صناعة الحرير واحدة من دعائم تحقيق نهضة اقتصادية كبرى لعدة دول، ويعد النموذج الصيني أبرز الأمثلة الدالة على صحة هذه المقولة، ما يفتح الباب أمام الجميع، للتمسك بحقوقه المشروعة في استلهام هذه التجربة، وتطويعها بما يحقق أهدافه وطموحاته، للارتقاء بمستوى معيشة أفراده.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أسامة غازي – رئيس قسم بحوث الحرير، بمعهد بحوث وقاية النباتات – ملف صناعة الحرير في مصر بالشرح والتحليل.
صناعة الحرير
ملامح التجربة الصينية
في البداية تحدث الدكتور أسامة غازي على المساعي الصينية التي بدأت من ثمانينيات القرن الماضي، للتربع على عرش صناعة الحرير، والتي دعتها لدفع رسوم مضاعفة لإغراق الأسواق العالمية بمنتجاتها، بأسعار تقل عن تكلفتها الحقيقية.
وأوضح أن هذه الجهود توجت في النهاية باستئثار الصين على 70% إلى 80% من إجمالي صناعة الحرير حول العالم، فيما تتوزع النسبة المتبقية على عدة دول أبرزها الهند وأوزبكستان.
أسباب تدهور الصناعة المحلية
تطرق “غازي” إلى صناعة الحرير المصرية التي بدأت في عهد محمد علي باشا، بعد زراعته لـ3 مليون شجرة على شطآن الترع والمجاري المائية، ما ساهم في إحداث نهضة حقيقية لهذه الصناعة الوطنية، والتي ساندها وجود عدة مصانع عززت من إنتاجيتها، أشهرها “حرير حلوان” و”بوليفار” في الإسكندرية.
وأكد أن سياسة الإغراق التي اتبعتها الصين أتت ثمارها سريعًا، لتلقي بتداعياتها السلبية على صناعة الحرير في مصر، ما أدى لإغلاق العديد من المصانع، وتآكل الرقعة المنزرعة بأشجار التوت، قبل انهيارها وتوقفها بشكل تام.
ولفت “غازي” إلى الطفرة الكبيرة التي طرأت على صناعة الحرير، والتي وسعت من قاعدة استخداماته والاعتماد عليه في عدة مجالات طبية وعلاجية وتصنيعية، ما أدى لتراجع السيطرة الصينية، نظرًا لزيادة الاستهلاك المحلي لجانب كبير من إنتاجيتها، وهي النافذة التي تسمح بدخول دول أخرى إلى هذا القطاع ومنها مصر.
مبادرة الوادي الجديد
قاعدة محلية يمكن البناء عليها
أكد “غازي” على امتلاك مصر لكافة المقومات التي تدعم جهودها لاحتلال مكانة مرموقة في مجال صناعة الحرير، مستندًا إلى إمكانية زراعة أشجار التوت في جميع أنواع الأراضي، داعيًا لتوسيع قاعدة انتشارها.
وضرب “غازي” المثل بالتجربة القائمة حاليًا، بعد المبادرة التي أطلقها اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد بالتعاون مع السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والتي دعت الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء لإعطاء تعليماته، بإطلاق 10 خطوط حلج ميكانيكي في عموم المحافظات المصرية، مؤكدًا أنها بداية مبشرة لنجاح صناعة الحرير في مصر.
المادة الخام واشتراطات النجاح
لفت “غازي” إلى أن نجاح هذه التجربة مرهون بإحداث ثورة مماثلة على صعيد إنتاجية “الشرانق” وزراعة أشجار التوت، لمد خطوط الإنتاج والحلج الميكانيكية بالمادة الخام التي تكفيها للتصنيع ومضاعفة الإنتاجية.
وأشار “غازي” إلى أن العلبة الواحدة من بيض ديدان الحرير – 12 جرام – تستهلك من 570 إلى 600 كجم خلال دورة الإنتاج الواحدة، التي تستغرق قرابة الـ34 يومًا، ما يوضح ضرورة التوسع في زراعة وانتشار أشجار التوت على مستوى الجمهورية.
شاهد الفيديو..
موضوعات قد تهمك..
الري بالحقن.. تطبيقات “تكنولوجيا النانو” في زراعة المناطق الصحراوية
الذرة الشامية.. التوصيات الفنية للزراعة والري والتسميد “من الألف إلى الياء”