زهرة الياسمين تعد واحدة من أشهر النباتات المُستخدمة في صناعة العطور، والتي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على النباتات والزهور العطرية.
ورغم التطور الكبير الذي طرأ على صناعة العطور في العالم، إلا أن زهرة الياسمين لا زالت مُحتفظة بمكانتها الأصيلة داخل تلك المنظومة المزدهرة.
وكشف الدكتور محمد حميدة استشاري معاملات النباتات الطبية والعطرية بعد الحصاد، أن جمع نبات الياسمين له طقوس خاصة، ولا سيما في طريقة حصاد المحصول بـ”القطف أو الجمع”، والتي تخضع لشروط قياسية تؤثر بشكل كبير على مستوى ونقاء المادة الفعالة المُستخلصة في النهاية.
وأوضح حميدة أن استخلاص المادة الفعالة وصناعة العطور يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بعامل الزمن، والذي يختلف من نبات لآخر، فهناك بعض الزيوت يتحتم مرور فترة زمنية محددة قبل الشروع في استخلاصها من النبات عبر الطرق المتعارف عليها، سواء بالتقطير أو العصر مثل “الجيرانيوم”، والذي ينتظر جامعوه 24 ساعة من توقيت قطافه، قبل استئناف باقي المراحل ومنها الاستخلاص.
وفيما يخص الياسمين أكد استشاري معاملات النباتات الطبية والعطرية، أن له طبيعة خاصة تُحتم استخلاص المادة الفعالة بمجرد قطافه، مما دفع لضرورة تواجد مصانع العطور بمناطق زراعته.
استشاري يكشف كيفية استخلاص زيت زهرة الياسمين النقي
ولفت حميدة خلال لقائه ببرنامج “نهار جديد”، المذاع عبر قناة مصر الزراعية، إلى أن استخلاص “زيت الياسمين” النقي يستدعي الالتزام بآلية ثابتة في عملية الحصاد، والتي تتم خلال الفترة من الفجر وحتى موعد شروق الشمس، ولا يمكن حصاده قبل أو بعد تلك التوقيتات، حتى تكون يافعة ومتفتحة بالشكل الكافي، نظرًا لتأثيرها المباشر على درجة جودة ونقاء المنتج النهائي.
والمعروف أن المادة الفعالة الخاصة بـ”زهرة الياسمين” تُعد من الزيوت العطرية التي تتأثر بدرجة الحرارة بشكل كبير، لذا يتم استخلاصها عبر تقنية الفرم وتعريضها للمذيبات “الطيارة” مثل الأوكسان والهكسان، فيما تخضع عملية تعبئة الخام لقواعد أكثر صرامة، للحيولة دون تعرضها للأكسدة ونمو البكتيريا، عبر وضعها في عبوات “مُعتمة” علاوة على عدم وجود فراغات تسمح بدخول الهواء، بالإضافة لتقنية “العزل” باستخدام ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين.
اقرأ أيضا
دراسة لـ”تكنولوجيا الأغذية” توضح طرق تقليل الفاقد والمهدر في الحاصلات البستانية
“استهلاك اللحوم والأسماك ومنتجاتها” دراسة حديثة بمعهد تكنولوجيا الأغذية
دراسة لـ”تكنولوجيا الأغذية” عن زيادة القدرة التنافسية والكفاءة التصديرية لـ التمور المصرية