الأمراض المزمنة واستراتيجيات التغذية السليمة التي يتوجب اتباعها خلال شهر رمضان، كانت أحد المحاور التي تطرق إليها الدكتور سيد فرحات – أستاذ التغذية بقسم الأغذية الخاصة بمعهد تكنولوجيا الأغذية، مركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار رمضان”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الأمراض المزمنة
نصائح وإرشادات عامة
في البداية عرف الدكتور سيد فرحات مفهوم الأمراض المزمنة، موضحًا أنه يقصد بها أي أعراض مرضية تصاحب الشخص المصاب لفترات طويلة، أو يعاني من تكرار الإصابة بها خلال مدى زمني قصير، ومن أمثلتها “السكر، قرحة المعدة، السرطان”، بالإضافة لأمراض “الكبد، الكلى، القلب وتصلب الشرايين”.
ولفت “فرحات” إلى حتمية اتباع أصحاب الأمراض المزمنة لحمية غذائية منضبطة وصارمة، على أن يطبقها المريض بشكل علمي، للحيلولة دون حدوث العديد من التداعيات الصحية المتوقعة، حال إهمال تطبيق مثل هذه التوصيات، والتي تتم تحت إشراف كامل من الطبيب المعالج المختص.
وأشار الأستاذ بمعهد تكنولوجيا الأغذية إلى بعض حالات الأمراض المزمنة، التي تحتاج لمراجعة واستشارة الطبيب المختص، لتحديد برنامج غذائي صارم، ضاربًا المثل بمرضى السكر، والذين يعتمد علاجهم على تعاطي الإنسولين من مصدر خارجي، لعدم قدرة البنكرياس على إنتاجه بشكل طبيعي.
تداعيات عدم تطبيق البرنامج الغذائي الصحيح لمرضى السكر
لفت “فرحات” إلى تداعيات عدم الالتزام بتطبيق البرنامج العلاجي والغذائي الموصى به لمرضى السكر من النمط الأول، مؤكدًا أن عدم التحصل على الإنسولين بشكل منتظم، يؤدي لاستهلاك الجليكوجين المخزن في الجسم، مع تكسير الدهون الداخلية لإنتاج الطاقة التي يحتاجها، وهي المسألة التي تهدد بإطلاق الأجسام أو الأمراض الكيتونية، والتي تعزز من فرص الدخول في “غيبوبة السكر”.
وتطرق إلى النمط الثاني من مرضى السكر، والذين يعتمد علاجهم على تعاطي الحبوب بالفم، مشددًا على ضرورة مراجعة الطبيب المختص، لتحديد برنامج غذائي وعلاجي منضبط خلال الصيام، لعدم حدوث أي مضاعفات.
توصيات خاصة بمرضى القلب
واصل الدكتور سيد فرحات تسليط الضوء على أبرز التوصيات الطبية الواجب اتباعها بالنسبة للمصابين ببعض الأمراض المزمنة خلال شهر رمضان الفضيل، موضحًا أنه يتوجب على مرضى القلب اتباع البروتوكول العلاجي الخاص بـ”موانع التجلط”، و”مثبطات الصفائح الدموية”.
وأشار الأستاذ بمعهد تكنولوجيا الأغذية إلى البروتوكول العلاجي الخاص بحالات “قصور القلب الاحتشائي”، والقائم على تناول الأدوية المُدرة للبول، للتحكم في التورمات الناجمة عن احتباس بعض سوائل الجسم، لافتًا إلى ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات الطبية الواجبة للحيلولة دون الإصابة بـ”الجفاف”، ما قد يستدعي أن يعمد المريض إلى الإفطار أو مواصلة الصيام، تبعًا لتوصية طبيبه المعالج.
مرضى الضغط
نوه “فرحات” إلى مرضى الضغط، موضحًا وجود نمطين من هذا المرض، كلاهما يفترض مراجعة الطبيب المختص، لتحديد البروتوكول العلاجي الذي يتوجب اتباعه، والذي يحدد مدى قدرة المريض على مواصلة الصيام، أو استخدام رخصة الإفطار، التي حللها الشرع لهم، لعدم حدوث أي مضاعفات صحية تهدد حياتهم، مع اتباع الحمية الغذائية الصحيحة، والابتعاد عن الأكلات “المملحة” والأغذية المحفوظة، والمشروبات الغازية لاحتوائها على مادة “بنزوات الصوديوم”.
وحذر الأستاذ بمعهد تكنولوجيا الأغذية أصحاب الأمراض المزمنة كـ”ارتفاع الضغط”، من إهمال البروتوكول الغذائي المقرر لهم، مؤكدًا أن تناول المواد التي تحتوي على عنصر “الصوديوم”، كـ”الأكلات المملحة، و”الأغذية المحفوظة” و”المياه الغازية”، يؤدي لارتفاع الضغط، مع حدوث العديد من المضاعفات، كـ”الدوار، الصداع”، أو الإصابة بـ”أمراض القلب” أو “السكتات الدماغية”.
وحذر “فرحات” من إهمال تطبيق التوصيات العلاجية، والبروتوكول الغذائي الصارم بالنسبة لمرضى الضغط المنخفض، موضحًا أن الإهمال فيه قد يؤدي للإصابة بـ”هبوط حاد في الدورة الدموية” أو الدخول في نوبة “غيبوبة” نتيجة التعرق الشديد.
ونصح بمراعاة إجراء القياسات الدورية لمرضى الضغط والسكر، خلال ساعات الصيام، مع مراجعة الطبيب المختص في ماهية الإجراءات الواجب اتباعها عند حدوث أي مضاعفات، والتي أجاز الشرع التعامل معها، بما لا يهدد سلامة وحياة الشخص المصاب.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
التغذية السليمة.. “الروشتة النبوية” لوجبة الإفطار والتوقيت الأمثل لتناول الفاكهة
نصائح لتحقيق التغذية السليمة في رمضان
التغذية السليمة لطلبة المدارس.. مكونات وجبة مرضى “فرط الحركة” و”النحافة”
التوقيت الأمثل لممارسة الرياضة في شهر رمضان وقواعد التغذية الصحية