صرة الموسم تبدأ حاليًا لعدد كبير من المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها القمح، وهو الأمر الذي يفرض على مزارعيه ضرورة التعامل بشكل منضبط، للحيلولة دون ارتفاع معدلات الهدر والفاقد، وضمان تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، قدم الدكتور محمد فهيم – مستشار وزير الزراعة – عددًا من التوصيات الفنية الهامة لهذه الفترة الحرجة.
صرة الموسم
الفترة الحرجة لأغلب الحاصلات الزراعية
في البداية أكد الدكتور محمد فهيم على ضرورة التزام المزارعين بتنفيذ التوصيات الفنية الواردة بشأن تلك الفترة الحرجة من عمر النباتات والمحاصيل الزراعية، والتي يطلق عليها اصطلاحًا “صرة الموسم الزراعي”.
وأوضح أن المقصود بهذا المصطلح – صرة الموسم الزراعي – الدارج لدى عموم المزارعين، هو الفترة من منتصف شهر مارس لمنتصف إبريل، والتي تمر فيها أغلب التركيبة المحصولية بأهم مراحلها العمرية.
وأشار إلى أن أغلب المحاصيل الشتوية – القمح، الفول، النباتات الطبية والعطرية – تمر خلال هذه الفترة بمرحلة امتلاء الحبوب، والتي يؤدي تمامها لعبور الموسم على الوجه الأكمل.
وتطرق “فهيم” إلى المحاصيل الأرضية مثل البطاطس والبنجر والثوم والبصل، والتي تمر خلال تلك الفترة بمرحلة التحجيم، ما يستدعي اهتمامًا أكبر من المزارعين بإتمامها على النحو المطلوب، لحصاد قياسي وعوائد مرضية.
ولفت مستشار وزير الزراعة إلى أهمية تلك الفترة بالنسبة لمحاصيل الفاكهة، مؤكدًا أن هذا التوقيت يشهد الدخول في مرحلة التزهير والإخصاب، والتي تمثل واحدة من المراحل الفاصلة في عمر الشجرة بالكامل وهي بداية واستكمال العقد.
وأوضح “فهيم” أن الأمر عينه بالنسبة للمحاصيل الصيفية مثل “الطماطم، الفلفل، الباذنجان”، والتي تشهد الفترة الحالية بدء استعدادات موسم زراعة عرواتها المبكرة، علاوة على تجهيز بعض المزارعين أراضيهم لاستقبال الذرة والأرز والقطن وفول الصويا.
وشدد مستشار وزير الزراعة على خطورة مرحلة “صرة الموسم الزراعي”، مؤكدًا أنه يتحتم على المزارعين خلالها التعامل بشكل واعي وبأعلى درجات الانضباط، مع تطبيق كافة التوصيات الفنية الواردة بشأنها، للخروج بأفضل النتائج التي يمكن تحقيقها.
وطالب الدكتور محمد فهيم جموع المزارعين بضرورة متابعة كافة المنصات المعتمدة بشكل يومي وفي مقدمتها “قناة مصر الزراعية”، للتعرف على أبرز التوصيات الفنية والإرشادية التي يتوجب تنفيذها خلال تلك الفترة والمعروفة باسم “صرة الموسم”.
محصول القمح
معاملات الري وظاهرة الرقاد “التحدي الأبرز”
سلط “فهيم” الضوء على أبرز المعضلات التي تواجه مزارعي محصول القمح، مؤكدًا أنها تتمثل في التبعات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي فرضت المزيد من الأعباء عليهم، علاوة على ضرورة اتخاذ بعض الاحتياطات “الوقائية” للحيلولة دون الخسائر المتوقعة جرائها.
وأكد أن هذه الفترة تشهد زيادة فرص نشاط الرياح والمعروفة بـ”الهبات” والتي تتزامن مع دخولنا في “الأيام الحسوم”، مع يفرض ضرورة تطبيق معاملات الري بشكل واعٍ ومنضبط، لتلافي الوقوع في مشكلة “الرقاد”.
أبرز الأخطاء الشائعة
حذر “فهيم” من أحد أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها مزارعي محصول القمح، والتي يلجأ فيها البعض لـ”تصويم” المحصول والامتناع عن تنفيذ الرية “الخامسة والسادسة، اعتقادًا منهم بأنه الإجراء الأمثل لتجنب حدوث ظاهرة “الرقاد”.
وأوضح أن هذا الخطأ الفادح “تصويم محصول القمح” يؤدي لخسارة 3 أردب من حجم الحصاد النهائي المتوقع للفدان، ما يقلص ويحجم نسب الربحية والمكاسب الاقتصادية التي يمكن للمزارع التحصل عليها بحلول نهاية الموسم.
ونصح بالتوقف عن تنفيذ معاملات الري خلال الـ48 ساعة الحالية “السبت والأحد”، مع إتمامها بدءًا من يومي الاثنين والثلاثاء وبخاصة في محافظات الوجه البحري.
توصيات هامة لمزارعي محصول القمح
أوصى مستشار وزير الزراعة بإضافة من 10 إلى 15 كجم سلفات بوتاسيوم مع تنفيذ معاملات الريتين الأخيرتين، بهدف تسريع وتيرة امتلاء الحبوب، بالإضافة لمضاعفة نسب تكوين المادة الجافة “النشا” التي تملأ الحبوب.
وأشاد “فهيم” بوعي المزارعين وبخاصة في محافظات الدلتا، والتزامهم بالسياسة الصنفية التي أعلنتها الوزارة، ما أدى للتغلب على مرض “الصدأ الأصفر”، ومرور الموسم بلا أي أزمات.
محصول القمح
موعد ومتوسط الحصاد المتوقع
توقع أن يبدأ موسم حصاد محصول القمح اعتبارًا من 20 مارس، نظرًا لحدوث ظاهرة “الطرد المبكر”، وهو الأمر الذي أدى لتعديل موعد الحصاد عن التوقيت التقليدي المتعارف عليه في الخامس عشر من شهر إبريل.
وأكد “فهيم” أن المتوسط العام للحصاد تراوح بين 19 إلى 20 إردب للفدان، مُشيرًا إلى أن هذا الرقم يقل نوعًا ما في المناطق التي تعاني من بعض مشاكل التربة، والأمر عينه بالنسبة للمزارعين الذي لم يلتزموا بالموعد الموصى به لزراعة محصول القمح.
إقرأ أيضًا..
الأرز السوبر.. مزايا سخا “302 و303” وأسباب تفوقهما على السلالات التقليدية
البق الدقيقي على الموالح.. 4 علامات للإصابة و4 مركبات للمكافحة “تعرف عليها”