ساعات النوم المُناسبة هي أحد الملفات الهامة والمؤثرة في حياة جميع البشر، ما يترتب عليه مدى قدرتهم على أداء المهام والأعمال المُلقاة على عاتقهم، والمنوط بهم تنفيذها على مدار اليوم، ولهذا يعسى كل فرد للجمع والتنسيق ما بين واجباته والتزاماته، وحاجته للخلود إلى الراحة بشكل نسبي، بما يتفق مع احتياجاته وطبيعة الدور الاجتماعي الذي يقوم به، ولكن هل هذه القاعدة تنطبق على جميع المخلوقات؟، سؤال وجيه قد لا يدري غالبيتنا إجابته الصحيحة، ولهذا كان لزامًا علينا التوجه إلى أحد الخبراء للحصول على الرد العلمي الصحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور كميل متياس، وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق، عن هذا الملف، موضحًا مدى العلاقة الوثيقة ما بين ساعات النوم والراحة التي يتحصل عليها الحيوان، وحجم وجودة الناتج النهائي المتوقع منه.
ساعات النوم والخلود للراحة وعلاقتها بتدهور الثروة الحيوانية
في البداية أكد الدكتور كميل متياس على أن جميع الحيوانات تحتاج لفترات زمنية مناسبة للراحة، موضحًا أن ساعات النوم هنا تُعد المعيار الأمثل للقياس من خلاله على حجم الإنتاج المتوقع، مُشددًا على أن عدم حصول هذه الكائنات على احتياجاتها الفسيولوجية السليمة، يؤدي لتدهور صحتها وقلة إنتاجيتها بشكل لا يمكن تخيله، ومُحذرًا من زيادة الأعباء المُلقاه على عاتقها، والتي قد يعمد بعض المُزارعين إلى استخدامها فيها، عن جهل ودون دراية منهم بتبعاتها السلبية على حجم مكاسبهم الاقتصادية.
شاهد.. شتاء قارص البرودة..كيف تتعامل معه لحماية المحصول الشتوي
الأعمال الحقلية وعلاقتها بإدرار الألبان
أكد الدكتور كميل متياس على وجود علاقة وثيقة بين تقليص ساعات النوم، ودرجة وحجم وجودة الإنتاجية المُتوقعة، مُشيرًا إلى أن هذه العلاقة تتناسب عكسيًا، فإذا تم إنهاك الحيوان بالمزيد من الأعمال، فإن حجم اللبن الناتج عنه سيكون أقل من المتوقع، والأمر عينه يحدث في حالة الحيوانات التي يتم تربيتها لإنتاج اللحم، والتي ينخفض وزنها بشكل كبير.
وأوضح أن إنهاك الحيوان وعدم منحه الوقت الكافي من ساعات النوم والراحة، وتوجيه طاقته للأعمال الحقلية، هو تصرف لا يمت للرحمة بصِلة، ما يايترتب عليه خسائر اقتصادية لاستثمارات هؤلاء المُربين، علاوة على تدهور صحة هذه المخلوقات، وهو مؤشر سلبي لمدى ما تتعرض له الثروة الحيوانية في مصر من تدمير وسوء استخدام.
50 لتر دم = 1 لتر من الحليب
وأوضح وكيل مركز البحوث الزراعية السابق، أن الحيوانات المُدرة للألبان تحتاج لتكرير ما بين 40 إلى 50 لترًا من الدم، للحصول على لتر لبن حليب صافي كامل العناصر الغذائية، وهو الأمر الذي يكشف مدى الإجهاد الذي يتعرض له قلب الحيوان، لحصول المُربي على إنتاج يتراوح ما 10 إلى 15 كيلو من الألبان، وهي مسألة شديدة التعقيد لا يدركها سوى المُتخصصون.
وحذر الدكتور كميل متياس جميع المُربين من خطورة استخدام هذه الحيوانات في المزيد من الأعمال الحقلية، موضحًا أن هذا الأمر سينعكس بالسلب على القدرات الإنتاجية وحجم المكاسب الاقتصادية المتوقعة، مُشيرًا إلى أن الوقوع في هذا الخطأ سيؤدي لتوجيه طاقة الحيوان في المكان غير المُخصص له.
وفسر هذا الأمر بأن قلب الحيوان سيحتاج لتقسيم حجم الدماء التي يضخها ما بين العمل والإنتاج، ما يعني تخصيص قدرًا أقل لتكريره والحصول على اللبن، وبالتالي ستنعكس هذه الخطوة بالسلب على المُربي واقتصادياته على مدار الموسم.
إقرأ أيضًا:
عنصر الكبريت.. صديق الفلاح “المظلوم”
الإجراءات الواجب اتباعها لحماية المحاصيل الشتوية.. وعلاقة الدخان بـ”محصول المانجو”