زراعة الهجن واحدة من التقنيات التي لجأت إليها المراكز البحثية، للتغلب على مشاكل ضعف إنتاجية ومعايير جودة الأصناف التقليدية، وهي المسألة التي فرضت نفسها على الاستراتيجيات الزراعية، للارتقاء بمستوى الإنتاجية وتقليل معدلات الهدر والفاقد، علاوة على تطبيق مفاهيم الاستدامة بشكلها الصحيح.
وخلال حلولهًا ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة محاسن عبد الحكيم – الأستاذ بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية – ملف التوسع في زراعة الهجن بدلا من الأصناف بالشرح والتحليل.
زراعة الهجن
أسباب الاعتماد على هذه التقنية
في البداية تحدثت الدكتور محاسن عبد الحكيم عن الأسباب الداعية للتوسع في زراعة الهجن، موضحةً أن اعتماد قطاع عريض من مزارعينا على استخدام حصاد جزء من محاصيلهم، كتقاوي لزراعة الموسم الجديد، وهي المسألة التي أدت لتدهور الإنتاجية ومعايير الجودة القياسية بمرور السنين.
وأوضحت “عبد الحكيم” أنه ومع تسارع وتيرة الزيادة السكانية، والتغيرات المناخية وتداعياتها الحادة على البيئة والمحاصيل الزراعية، باتت هناك حاجة مُلحة للجوء إلى بعض التقنيات العلمية، لتعظيم العوائد الاقتصادية، ومضاعفة حجم الإنتاجية، بما يؤمن منظومة الأمن الغذائي القومي ويدعم ركائز استدامتها.
تعريف الهجين
تطرقت أستاذ معهد بحوث البساتين إلى تعريف الهجين، موضحةً أنه يكون نتاجًا لأبوين أو تهجين صنفين، وذلك بعد المرور بعدة مراحل، للوصول إلى السلالات النقية، التي يمكن اعتمادها في مثل هذه العملية.
قواعد زراعة الهجين
لفتت “عبد الحكيم” إلى أن عملية “التهجين” تخضع لمعايير وقواعد صارمة، بهدف الوصول لسلالات نقية يمكن الاعتماد عليها، موضحةً أنه في حال وجود أكثر من أصل، يتم تهجينها ووضعها قيد التقييم والاختبار، للوقوف على قوة الهجين.
مفهوم قوة الهجين
عرفت أستاذ معهد بحوث البساتين مفهوم “قوة الهجين” موضحةً أن المعيار الحاكم فيه هو أن يكوه الهجين الناتج أقوى من الأبوين، سواء على صعيد الإنتاجية أو المقاومة أو تحمل التغيرات المناخية، وهو المبدأ الذي يتم العمل عليه خلال الفترة الحالية، لتعظيم الناتج الاقتصادي لكافة المحاصيل الزراعية.
وضربت “عبد الحكيم” المثل بمحصول الطماطم، الذي كانت لا تتعدى إنتاجية الفدان المزروع بالأصناف التقليدية فيه حدود الـ7 إلى 8 أطنان، علاوة على ضعف الثمار وزيادة فرص تلفها خلال عملية النقل، موضحةً أن تجربة زراعة الهجن ضاعفت حدود الإنتاجية لتتراوح ما بين 40 إلى 50 طن في الأرض المفتوحة، فيما يرتفع هذا الرقم وصولًا إلى 70 و80 طن داخل الصوب.