طيور السمان أحد المشروعات التي تلقى رواجًا لدى شباب الخريجين وصغار المُربين، نظرًا لقلة تكاليف إنشائها وسهولة توفير البيئة اللازمة لها، علاوة على قصر دورة التربية الخاصة بالتسمين والتي لا تتعدى الأربعين يومًا، ما يجعلها بابًا مُجديًا لتحقيق مكاسب اقتصادية مقبولة.
وخلال حلولها ضيفًا على برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدثت الدكتورة ماجدة عبد العال، أستاذ فسيولوجي الدواجن، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، عن أفضل الشروط الواجب توافرها لنجاح مشروع تربية طيور السمان، وأبرز المحاذير التي ينبغي العمل على تلافيها.
أفضل المعاملات المُستخدمة في تربية طيور السمان
في البداية تحدثت الدكتورة ماجدة عبد العال عن تربية طيور السمان بوصفها أحد أفضل المشروعات لصغار المُربين والمستثمرين، مؤكدة أنه من المجالات السهلة التي لا تحتاج إلى الكثير من الإعدادات، حيث لا تحتاج سوى لغرفة صغيرة، شريطة توفير الأجواء المُناسبة، والتعامل معه برفق نظرًا لكونه طائرًا حساسًا.
ونصحت بأن يكون المسؤول عن تربية طيور السمان شخص واحد فقط، علاوة على أن يكون المُربي حريصًا على عدم إزعاجها، أو إحداث ضجيج شديد حولها، حتى لا تُصاب بالإزعاج أو التوتر الزائد عن الحد الطبيعي، ما يؤثر على كمية وجودة الإنتاج.
ولفتت إلى أن طيور السمان لا تحتاج للجوء إلى الأدوية كمثلها من مشروعات الإنتاج الداجني، نظرًا لكونها تتمتع بجهاز مناعي على درجة كبيرة من الكفاءة، ما يجعل هذا الكائن الصغير مُقاوم للعديد من الأمراض والأوبئة.
عزيزي المُربي احذر هذا الخطر
حذرت الدكتورة ماجدة عبد العال من البرد، مؤكدة أن طيور السمان تواجه خطرًا وحيدًا يتمثل في الإصابة بالبرد، لافتةً إلى أن إصابة فرد واحد فقط بالمرض، يعرض القطيع بالكامل إلى النفوق، ما يعني خسائر اقتصادية رهيبة لكبار المُربين، لذا يتوجب على من يتصدى للاستثمار في هذا المشروع أن يتخذ عددًا من الإجراءات الصارمة بهذا الشأن على وجه الخصوص.
حجم بيض وفقس طيور السمان
أشارت الدكتورة ماجدة عبد العال إلى أن حجم بيض طيور السمان لا يتراوح ما بين 12 إلى 15 جرام، فيما يكون حجم طائر السمان حديث الولادة لا يتعدى الـ 7 جرامات في أغلب الأحوال.
أفضل الشروط الواجب توافرها في مشروع تربية طيور السمان
انتقلت الدكتورة ماجدة عبد العال إلى نقطة هامة وجوهرية في مجال تربية طيور السمان، ألا وهي الشروط الواجب توافرها في المزرعة المُختارة للمشروع، والأجواء المطلوب توافرها حتى تؤتي هذه التجربة ثمارها المأمولة.
البيض أم الفراخ
في البداية وجهت الدكتورة ماجدة عبد العال بضرورة الابتعاد عن شراء كتاكيت السمان الصغيرة، موضحة أن البداية الصحيحة للمشروع تكون بشراء “البيض المُخصب” من المراكز البحثية والجامعات، مثل محطة الفيوم والسرو والشلقان التابعة لمركز بحوث الإنتاج الحيواني، بعيدًا عن الأماكن غير المُعتمدة التي قد تورطه في بيض “لايح” وعديم الجدوى.
لا يفوتك.. الزراعة المحمية.. أبرز 6 مزايا لتقنية الصوب “تعرف عليها”
ماكينات التفريخ وتقليب البيض
وهنا نوهت الدكتورة ماجدة إلى ضرورة وجود ماكينات التفريخ والتي تقوم بتقليب بيض السمان أربع مرات في اليوم حتى لا يلتصق الجنين بجدار البيضة ما يعرضه للوفاة، مُشيرةً إلى أن هناك العديد من الشركات التي تبيع هذه الماكينات بعدد يتناسب مع حجم الاستثمارات الصغيرة.
ظاهرة الافتراس
القت الدكتورة ماجدة عبد العال الضوء على ظاهرة هامة ينبغي الالتفات إليها باهتمام من قِبل صغار المُربين، كأحد الشروط الواجب الانتباه إليها في مشروع تربية طيور السمان، مُشددةً على ضرورة الفصل بين الذكور، لما يترتب على ذلك من نتائج سلبيىة قد تؤثر على حجم الإنتاجية المُتوقعة.
وأوضحت أن الذكور إذا ما تواجدت في مكان واحد تقوم بافتراس بعضها ما يعرض الضعيف منها للنفوق ما يعني زيادة نسبة الهالك، مُشيرة إلى أن أفضل التقنيات المُستخدمة تكون بوجود ذكر لكل 2 من الإناث، لحدوث عملية التخصيب بشكلها السليم.
موضوعات قد تهمك:
المبيدات الكيميائية.. ودور المعمل المركزي في رصد نسب المتبقيات
التدفئة.. شرط جوهري وأساسي لمشروع تربية طيور السمان
شددت أستاذ فسيولوجي الدواجن على ضرورة توفير التدفئة ودرجة الحرارة الملائمة لتربية طيور السمان، مُشيرةً إلى أن درجة الحرارة المُثلى لهذا المشروع تتراوح ما بين 38 إلى 40 درجة مئوية، حتى لا تتأثر إنتاجيتها أو تتعرض لخطر الإصابة بالمرض.
العلف
وأوصت الدكتورة ماجدة عبد العال بتوفير العلف الملائم والمُعتمد، على أن يكون مصدر الأصناف المُستخدمة موثوقًا منه، حتى لا يكون مصدرًا للأمراض أو الأوبئة التي قد تُعرض المشروع برمته للخطر.
وأشارت إلى أن فترة النضج الجنسي لطيور السمان تصل إلى 40 يومًا، ما يستدعي توفير غذاء عالي الجودة، تتوفر فيه عناصر البروتين والفيتامين اللازمة للنمو بشكل سليم، موضحةً أن إنتاجية هذا النوع أعلى من البياض بدرجة كبيرة.
ولفتت إلى ضرورة أن تكون العليقة المُقدمة للطيور ناعمة جدًا، نظرَا لصعوبة التقاط السمان للألياف والعناصر الخشنة في هذا العمر لصغر حجم فمه، موضحةً أن الطائر الواحد لا يتعدى استهلاكه الـ500 جرام خلال الدورة الواحدة (40 يومًا)، ما يعني قلة تكلفته بالمقارنة بباقي مشروعات الإنتاج الداجني الأخرى.
وشدد على أهمية الالتفات إلى صلاحية العلف المُستخدم، والتي لا ينبغي أن تتجاوز الأربعة أشهر بأي حال من الأحوال، مع الاهتمام بالتعامل مع مصدر معتمد، وألا تكون العليقة مُخزنة في أماكن رطبة، حتى لا تتوفر البيئة المُعززة لنشاط المُسببات المرضية.
طريقة توزيع علف طيور السمان
شددت الدكتورة ماجدة عبد العال على ضرورة توفير عدد مناسب من المعالف مع توزيعها بشكل مناسب حتى لا تتكالب صغار طيور السمان على مكان واحد ما يؤدي لنفوق ووفاة عدد كبير منها وخصوصًا في الفترة الأولى.
البطاريات والتربية الأرضية
نصحت الدكتورة ماجدة عبد العال صغار المُربين باللجوء للبطاريات إذا ما أرادوا الاستثمار في مشروع تربية السمان بشكل صحيح، مؤكدةً أن التربية الأرضية تؤدي للعديد من المشاكل، مُشيرة إلى أن البديل الأنسب حال عدم مقدرة المُربي على توفير البطاريات هي الأقفاص البلاستيكية، مُحذرةً من الجمع بين السمان وغيره من الطيور الأخرى مثل الدواجن أو البط والأوز، نظرًا لكونها ستكون مصدرًا أكيدًا للعدوى والإصابة بالأمراض.