سم العقرب أحد الهواجس المُقلقة التي قد تسبب هلعًا وفزعًا لقطاع عريض منا، والتي تعتمد بالأساس على الخلفيات الثقافية والمعلومات المتوارثة عنها، والتي تضعها ضمن قائمة المخاطر المُحدقة، التي لا يمكن الاقتراب منها أو التعامل معها بأي حال من الأحوال، وهنا قد تجول بأذهان البعض منا خاطرة تحتاج إلى إجابة شافية، وهي المُتعلقة بجدوى وجود مثل هذه الكائنات، وإمكانية تحقيق أي استفادة اقتصادية أو صحية منها، وهو السؤال الذي يستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هانى، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول عبد الرحمن علي خضري – خبير استخلاص سموم العقارب والثعابين – هذا الملف بالشرح والتحليل.
المعادلة الرقمية لاستخلاص سم العقرب
في البداية صحح عبد الرحمن علي خضري بعض المفاهيم المغلوطة والشائعة، مؤكدًا أن العقارب لا تُشكل أي خطورة على الإنسان، حيث أن مقدار السم الذي تبثه لا يتعدى 0.2 مليجرام، وهي نسبة ضئيلة جدًا، بما يحول دون تأثيرها الضار على الصحة العامة لأي شخص.
وسلط “خضري” الضوء بشكل أكبر على استراتيجيات تجربته الشخصية، لتأسيس وإنشاء مشروعه الخاص، موضحًا أن استخلاص 1 جرام من سم العقرب، يحتاج من 1500 إلى 2000 عقرب على الأقل، موضحًا أن هذه النسبة الضئيلة تستدعي أن يتم “حلب” هذه الكائنات مرتين شهريًا، مرة كل 15 يومًا.
وأوضح أن التجارب الأولية لإنشاء مزرعة وتحقيق الاستفادة الاقتصادية من استخلاص سم العقرب، كلفتهم خسارة عدد كبير من هذه المخلوقات، قبل الوصول للمرحلة التي تمكنوا فيها من اكتساب الخبرة اللازمة لإنشاء مزرعة نموذجية، تحتوي على 75 ألف عقرب.
سم العقرب.. المكاسب الاقتصادية وحجم الأرباح المُتوقعة
كشف “خضري” عن حجم المكاسب الاقتصادية الناجمة عن استخلاص سم العقرب، وأسباب تفوقها على مثيلاتها من سموم الثعابين، موضحًا أن سعر بيع الواحد جرام من سموم العقارب يتراوح ما بين 12 إلى 20 ألف جنيه، فيما يتراوح السعر العالمي ما بين خمسة إلى عشرة آلاف دولار.
وأشار إلى المزايا الاقتصادية الهائلة لتجارة وبيع سم العقرب، نظرًا لدخولها في العديد من الصناعات، علاوة على اختلاف سعر البيع بحسب الدولة التي يتم التصدير لها، ما يصب في صالح زيادة حجم الربحية المُتوقعة.
وبمعادلة حسابية بسيطة تحتكم لأسعار السوق التصديري العالمي بـ”الدولار” نجد أن أرباح تداول الـ25 جرامًا من سم العقرب، قد تصل إلى ما يقرب من 4 ملايين جنيه شهريًا، ما يكشف حجم المكاسب الاقتصادية التي يُمكن الوصول إليها، حال تطبيق كافة الاشتراطات الصحية والغذائية، في مزارع إكثار وتربية العقارب.
طرق استخلاص سم العقرب
أكد عبد الرحمن علي خضري أن الوصول لمرحلة القدرة على استخلاص سم العقرب، يستدعي التعرف على مكامن خطورة هذا الكائن، وتحديد نقاط ضعفه، لاختيار الطريقة المُثلى للتعامل معه، بالشكل الذي يُحقق الاستفادة والهدف من استخدامه، علاوة على عدم الإضرار به أو فقدانه كأحد ركائز نجاح المشروع في المقام الأول.
وأوضح أن الطريقة المُثلى لاستخلاص سم العقرب دون خسارة هذه الكائن ضئيل الحجم، تُحتم اللجوء إلى استراتيجية “الصعق الكهربائي”، مع اتباع بعض الاشتراطات التقنية الضرورية، التي تُحقق هذه الفرضية.
موضوعات قد تهمك
تقاوي القمح.. كيف تستصلح 5 أفدنة إضافية دون تحمل أي تكاليف؟
التغذية السليمة لطلبة المدارس.. مكونات وجبة مرضى “فرط الحركة” و”النحافة”
قواعد استخلاص سم العقرب بـ”الصعق الكهربائي”
قدم “خضري” أهم القواعد التي يتم الاحتكام إليها، لنجاح استراتيجية استخلاص سم العقرب عن طريق الصعق الكهربائي، مُشددًا على ضرورة استخدام المحلول الملحي، لضمان توزيع الجهد على جميع أجزاء جسم العقرب، بما يضمن تكرار الاستفادة منه دون الإضرار به.
وشدد على ضرورة ألا تتجاوز القدرة الكهربية المُستخدمة في الصعق حدود الـ12 فولت بأي حال من الأحوال، لعدم الإضرار بجسم العقرب أو فقدانه، ما يُتيح تكرار استخلاص السم منه لأكبر فترة مُمكنة.
أشهر الأنواع المُستخدمة في استخلاص سم العقرب
أكد خبير استخلاص سموم العقارب والثعابين على وجود فوارق كبيرة بين فصائل هذه الكائنات، والتي تنعكس على حجم الاستفادة والمكاسب الاقتصادية الناجمة عنها، مُشيرًا إلى أن أشهر الأنواع التي يتم الاعتماد عليها في هذا المجال هي عقارب اللوريس “Leiurus quiquetriatus”.
وعدد “خضري” مزايا الاعتماد على سم العقرب “Leiurus”، مؤكدًا أنه علاوة على ندرة وارتفاع أسعار تداول السموم المُستخلصه من هذه الفصيلة، فإنها تتميز باحتوائها على 8 أنواع من البروتين، تُمثل كافة فصائل العقارب المعروفة، ما يضعها على رأس قائمة المُنتجات، التي يتزايد حجم الطلب التجاري والتصديري عليها.
مُعادلة الصيد الجائر والحفاظ على العقارب من خطر الانقراض
أكد “خضري” على اهتمامهم بمراعاة البُعد البيئي، والتي تحكم عملية اصطيادهم لعقارب اللوريس، والتي تعتبر مدينة أسوان مكان تواجدها الأساسي، مُشيرًا إلى أنهم يعملون على تكثيف عملية تكاثر وتزاوج هذه الكائنات، لحمايتها من خطر الانقراض.
إقرأ أيضًا
تربية النعام.. برامج التغذية المُثلى ومزايا وركائز نجاح المشروع
التغذية السليمة.. أفضل بدائل العلف “المجانية” لرفع معدلات التسمين والإنتاجية
تغذية العقارب
أكد عبد الرحمن علي خضري “خبير استخلاص سموم العقارب والثعابين” على ضرورة اتباع الطرق العلمية الصحيحة، فيما يخص ملف التغذية، مُشيرًا إلى أن هذه الكائنات تعتمد بشكل كبير على الحشرات.
ولفت إلى أن هناك العديد من الحشرات التي يُمكن الاستفادة منها في تغذية العقارب، ومن أشهرها الميل ورم ” “Mealworm أو “ديدان الطحين” كما يُطلق عليها اصطلاحًا، مُشيرًا إلى أنها من أغلى الحشرات، حيث يصل سعر الجرام الواحد منها إلى ألف جنيه، نظرًا لارتفاع نسبة احتوائها على البروتين، والذي يصل إلى 65%، ما يجعلها أفضل الخيارات التي يُمكن الاعتماد عليها، في مثل هذا النوع من المشاريع.
محاذير استخدام الصراصير في تغذية العقارب
استبعد “خضري” فكرة الاعتماد على “الصراصير” في برامج تغذية العقارب بشكل أساسي، بالرغم من ارتفاع نسبة البروتين فيها، والتي تصل إلى قرابة الـ90% نظرًا لاحتوائها على العديد من الأمراض، ما قد يُمثل مُعول هدم لأركان المشروع.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو
خطط مٌكافحة الحشائش الشتوية ومخاطرها الاقتصادية