بعض المحاصيل الزراعية، في غياب الأعداء الطبيعية الموجودة بموطنها الأصلي، والتي تحافظ على التوازن البيئي المفروض.
ولفت أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات إلى بعض أبرز العقبات التي تحول دون استيراد “الأعداء الحيوية” لبعض الآفات، مؤكدًا أن المعايير والقوانين “الحجرية”، تقف كـ”حجر عثرة” ضد استجلاب بعضها من موطنها الأصلية.
على الجانب الآخر أشار “الهنيدي” إلى التداعيات السلبية لـ”التغيرات المناخية”، والتي تفشل محاولات استيراد “الأعداء الحيوية” من موطنها الأصلي، للاعتماد عليها في خطط مكافحة بعض الآفات الزراعية، نظرًا لانتماء أغلبها إلى “ذوات الدم البارد”.
الترايكوجراما.. أبرز الأمثلة
سلط أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات الضوء على الترايكوجراما كأبرز وأشهر “الأعداء الحيوية” المعروفة في مجال مكافحة “حرشفيات الأجنحة”، مؤكدًا أن “الصين” و”روسيا”، تعتمدان عليها اعتمادًا كليًا في مكافحة آفات محصول الذرة.
وأكد أن “الترايكوجراما” سجلت نجاحًا باهرًا في ملف مكافحة دودة القصب الصغرى، لافتًا إلى أنها تسببت في الهبوط بمعدلات الإصابة من 20 إلى 2%، ما يؤكد أنها أحد أفضل الوسائل الفاعلة والصديقة للبيئة.
شاهد الفيديو..
موضوعات ذات صلة..
مكافحة دودة الحشد “قبل الزراعة”.. 4 خطوات لحماية “الذرة” من الإصابة
طلاء البذور.. أهدافها وأنواع الصبغات المستخدمة وانعكاساتها على حجم الإنتاجية