سوسة النخيل الحمراء واحدة من أبرز الآفات التي تهدد مزارعي نخيل التمور في أغلب دول العالم، وتشكل ضررًا بالغًا لحجم الإنتاجية والربحية المتوقعة، ما يحتم ضرورة تسليط الضوء عليها والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين في هذا الملف.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد كمال – أستاذ بمعهد بحوث وقاية النبات – ملف مخاطر وأضرار سوسة النخيل الحمراء بالشرح والتحليل.
نخيل التمور
الأهمية الاقتصادية وإجمالي الصادرات
في البداية تحدث الدكتور محمد كمال عن الأهمية الاقتصادية لـ”النخيل”، موضحًا أن مصر لديها حاليًا 22 مليون نخلة، يصل إنتاجها إلى 1.8 مليون طن، يتجه جانب كبير منها إلى التصدير بمتوسط يتراوح بين 50 إلى 70 مليون دولار سنويًا.
وأوضح أستاذ معهد بحوث وقاية النبات أنه من المتوقع أن يصل إجمالي حجم صادراتنا من تمور النخيل خلال الخمس سنوات المقبلة، إلى ما يعادل 250 مليون دولار سنويًا، وهي معادلة رقمية توضح مدى أهمية هذه المحصول.
وأكد “كمال” أن منطقة توشكى أضافت قرابة الـ37 صنفًا جديدًا عالية الإنتاجية والقيمة الاقتصادية، ما يعزز من موقعنا ضمن قائمة الدول المنتجة لتمور النخيل، وهي المسألة التي أولتها الدولة وقيادتها السياسية كامل اهتمامها.
ولفت أستاذ معهد بحوث وقاية النبات إلى الطفرة التي تحققت خلال السنوات الخمس الأخيرة، بفضل المشروعات القومية العملاقة، التي أطلقتها الدولة في عدة مناطق ومنها “توشكى”، والتي شجعت قطاع عريض من المستثمرين والمزارعين على الاهتمام بـ”النخيل”، وهي المسألة التي انعكست بالإيجاب على حجم الإنتاجية وأسعار البيع.
ولفت “كمال” إلى أن زراعة النخيل تجود بمناطق صحراوية قاسية، كـ”سيوة والواحات البحرية والوادي الجديد، لا تجود فيها زراعة أغلب المحاصيل الزراعية التقليدية المعتادة، في ظل التداعيات السلبية للتغيرات المناخية.
وتنبأ أستاذ معهد بحوث وقاية النبات بارتقاء نخيل التمر إلى مرتبة متقدمة في قائمة المحاصيل الاقتصادية، موضحًا أنه يمثل حاليًا 12% من إجمالي المساحات المنزرعة بالفاكهة، وهي النسبة التي سترتفع في ظل زيادة الاهتمام بالنخيل إلى 17% مستقبلًا.
سوسة النخيل الحمراء
متوسط الخسارة الاقتصادية المتوقعة
كشف “كمال” عن أبرز التحديات التي تواجه مزارعي النخيل، موضحًا أنه يصاب بحوالي 115 آفة، 20 منها تسبب أضرار وخسائر اقتصادية ملحوظة، وفي مقدمتها “سوسة النخيل الحمراء”، وهي المسألة التي تفرض اهتمامًا أكبر بتطبيق إجراءات المكافحة على النحو الأمثل، طبقًا للتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن.
وأكد الدكتور محمد كمال أن الأضرار الاقتصادية التي تسببها سوسة النخيل الحمراء تعادل ما تسببه 115 آفة مجتمعه، والتي قد تصل إلى فقد النخلة المصابة بالكامل في حالة الإصابات الشديدة، وهو الأمر الذي يوضح مدى خطورتها، ويوجب الالتزام بتطبيق كافة التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأنها.
وتطرق أستاذ معهد بحوث وقاية النبات إلى حجم الخسائر الاقتصادية المترتبة على الإصابة بـ”سوسة النخيل الحمراء”، مؤكدًا أنها سببت خلال السنوات العشر الأخيرة خسارة تقدر بـ80 مليون يورو لدول الاتحاد الأوروبي، فيما تجاوزت الـ250 مليون دولار في الدول العربية.
وسلط “كمال” الضوء على تكلفة مكافحة سوسة النخيل الحمراء، موضحًا أن معاملات النخلة الواحدة تتراوح ما بين 50 إلى 70 جنيه، وبمعادلة رقمية بسيطة لمزرعة بها 1000 نخلة، يصبح هذا الرقم 70 ألف جنيهًا، وهي المعادلة التي تمثل خصمًا من رصيد الربحية المتوقعة للمزارعين، وتعادل ما بين 5 إلى 7% وقد ترتفع إلى 20% بحسب الصنف المزروع، ما يوضح مدى خطورتها.
لا يفوتك مشاهدة الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
معهد البساتين: ترخيص أول مشتل لإنتاج شتلات معتمدة لـ”الفواكة والزيتون والنخيل”
النخيل المجهل.. أضراره ومخاطره الاقتصادية وعلاقته بانتشار الآفات
إقرأ أيضًا..
المخلفات الثمرية ونواتج تقليم النخيل وفوائدها لمشروعات التسمين وإنتاج الألبان
آفات النخيل والتمور.. خطط وبرامج المكافحة من “الألف” إلى “الياء”