سفراء المناخ أحد المُصطلحات التي تتنامى إلى مسامعنا، وتقع أمام ناظرينا في العديد من المنصات والنشرات والفاعليات الدولية، بيد أنها غير معروفة بالشكل الكافي لقطاع عريض من المواطنين، علاوة على عدم درايتهم بطبيعة الدور المنوط بمن يحمل هذا اللقب، وإسهاماتهم في حل مُعضلة وأزمة الاحتباس الحراري، والتوعية بخطورة التغيرات المناخية على حياة الأفراد والشعوب.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى الشربيني – سفير ميثاق المناخ الأوروبي، رئيس مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي – عن التغيرات المناخية وسفراء المناخ، ودورهم في ترويض وتجاوز الآثار السلبية الناجمة عن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.
مصطلح سفراء المناخ.. التعريف وطبيعة الدور الذي يقومون به
في البداية عرف الدكتور مصطفى الشربيني مصطلح “سفراء المناخ”، موضحًا أنه يُطلق على الأشخاص الذين يمثلون حلقة الوصل بين العلماء والجهات الحكومية الرسمية والمؤسسات الدولية وجمهور المستهلكين، لتصحيح وتبسيط الحقائق الجامدة الخاصة بالتغيرات المناخية.
وأوضح أن دور “سفراء المناخ” يتجاوز الدور المعرفي، امتدادًا لحشد طاقات المجتمع ومؤسساته، لمقاومة التغيرات المناخية بشكل أفضل، عن طريق حملات التوعية المُستمرة للمؤسسات والأفراد، لتغيير العادات والممارسات الخاطئة، والتي ينجم عنها إطلاق الغازات المُتسببة في زيادة معدلات الاحتباس الحراري.
موضوعات قد تهمك:
معاملات القمح خلال موسم الحصاد.. احذر الوقوع في هذه الأخطاء
الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.. السلوكيات الخاطئة للأفراد في “قفص الاتهام”
كشف الدكتور مصطفى الشربيني عن أحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة، والتي تؤكد أن 50% من الانبعاثات المُعززة والمُحفزة لظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، تنجم عن الاستخدامات والعادات والممارسات المنزلية الخاطئة للأفراد.
ولفت “الشربيني” إلى أن المؤسسات والهيئات الحكومية والشركات الخاصة تقوم بدورها، في سبيل الحد من كثافة هذه الانبعاثات، التي تؤدي لزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، فيما تقع مسؤولية التصدي لسلوكيات الأفراد على عاتق مؤسسات المُجتمع المدني وسفراء المناخ.
إقرأ أيضًا:
محصول الطماطم.. عوامل الإصابة وطُرق تلافيها ومزايا المدارس الحقلية
2022 عام المجتمع المدني.. ودور كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية
وألقى سفير ميثاق المناخ الأوروبي الضوء على مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي، موضحًا أنها تأتي التزامًا وإيمانًا بأفكار وتوجهات القيادة السياسية المصرية، مُمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أطلق عام 2022 كعام مُخصص للمجتمع المدني.
وأشار إلى أن برنامج “سفراء المناخ” يعد أحد أهم برامج مبادرة “المليون شاب متطوع للتكيف المناخي”، التي جاءت بإشراف وتعاون علمي وأكاديمي لجامعة عين شمس، وتحت مظلة كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، كأقدم وأعرق كليات العالم، التي تهتم بدراسة ظاهرة المناخ، والتي أسسها العالم الجليل مصطفى كمال طلبة، مدير برنامج البيئة للأمم المُتحدة “UNAB”، بالإضافة للدكتور محمد عبد الفتاح القصاص، الذي يُعد أول عالم يهتم بعقد اجتماعات دورية، لمناقشة وبحث هذه الظاهرة، ومنها اجتماع البيئة الأول والثاني، والذي تلاه بمؤتمر استوكهولم.
لا يفوتك.. استعدادات حصاد محصول القمح
نبذة تاريخية عن الدور المصري لتأسيس مفاهيم “التنمية المُستدامة” بالأمم المتحدة
وثمن “الشربيني” جهود هذين العالمين الجليلين في تأسيس ووضع اللبنة الأولى لمفاهيم ومبادىء التنمية المُستدامة والتي توجت بتأسيس كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية عام 1978، مؤكدًا أن الأمم المُتحدة كانت يقتصر نشاطها منذ نشأتها عام 1945- شاركت مصر فيها كأحد الدول المؤسسة ضمن 52 دولة – على ملفي فض المشاكل الناجمة عن “النزاعات والحروب”، بالإضافة لدورها في دعم وحماية “حقوق الإنسان”، قبل الالتفات إلى مفاهيم التنمية والبيئة بأبعادها وآثارها المُباشرة على حياة الأفراد والشعوب بدءًا من عام 1998.