ظهور الندوات على ثمار البطاطس هي واحدة المشاكل المؤرقة لغالبية المُزارعين، نظرًا لحجم الخسائر التي يُمنى بها المحصول، ما يستوجب اتباع عدد من الطرق والوسائل للحد من أضرارها، في سبيل الوصول إلى حصاد مُرضي وناجح.
وخلال حلولها ضيفًا على سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة نهى الدسوقي – أستاذ أمراض البطاطس بمعهد أمراض النباتات – ملف ظهور الندوات المُبكرة والمتأخرة بالشرح والتحليل، لتوضيح كيفية التعامل معها، وتقليل حدة الخسائر المُترتبة عليها حال إصابة الثمار بها.
ظهور الندوات.. أبرز المُسببات المرضية
في البداية تحدثت الدكتورة نهى الدسوقي عن أبرز المُسببات المرضية التي ينتج عنها إصابة محصول البطاطس وظهور الندوات المُبكرة والمُتأخرة على ثماره، والتي حصرتها في عدة نقاط، أبرزها التقاوي.
التقاوي غير المُعتمدة أو المُصابة
أكدت الدكتورة نهى الدسوقي أن أبرز أسباب ظهور الندوات وإصابة محصول البطاطس تتركز في استخدام المُزارعين لتقاوي تحمل جينات المرض، وغالبًا ما يكون مصدرها مجهول وغير مُعتمدة، وهي الإشكالية التي تواجه قطاع عريض من المُزارعين، ما يستوجب اللجوء للمُتخصصين.
موضوعات ذات صلة:
محصول البطاطس.. مواقيت الزراعة وقائمة أفضل الأصناف
وأوضحت الدسوقي أن التغيرات المُناخية تلعب دورًا بارزًا في ظهور الندوات المُبكرة والمُتأخرة، مُشيرةً إلى أن الموسم الواحد يشهد العديد من التحولات، والتي قد تتداخل بشكل يُصعب من مهمة المُزارعين في التعامل معها حال رصدهم لأعراض الإصابة.
ولفتت إلى أن العوامل الجوية لها علاقة وثيقة بظهور اللفحات، حيث ترتبط الإصابة بالندوة المُتأخرة بانخفاض درجات الحرارة وارتفاع معدلات الرطوبة ووجود الشبورة، فيما يُساهم ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة معًا في تهيئة الأجواء المُناسبة لظهور الندوات المُبكرة، وهو الأمر الذي أصبحنا نُشاهده في الموسم الواحد ما أدى لتداخل كلا العرضين، بسبب التغيرات المُناخية.
خطورة ظهور الندوات على محصول البطاطس
شددت الدكتورة نهى الدسوقي على خطورة النتائج المُترتبة على ظهور الندوات والتي تصل إلى احتراق كامل المحصول ووصول نسبة الفقد إلى 100% – في حالة الندوة المُتأخرة – وهي الأزمة التي سجلتها الوثائق التاريخية ما بين عامي 1845 و1852 في أيرلندا، وعُرفت باسم “المجاعة الكبرى”، وترتب عليها وفاة ما يقرب من مليون شخص، ونزوح عدد مُماثل بعيدًا عن الديار.
إقرأ أيضًا:
العروة الصيفية.. أهم النصائح الواجب اتباعها مع البطاطس بشهر فبراير
انتقلت الدكتورة نهى الدسوقي إلى طُرق مواجهة ظهور الندوات، مؤكدةً على ضرورة اتباع أجندة الإجراءات الوقائية، كإجراء استباقي للحد من فُرص ظهورها، وذلك باستخدام عنصري الكبريت والنحاس، في رش المحصول مرة واحدة أسبوعيًا على أقل تقدير.
أبرز أعراض الإصابة الشكلية للندوات المُبكرة
قدمت الدكتورة نهى الدسوقي وصفًا دقيقًا لأسباب الإصابة بالندوات المبكرة موضحةً أن أبرز المواصفات الشكلية الدالة على حدوث الإصابة، تتميز بظهور عدد من التبقعات الدائرية أو الطولية، وتبدأ من السطح السُفلي قبل انتشارها لباقي الأوراق، وتلتقي جميعها في مركز واحد.
أبرز أعراض الإصابة الشكلية للندوات المُتأخرة
انتقلت الدكتورة نهى الدسوقي إلى البكتيريا المسؤولة عن انتشار اللفحة المُتأخرة والمعروفة باسم ” Phytophthora infestans” أو فيتوفثورا إنفستانس، لافتةً إلى أن أبرز المواصفات الظاهرية الدالة على حدوث الإصابة، تكون عبارة عن تبقعات مائية غائرة طولية، وغالبًا ما تظهر على قمم وحواف الأوراق، فيما يكون انتشار الزغب الأبيض علامة واضحة للتفريق بينها واللفحة المُبكرة.
لا يفوتك.. استراتيجيات المكافحة في أمراض النباتات