التعرض للمبيدات من أخطر الأمور التي يواجهها المزارعون، حيث يلجأ المزارع لإستخدم المبيدات لحماية محصوله من الإصابات الحشرية والحيوانية والمرضية وذلك عندما تفشل طرق المكافحة الأخرى أو تكون غير كافية للحد من نشاط الآفات أو أن مردود الإنتاج غير إقتصادى ، بمعنى أخر اللجوء إلى الحل الجراحى لحل مضمون لإنتاج إقتصادى يسد أحتياجات الشعوب رغم صعوبته والتعرض لمخاطر إستخدام المادة الكيماوية ، وقد وضع العلماء مقاييس وأشتراطات تضمن للمزارع سلامة إستخدام هذه المبيدات على النبات والبيئة وصحة المستهلك لهذه المحاصيل ، وفى هذا المقال وصف لطرق تعرض المزارع للمبيدات وكيفية حماية نفسه منه.
عند شراء عبوة المبيد من تجار المبيدات يجب أن تعرف أن لون البطاقة الملصقة على العبوة ومسجل عليها البيانات الخاصة بالمبيد هذا اللون له دلالات خاصة بدرجة سمية المبيد كالأتى:
المبيدات عبارة عن مواد سامة ينصح بها لمكافحة الآفات الضارة بالنبات، و تختلف درجة سمية المبيدات، فبعضها سام جداً و بعضهاأقل سمية إلا أنها في النهاية كلها مواد سامة يجب توخي الحذر عند إستخدامها و التعامل معها في حدود فإنه يجب مراعاة شروط عدة عند استخدام المبيدات، و من أهم تلك الشروط أتباع التعليمات المدونة على ملصق عبوة المبيد و التي توضح جرعة المبيدات و طريقة تطبيقها و فترة ما قبل الحصاد، أيضا يجب معرفة الوقت الأمثل لإستخدام المبيد والظروف الجوية المناسبة لعملية الرش ومعايير الرش الصحيحة من إتجاه الرش وأرتفاع الرش والسرعة التي يجب أن يتبعها القائم بالرش، كما لا يجب أبداً ألا نتجاهل أهمية أرتداء العامل للملابس الواقية المناسبة والتي تحميه من التعرض لمحلول المبيد ومعرفة كيفية أرتدائها و كيفية خلعها و كذلك طريقة تنظيفها.
من أهم الشروط والتي يجب أن ينظر لها بعين الاعتبار هي التعامل مع آلة الرش و كيفية معايرتها قبل البدء في الرش و صيانتها في حالة أي أنسداد أو عطل كذلك تنظيفها بعد الإنتهاء من عملية الرش.
كل ما سبق من شروط من شأنه أن تقى العامل من التلوث أو التسمم بالمبيد، أما في حالة الخلل بأى من تلك الشروط فإنه ينتج عنه واحد أو أكثرمن أنواع التلوث، مثل تسمم النباتات أو حرقها بالمبيد أو تلوث التربة و القضاء علي الكائنات الحية النافعة بها أو تلوث المجاري المائية المحيطة أو تلوث الحيوانات والطيور المجاورة للحقل المعامل، كما أن التلوث يصل للعامل نفسه فى عدة صور، فقد يتعرض القائم بعملية الرش لواحد أو أكثر من صور التلوث و التي سوف نوضحها و نوضح كيفية التعامل مع كل صورة منها.
أولا: التعرض للمبيدات عن طريق الفم:
فى هذه الحالة قد يحدث أن يتناول العامل الطعام أو الشراب أوالتدخين أثناء عملية الرش أو أن يبتلع جزء من المبيد عن طريق الخطأ و هذه الحالة يجب علي المريض أو من يصحبه أن يبعده تماماً عن مكان الإصابة مع شطف الفم بالماء الغزير وأتباع الأسعافات الأولية المكتوبة علي عبوة المبيد سواء بتناول اللبن أو التحفيز علي القيئ أو غيرها.
ثانيا: التعرض للمبيدات بالإستنشاق:
أى أن المصاب يستنشق أبخرة المبيدات مما يتسبب له في أختناق أو غثيان أو يصل لحد الإغماء، و فى هذه الحالة لابد من أن ينتقل المصاب إلى مكان جيد التهوية والسماح له بالتنفس عن طريق التنفس الصناعي لو لزم الأمر أما إذا ظهرت عليه علامات تشنج يشبه نوبات الصرع فإنه يجب الأبتعاد عنه نهائيا حتي يخرج من تلك النوبة ثم يتم التعامل معه كما سبق و أن ذكرنا.
ثالثا: التعرض للمبيدات عن طريق العين:
أى وصول جزء من المبيد إلي أغشية العين و الذى قد يسبب إحمرار والتهاب للعين وعدم وضوح الرؤية و عليه يجب نوم المصاب على ظهره موجها رأسه لأعلى يمينا ثم يصب الماء الجارى برفق في عينه بلا توقف حتي تغسل العين جيدا بدون إستخدام أي كيماويات أومنظفات.
رابعا: التعرض للمبيدات عن طريق الجلد:
و هذا التعرض ينتج عنه تهيج لأنسجة الجلد وأحمرار وحكة وعليه أيضا ينقل المصاب إلي مكان نظيف خالى من الملوثات وتجريده من ملابسه وأن يلبس ملابس قطنية خفيفة وغسيل جسده بالكامل بالماء النظيف الجاري دون أي منظفات حتي يتم تخليصه تماما من آثار المبيد مع تجفيف جسمه بشكل لطيف بفوطة قطنية ناعمة حتي لا يحدث له أى تسلخات.
كل ما سبق ذكره من إسعافات ما هي إلا اسعافات أولية يتم تقديمها للمصاب كنوع من تخفيف الخطر و لكنها لا تكفي أبدا لعلاجه بل يجب أن يسبقها إتصال بمركز السموم التابع للمكان مع اصطحاب عبوة المبيد المتسبب في حالة التسمم حتي يسهل علي الطبيب المعالج معرفة المادة الفعالة في المبيد بالتالي يسهل تحديد العلاج المناسب للحالة حيث أن لكل مادة سامة العلاج الخاص بها.
إعداد
دكتورة / ولاء محمود سلوم
قسم بحوث تكنولوجيا آلات الرش – معهد بحوث وقاية النباتات
اقرأ أيضا:
الحاصلات الزراعية.. القصير: يستعرض أمام النواب حصاد ملف التصدير
منظومة تسويق القطن حققت أسعار مناسبة للمزارعين
التغيرات المناخية.. القصير يستعرض جهود الدولة لتخفيف آثارها على قطاع الزراعة
تجميع الألبان.. وزير الزراعة: الانتهاء من تطوير وإنشاء 271 مركز
لا يفوتك: الزراعة والتموين تشنان حملات تفتيشية على مصانع اعلاف الدواجن