عباد القمر أحد النباتات الطبية والعطرية التي يشيع استخدامها طبيًا في علاج بعض الأمراض، كما يدخل ضمن عدد من الصناعات الأخرى كالأسمدة ومستحضرات التجميل، ويتركز 99% من إجمالي زراعاته بمحافظة الفيوم، ويُصدر كامل الإنتاج للدول الأوروبية.
وخلال حلوله ضيفًا على سامح عبد الهادي مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المُناخ والنظم الخبيرة، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن نبات عباد القمر، وأهم المعاملات الزراعية الواجب اتباعها مع هذا المحصول في سبيل إتمام عمليات نموه بشكل صحيح.
عباد القمر.. وعملية التحجيم
في البداية تحدث الدكتور محمد فهيم عن أهم المعاملات الزراعية الواجب اتباعها لإتمام عمليات النمو والتحجيم بشكل سليم، مؤكدًا ضرورة استخدام بعض المركبات والعناصر الغذائية، حتي يصل نبات عباد القمر لحجمه الطبيعي المقبول.
وأوضح أن استخدام عنصر البوتاسيوم مع نبات عباد القمر هو أفضل إجراء يمكن اتباعه لإتمام عمليات النمو، حتى تصل الأزهار لحجمها الطبيعي، بالتوازي مع بعض المُركبات الحيوية التي تُساعد في زيادة معدلات امتصاص الأزهار للعناصر الغذائية من التربة.
وفي سياق آخر، تحدث رئيس مركز معلومات تغير المُناخ والنظم الخبيرة عن ظاهرة الصقيع، موضحًا معناها وكيفية التعامل معها، لحماية المحاصيل الزراعية من انخفاض درجات الحرارة، والآثار السلبية الناجمة عنها.
ظاهرة الصقيع.. تعريفها وطبيعتها
عرف الدكتور محمد فهيم مصطلح ظاهرة الصقيع، الذي يشيع استخدامه بين العاملين في مجال الطقس والأحوال الجوية، موضحًا أنها تعني طبقة الهوائية تتميز بانخفاض درجة حرارتها، موضحًا أن هذه الطبقة يصل سمكها إلى حوالي عشرة أمتار، فيما قد يمتد ارتفاعها في بعض الأحيان إلى 150 مترًا.
وأكد أن هذه الطبقة تبدأ في النزول لمستوى سطح الأرض، حال سكون الرياح وعدم ارتفاع درجات الرطوبة، ما يفتح المجال أمامها لتجميد أي مُركب سائل تُلامسه، وهو الأمر الذي يحدث غالبًا خلال ساعات الصباح الأولى، من الثانية إلى الخامسة فجرًا، ما يؤدي لتجميد العُصارة الموجودة داخل أجزاء النبات.
الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة الصقيع
تناول فهيم الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة الصقيع وانخفاض درجات الحرارة عن حدودها المُثلى، بأنها تؤدي لتجمد العصارة الموجودة داخل أوراق النباتات، فيما يؤدي شروق الشمس الصباحية إلى ذوبان هذا التجمد، ما يؤدي إلى تمزق الأوراق والجذوع، كأحد أبرز الأضرار الناجمة عن هذا الظرف.
لا يفوتك.. تدوير المخلفات الزراعية وأهميتها للفلاح
كيفية التعامل مع الصقيع
أكد الدكتور محمد فهيم أن أفضل المعاملات الزراعية الواجب اتباعها للتغلب على ظاهرة الصقيع هي الري، موضحًا أنه يجب القيام بريات مُتقطعة في الساعات الأولى من الليل وحتى بزوغ أشعة الشمس الأولى، والتي حددها في الساعات من الثانية عشرة مساءً وحتى الخامسة صباحًا، وهي الفترة التي تزداد فُرص هبوط طبقة الصقيع فيها.
موضوعات قد تهمك:
الثروة الحيوانية ودرجة الإنتاجية وعلاقتها بالألفة والعاطفة
الري أفضل الحلول
وأوضح أن ري التربة ريات خفيفة ومُتقطعة، تؤدي لتدفئة التربة وزيادة معدلات البخر، والتي تحد من نزول طبقات الصقيع، وتؤدي إلى تشتيت ذراته وتبعثرها قبل الوصول إلى أوراق النباتات، مُشيرًا إلى أن وجود المياه في الأرض، يؤدي لوجود خيط رفيع من الماء، يسري في العصارة الموجودة داخل أوراق النبات، ما يمنع حدوث التجمد، مُشبهًا هذه العصارة بالدورة الدموية الموجودة داخل جسم الإنسان.
فيما أورد فهيم إحدى الطرق الشائع استخدامها لدى بعض المُزارعين، وإن كانوا يستخدموها على سبيل العادة، دون دراية بأهميتها بالنسبة لحماية النباتات من الصقيع، مؤكدًا أن اللجوء لحرق الفروع الجافة والحطب، يؤدي ذات الغرض، حيث تتسبب الأدخنة المُتصاعدة في تدفئة طبقات الصقيع الهابطة، وتشتيتها وتبعثر ذراتها في الهواء.
إقرأ أيضًا:
إدارة المعاملات الزراعية وعلاقة الأقمار الصناعية بعلاج الآفات