تعتبر صناعة الدواجن ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، ومصدرًا رئيسيًا لتوفير البروتين الحيواني بأسعار مناسبة للمواطنين، بالإضافة إلى دورها في توفير فرص العمل الضخمة.
وفي ظل التحديات الراهنة التي تواجه هذا القطاع الحيوي، جاءت مداخلة الدكتور أسامة زعتر، أستاذ نظم اقتصاديات تربية وإنتاج الدواجن، خلال حواره الهاتفي مع الإعلامي سامح عبدالهادي، مقدم برنامج «مصر كل يوم»، المذاع عبر شاشة قناة «مصر المستقبل»، لتسليط الضوء على أبرز المشكلات التي تعيق تقدم الصناعة، وتقديم رؤى وحلول جذرية لضمان استقرارها وتطويرها.
الدواجن وأهمية الأمان الحيوي والتحصينات ودور صغار المربين
أوضح الدكتور أسامة زعتر أن النسبة الكبيرة من المربيين الصغار، التي تبلغ سبعين بالمئة، لا يطبقون نظم الأمان الحيوي بشكل كافٍ، بل إن الأمان الحيوي لديهم “صفر”، كما أن برامج التحصين لديهم غير معتدلة.
وشدد على أن الأمان الحيوي يغني بكثير عن استخدام التحصينات إذا تم تطبيقه بشكل كامل، ومبرهنًا بأن التحصينات وحدها لا تكفي بدون تطبيق الأمان الحيوي، حيث تصبح كأنها لم تُجرَ.
وتابع حديثه موضحًا أن التحصينات ضرورية ولا غنى عنها، ولكنها لا تغني عن الأمان الحيوي، وأن هذه المشكلة لدى المربيين الصغار تتطلب توجيهًا مستمرًا لهم.
ووجه اللوم الشديد لأصحاب المزارع الذين يتصرفون بشكل فردي عندما يحققون الربح، ولكنهم يلجؤون للدولة ووزارة الزراعة عندما يواجهون الخسارة، على الرغم من عدم التزامهم بالمعايير المطلوبة.
صناعة اللقاحات ودور المؤسسات البحثية
كشف الدكتور أسامة زعتر أن مصر لديها صناعة لقاحات قوية، موضحًا أنه تم توقيع بروتوكول لمضاعفة معدلات الإنتاج مؤخرًا، مقدمًا شكره للدكتور محمد سعد، مدير معهد المصل واللقاح بالعباسية، وفريقه العلمي، ومشيرًا إلى اعتماده على تحصينات هذا المعهد لأنها مستخلصة من العترات المصرية المحلية، مما يجعلها أكثر فاعلية.
وأكد أنه حذر من المشكلة الحالية قبل قرابة الثمانية أشهر، لافتًا إلى وجود بعض المعامل التي تنتج كتاكيت غير صالحة لدورة التربية، ونصح المربين بشراء الكتاكيت من أماكن موثوق بها.
وسلط الضوء على أن جوهر المشكلة يكمن في النسبة الأكبر من صغار المربين، الذين يجب عليهم الالتزام الكامل بمعايير الأمان الحيوي، والتواصل الدائم مع العلماء والأطباء البيطريين.
وأشار إلى أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة عبر معهد المصل واللقاح، ومعهد بحوث الصحة الحيوانية، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، وفرق الكاهو، وهو جزء من هذه الجهود.
سبل الإصلاح الشاملة لقطاع الدواجن
أوصى الدكتور أسامة زعتر بضرورة بدء عملية الإصلاح عبر التعاون بين فريق عمل يبدأ من وزارة الزراعة، لوضع خطة لمتابعة المربيين الصغار، موضحًا أن هذه الخطة تتضمن تنظيم دورات تدريبية لهم في كافة المحافظات السبع وعشرين، وتوجيههم، وربط الحصول على تصاريح التشغيل بتطوير العنابر بما يتناسب مع مواجهة التغيرات المناخية التي تتسبب في تدمير نسبة 30 إلى 40% من مستلزمات الإنتاج المستوردة.
وشدد على دعم المربين بقروض ميسرة بنسبة خمسة بالمئة متناقصة، لمن يعمل بشكل صحيح ويطور عنبره ليصبح مغلقًا بالكامل، مفسرًا أن النظام الحالي شبه المغلق، الذي يعتمد على الشفاطات والخلايا في المقدمة، يتسبب في تدمير ثلاثين بالمئة من مستلزمات الإنتاج.
واقترح البدء بعشرين إلى ثلاثين مربيًا في كل محافظة، مؤكدًا توفر الأموال في البنوك، ولكن الحاجة تكمن في التوجيه السليم وتوفير المعدات الصحيحة والفهم الصحيح.
ما بين تطبيق القانون والحفاظ على الصحة العامة
شدد الدكتور أسامة زعتر على ضرورة تطبيق أو تفعيل القانون (رقم 70)، رافضًا المشاهد غير الحضارية لبيع الدواجن في الخارج أو في أماكن غير صحية، أو تلك التي يتم ذبحها في العراء، مؤكدًا أن هذه الممارسات تنشر الأمراض وتضر بالصحة العامة، مؤكدًا أن هذا ليس قطعًا لأرزاق الناس، بل هو تنظيم لضمان النظافة والجودة.
اضغط الرابط وشاهد المداخلة الهاتفية كاملة..
موضوعات ذات صلة..
تربية العجول.. أبرز الأخطاء أثناء فترة الرضاعة وفوائد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة
الأمان الحيوي وتجهيز مكان التربية واشتراطات مرحلة التفريخ والحضانات