صناعة التقاوي واحدة من الملفات الاستراتيجية، التي تسعى الدولة للوصول لمُعدلات الاكتفاء الذاتي منها، ضمن خُطط التنمية الزراعية المُستدامة 2030، التي تستهدف تقليل الفجوة الغذائية، والحد من الاستيراد، والايفاء بمتطلبات واحتياجات المواطنين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية إسراء عادل، مُقدمة برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمد عابدين – خبير الزراعي وباحث في وراثة تربية النباتات وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي لإنتاج تقاوي الحاصلات الحقلية – عن هذه الصناعة الاستراتيجية وسُبل تطويرها، والوصول لمعدلات الاكتفاء الذاتي منها، والخطط الطموحة لإنشاء بنك جينات عربي موحد.
مقترحات الارتقاء بمشروع صناعة التقاوي
في البداية طرح الدكتور محمد عابدين عدة مُقترحات، لدعم مشروع صناعة التقاوي القومي، وتحقيق التكامل العربي في هذا المجال الاستراتيجي، لحماية الأمن الغذائي، وتأمين احتياجات الأجيال القادمة، علاوة على تقليل الفجوة الكبيرة، ما بين الإنتاج المحلي، والاستيراد من الخارج.
وقدم “عابدين” عدة توصيات هامة، في سبيل توحيد الجهود البحثية العربية، العاملة في مجال صناعة التقاوي، وفي مُقدمتها تفعيل سُبل الاستفادة من الدراسات، التي تُقدمها الجامعات والجهات المُتخصصة، وتعزيز أُطر الشراكة مع الشركات والمؤسسات الخاصة، لإنتاج الهجن والسلالات الجديدة.
صناعة التقاوي إنشاء بنك جينات عربي موحد
أوصى “عابدين” بضرورة إنشاء بنك جينات عربي مُوحد، لتسجيل الأصول المُتاحة، على أن يتم ربطه بقاعدة بيانات موحدة، بالبصمة الوراثية لكل صنف، للحفاظ عليها وتأمينها للأجيال القادمة، عِوضًا عن حصر السلالات المتاحة لدينا.
صناعة التقاوي ودمج السلالات والهجن القوية
اقترح الباحث في وراثة تربية النباتات، بضرورة تفعيل المزيد من التعاون بين الدول العربية، في مجال صناعة التقاوي وإنتاج الهجن، بدمج أفضل السلالات المُتاحة، بغية الوصول لإنتاج هجين قوي، يتماشى مع الظروف البيئية والمناخية، في سبيل تعميمه والارتقاء بمُعدلات الإنتاجية.
موضوعات ذات صلة:
تسجيل التقاوي.. “عابدين” يطرح رؤية جديدة لتقليل مُعدلات الاستيراد
تسهيل إجراءات تسجيل الهجن بـ”البصمة الوراثية”
طالب “عابدين” بتسهيل إجراءات تسجيل الهجن الجديدة، مع وضع الأطر المنظمة لاعتمادها بباقي الدول الأعضاء، والاحتفاظ ببياناتها وبصمتها الوراثية والبار كود الخاص بها، في بنك الجينات “العربي الموحد”، للاستفادة من امكاناتنا الهائلة، وتسخيرها لتحقيق التضافر والتكامل المفقود في هذا المجال.
وأوضح أن تفعيل هذه التوصيات الهامة، يصب في صالح تطور مستوى الأبحاث الخاصة بـ”إنتاج التقاوي”، ومستوى الأصناف الوراثية والسلالات المُنتخبة، والارتقاء باستخدام البيئة التكنولوجية الحديثة، وتحقيق الطفرة المطلوبة في قطاع زراعة الأنسجة النباتية.
إقرأ أيضًا:
الصوب الزراعية.. شروطها ومخاطر الطبقات الصماء وعلاج ارتفاع الملوحة والقلوية
دعوة عامة للمشاركة في المؤتمر العربي الدولي الأول
وجه “عابدين” الدعوة لكافة الباحثين والمتخصصين بربوع الوطن العربي، بالمشاركة في المؤتمر العربي الدولي الأول، الذي ينطلق تحت عنوان “تحديات صناعة تقاوى المحاصيل الحقلية الاستراتيجية والخضر والفاكهة والزينة في الوطن العربي”، والمُزمع انطلاقه خلال الفترة من 26 إلى 28 يونيو 2022، موضحًا أنه يأتي لتفعيل التعاون المُشترك، لصياغة المُقترحات الخاصة بهذا المجال، مع وضع الخطة الزمنية المناسبة، لتنفيذها على أرض الواقع.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: