زيادة البرسيم في العليقة الخاصة بحيوانات التسمين، واحدة من أبرز المُعضلات التي تواجه صغار المُربين، الذين يفتقدون المعلومة العلمية الصحيحة، التي تؤهلهم للوصول للنتائج المرجوة من نشاطهم الاقتصادي في نهاية الموسم، والذي غالبًا ما ينتهي بخسائر اقتصادية كبيرة، تزيد من حجم الفجوة الغذائية في إنتاج البروتين الحيواني.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آيه طارق مُقدمة برنامج المرشد الزراعي، المذاع عبر قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حسن فؤاد جلال – أستاذ تغذية الحيوان، قسم بحوث استخدام المخلفات، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – هذا الملف بالشرح والتحليل موضحًا الأضرار الناتجة عن زيادة البرسيم في عليقة حيوانات التسمين، من الناحية الصحية والاقتصادية بالقياس بقواعد التغذية السليمة.
لا يفوتك.. جهود الدولة للنهوض بزراعة النخيل فى مصر
قواعد التغذية السليمة لحيوانات التسمين
في البداية أكد الدكتور حسن جلال أن قواعد التغذية السليمة، تعتمد إلى حد بعيد على تقدير نسبة العليقة استنادًا لوزن الحيوان، مُشيرًا إلى أن معرفة معادلة حصة الغذاء اليومية تحول دون الوقوع في خطأ زيادة البرسيم، وما تستتبعه من نتائج سلبية على صحة الحيوان وأرباح المربي التي قد تتحول لخسائر بنهاية الموسم.
وأوضح أن مقدار “العليقة” الخاصة بحيوانات التسمين، ينبغي ألا تزيد عن 2% من إجمالي الوزن الفعلي، بمعنى أنها إذا كانت تزن 200 كيلو جرام، فإن إجمالي حصة الغذاء اليومي ستكون 4 كيلو جرامات “شاملة العلف الأخضر”.
ولفت إلى أن نسبة العلف المركز “14% بروتين” لا ينبغي أن تتجاوز نسبة الـ60% من إجمالي الوجبة اليومية المُقدمة لحيوان التسمين، فيما تُقدر نسبة البرسيم أو ما عداه من العليقة الخشنة مثل الدريس أو السلاج بـ40% منها.
موضوعات قد تهمك..
زراعة التمور.. منجم غذائي ومكاسب تصل لـ240 ألف جنيه للفدان
علاج النيماتودا.. باحث يؤكد إمكانية القضاء عليها خلال 150 دقيقة
زيادة البرسيم.. أفضل طريقة لحساب كمية العلف الأخضر في العليقة اليومية
عالج الدكتور حسن جلال إشكالية زيادة كمية البرسيم عن الحد المسموح، بتقديم المعادلة المثالية لحصة العليقة اليومية التي يحتاجها حيوان التسمين، دون زيادة أو نُقصان، للوصول لموسم ناجح وبلا خسائر على المُربين.
ووضع أستاذ تغذية الحيوان تلخيصًا لمعادلة حساب مكونات العليقة اليومية، لضمان عدم زيادة البرسيم عن الحد المسموح، مُقدمًا مثالًا شارحًا لبقرة تسمين وزنها 200 كجم كالتالي:
إجمالي حصة العلف استنادًا إلى معادلة نسبتها إلى الوزن: 200 كجم * 2% = 4 كيلو جرامات العليقة اليومية في اليوم
كمية العليقة المُركزة 14% بروتين: 4 كجم * 60% إجمالي الوجبة = 2.4 كيلو جرام
نسبة البرسيم: 4 كجم * 40% = 1.6 كيلو جرام
زيادة البرسيم.. طريقة تحويل حصة العليقة الخشنة بالأرقام
واصل الدكتور حسن جلال مثالهى الشارح لتقديم قواعد التغذية الصحيحة التي ينبغي على المُربين الالتزام بها للحيولة دون زيادة البرسيم أو أيًا من عناصر الوجبة اليومية عن معدلاتها السليمة والعلمية.
وشدد على أن كل 1 كيلو جرام من العليقة الخشنة، يقابله 7 كيلوجرامات من البرسيم، وبالعودة إلى المثال السابق فإن كمية البرسيم المحددة بـ “1.6 كيلوجرام” تكون حوالي 11.2 كجم يوميًا، وهي أفضل معادلة علمية للتسمين.
زيادة البرسيم عن معدلاته المسموحة.. خسائر اقتصادية ومخاطر صحية
وفي معرض إجابته عن أسئلة مُشاهدي البرنامج، لمس جلال مدى التخبط الذي يُعاني منه غالبية صغار المُربين، والتي تتمثل في عدم إلمامهم بنسب قواعد التغذية الصحيحة، التي تؤتي ثمارها في زيادة وزن حيوان التسمين بشكل سليم، دون زيادة أحد عناصر معادلة العليقة المنضبطة، علاوة على جودة نوعية اللحم الناتج عنها في نهاية الموسم.
ولفت أستاذ تغذية الحيوان إلى أن زيادة البرسيم عن حدوده المسموحة، يؤدي للإضرار بصغار المُربين بشكل كبير، ما يُنذر بموسم كارثي بسبب الأخطاء هذه الأخطاء الشائعة بين 80% من قوام هذه الصناعة الهامة، المسؤولة عن توفير البروتين الحيواني.
وأكد أن زيادة البرسيم عن النسبة التي وضحها بالمثال السابق “11.2 كجم للحيوان زنة 200 كيلو”، تمثل خسارة يومية للمُربين، علاوة على الإضرار بصحة الحيوان، بسبب صعوبة هضم الغذاء الأخضر، والذي يستنزف جزءًا كبيرًا من طاقته لإتمام هذه العملية، بالإضافة لإصابته ببعض الوعكات الصحية مثل الإسهال، والتي ينتج عنها خسارته للمزيد من وزنه.
إقرأ أيضًا:
الخدمة الشتوية.. أهم المعاملات الزراعية وبدائل السماد الكيميائي للنخيل
قواعد التغذية السليمة.. أسهل الطرق لعمل عليقة التسمين اليومية