النخيل وفرص استثماره وكيفية الوصول لأفضل معدلات الإنتاجية المأمولة، وملف الصادرات الزراعية ودور ومساهمة التمور فيها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور محمد كمال عباس، أستاذ وقاية النباتات بمعهد بحوث وقاية النباتات والخبير الوطني لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
ارتفاع ملحوظ في أسعار تداول التمور
في البداية تحدث الدكتور محمد كمال عباس عن أسعار التمور، والتي بدأت ترتفع مؤخرًا، نتيجة تزايد الاهتمام بمعايير الجودة ومكافحة الآفات، مشيرًا إلى أن المزارعين باتوا يسعون جاهدين لتطبيق ممارسات زراعية متقدمة تهدف إلى تحسين جودة الإنتاج، وموضحًا أن استخدام تقنيات التخزين الحديثة، مثل توفير الثلاجات وضبط درجات الحرارة (ناقص 18 درجة مئوية أو أقل)، يُعد أمرًا حيويًا للحفاظ على الإنتاج وتقليل معدل الخسائر المتوقعة، والتي قد تصل إلى حوالي 10% من الإنتاج الكلي.
الأنظمة الزراعية لمواجهة التحديات المناخية
وأوضح “عباس” أن المزارع الكبيرة باتت تعتمد بشكل متزايد على أنظمة زراعية منظمة لمواجهة التحديات المناخية والآفات، خاصة بعد التجارب التي أثبتت أن بعض المحاصيل الأخرى كالمانجا والموالح تأثرت بشدة بتغيرات المناخ، مشيرًا إلى أن النخيل بفضل قدرته على تحمل بعض تأثيرات تغير المناخ يُعد خيارًا استراتيجيًا للمزارعين؛ فبعد عام 2015، شهدت زراعة النخيل توسعًا كبيرًا حيث تم إدخال حوالي 40 صنفًا جديدًا من التمور ذات القيمة الاقتصادية العالية، بينما كانت الزراعة مقتصرة سابقًا على صنفين رئيسيين هما المجدول والبرحي.
الأصناف ذات المردود الاقتصادي
ولفت أستاذ وقاية النباتات إلى أن الأصناف الجديدة مثل السلطانة والشيشي والسكايا لم تكن تُزرع من قبل في مصر، مؤكّدًا أن الاستثمار في أصناف ذات مردود اقتصادي مرتفع، مثل المجدول الذي يحقق قيمة تصل إلى 11 ألف دولار للطن، مقارنة بألف دولار للتمور السيوي، يُشكل فارقًا كبيرًا على المدى الطويل حتى وإن زاد التكلفة بنسبة 20% بسبب احتياجات إضافية مثل التخفيف والتعبئة.
تداعيات التغيرات المناخية
وأشار “عباس” إلى دور النخيل في مواجهة تغيرات المناخ، مشددًا على أن تأثيرات التغير المناخي التي كانت تصل إلى درجة أو درجتين سنويًا قبل عقد من الزمان، ارتفعت الآن لتصل إلى حوالي 10 درجات، مما أثر بشكل ملحوظ على المحاصيل الأخرى، وموضحًا أن تأثيرات هذه التغيرات على النخيل تظل محدودة نسبيًا، وإن كانت الدراسات المتوقعة تشير إلى أن بعض المناطق المعروفة بزراعة النخيل قد تصبح غير صالحة للزراعة مستقبلًا، بسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديدة.
آفات جديدة
وكشف “عباس” عن ظهور بعض الآفات الجديدة، التي لم تكن ذات تأثير فيما مضى، مثل “حلم الغبر” أو “الغبيرة” والحشرة القشرية البيضاء، والتي بدأت تنتشر في مناطق لم تكن تتأثر من قبل، مؤكدًا على ضرورة الرصد المستمر والمتابعة الدقيقة لهذه الآفات، وعدم الاعتماد على طرق المكافحة التقليدية، أو التوقعات السابقة التي كانت تُبنى قبل عامي 2012 أو 2014، مشيرًا إلى أن النخيل يستضيف حوالي 50 كائنًا حيويًا – سواء كانت آفات مرضية أو حشرية – منها حوالي 10 إلى 12 كائنًا تشكل خطرًا على الإنتاج الاقتصادي، الذي يستمر حوالي 50 سنة من العمر الإنتاجي للنخلة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
زراعة مطروح تطلق طفيل الترايكوجراما بواحة سيوة لمكافحة آفات التمور
آفات النخيل والتمور.. خطط وبرامج المكافحة من “الألف” إلى “الياء”