عفن الجذور أحد أخطر الأمراض التي تصيب زراعات بنجر السكر، وتسبب أضرارًا بالغة على الناتج النهائي منها، ما يدفع لضرورة مكافحته ومقاومته بالشكل العلمي، للحد من آثاره السلبية على هذا المحصول الاستراتيجي.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج المرشد الزراعي، الذي تقدمه الإعلامية آيه طارق، والمذاع عبر قناة مصر الزراعية، أكد الدكتور أيمن محمد حسني عش، مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، قدم شرحًا تفصيليًا لأشكال الإصابة بمرض عفن الجذور الأكثر شيوعًا وطرق مكافحتها.
أبرز أشكال الإصابة بمرض عفن الجذور
وعدد الدكتور أيمن عش أشكال الأمراض التي تصيب محصول البنجر، موضحًا أنها تنقسم لشقين، الجزء الأول منها تتركز فيه الإصابة على المجموع الخضري وأبرزها التبقع السلفسكوري، وهو العرض الذي يسهل ملاحظته وعلاجه، مؤكدًا أن معدل الخطورة والخسائر الاقتصادية يزداد بشكل واضح في النمط الثاني، الذي يصيب المجموع الجذري.
وقدم شرحًا مُبسطًا لآليات وطريقة عمل أوراق بنجر السكر، والآثار السلبية الناجمة عن الإصابة بمرض التبقع السلكسفولري، مؤكدًا أن استراتيجية عمل هذا النبات، تقوم على استخلاص الأوراق للطاقة الشمسية، والتي يتم إخضاعها لعدة معاملات فسيولوجية وعقدية، حتى تتمكن من صناعة السكر، والذي يتم تخزينه في جذور النبات.
أضرار إصابة محصول بنجر السكر بمرض التبقع
أكد الدكتور أيمن عش أن الإصابة بمرض عفن الجذور، تؤدي للإخلال باستراتيجيات إنتاج السكر في نبات البنجر، نتيجة تركز الإصابة في المجموع الجذري على ما تم تخزينه، ما يُؤدي لتسربه وضياعه في التربة لعدة أسباب.
عفن الجذور.. وأثره السلبي على صناعة السكر
كشف مدير معهد المحاصيل السكرية، عن حجم الأضرار الناجمة عن مرض عفن الجذور، موضحًا أن إصابة المجموع الجذري يترتب عليها العديد من الآثار السلبية التي لا يمكن حصرها، وعلى رأسها زيادة حجم الفاقد، ما يترتب عليه تقلص حجم الناتج النهائي الذي يمثل عصب صناعة السكر في مصر.
وأوضح أن إصابة المجموع الجذري تفتح المجال أمام العديد من الكائنات الحية الطفيلية والبكتيرية المنتشرة داخل التربة، للهجوم على جذور البنجر، والتغذي على السكر الذي أصبح متاحًا لها نتيجة الإصابة بمرض عفن الجذور فيما يُعرف بعملية التغذي الرمي، مؤكدًا أن الإصابة بمرض التبقع الزهري، لها تأثير بالغ ومباشر على الناتج الكمي والنوعي.
تأثير الإصابة بمرض عفن الجذور على الناتج الكمي
وصف الدكتور أيمن عش ثمرات البنجر بعمال المصنع، موضحًا أن كل إصابة لجذر من الجذور، تعني خروجًا مُباشرًا لأحد هؤلاء العمال، ما يعني فقدًا مباشرًا في الناتج النهائي لعملية إنتاج السكر.
وتابع شرحه قائلًا لو أن مساحة الأرض المزروعة تستوعب 30 ألف جذر، ينتج عن كل شتلة منها 1 كيلو، فإن كل إصابة لأحد هذه الجذور تعني فقدًا مباشرًا وخصمًا يعادل خسارة 1 كيلو من إجمالي الناتج النهائي.
شاهد: استراتيجية الدولة للنهوض بالمحاصيل السكرية
كيف يؤثر مرض عفن الجذور على نوعية السكر المستخلصة
أكد مدير معهد المحاصيل السكرية أن الجذور المُصابة بالعفن، تحول دون الوصول للتركيبة الأساسية لصناعة السكر، ما يُؤدي لفشل عملية البلورة.
وأوضح أن السكر النهائي الذي نتناوله أو السكروز، هو أحد أنواع السكريات الثنائية، والتي تتكون من الفركتوز والجلوكوز، مُشيرًا إلى أن الكائنات الطفيلية التي تُصيب جذور البنجر تعمد إلى تحليله إلى مكوناته الأساسية، حتى تتمكن من إتمام عملية التغذية الخاصة بها، ما يؤدي للإخلال بالمخرجات النهائية والتي تؤثر بالسلب على هذه السلعة الاستراتيجية.
وفسر الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الإصابة بمرض عفن الجذور، مؤكدًا أن المحصول الذي شهد إصابة لبعض ثماره، يؤدي لحصاد ثلاثة أنواع السكروز والفركتوز والجلوكوز.
وأوضح أن هذه الإصابات تعني وجود معادلة غير متكافئة، ما يعوق عملية إنتاج السكر المتعارف عليه، ويؤدي لزيادة نسبة المخرجات الأخرى التي لا تحتاج إليها تلك الصناعة، مُشيرًا إلى أن كل جزيء من الجلولكوز يعوق تبلور 3 جزيئات من السكروز، ما يؤدي لزيادة كمية المولاسيس عن المعدلات التي يحتاجها في التصنيع، وهي أكبر أشكال الخسائر النوعية لمحصول بنجر السكر.
إقرأ أيضًا:
صناعة تُدر ملايين الجنيهات.. عميدة طب بيطري تنصح الشباب بهذا المشروع
أسعار الفاكهة اليوم 29 ديسمبر 2021 داخل أسواق الجملة
البحوث الزراعية يعلن تنظيم 170 مدرسة حقلية في 3 محافظات