زراعة النخيل بالبذور واحدة من الحيل التي يلجأ إليها غير المُتخصصين، للتغلب على ارتفاع أسعار “الفسائل” المُعتمدة، اعتقادًا منهم بأنها السبيل الصحيح، للوصول إلى موسم وحصاد ناجح، وجني عائد اقتصادي مُرضي، دون تحمل أي مُدخلات أو تكاليف مبدئية، لكن واقع الأمر والدراسات العلمية الباتة، تُثبت عكس هذه الافتراضات الظنية غير الصحيحة، ما يستدعي الاستماع والإنصات أكثر إلى رأي وتفسير الأساتذة والخبراء بهذا الملف.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور شريف الشرباصي – المدير العام السابق للمعمل المركزي للنخيل – عن فرضية زراعة النخيل بالبذور باستفاضة وإسهاب، لشرح أوجه قصور هذا الاتجاه، وحجم المُجازفة التي يلجأ إليها بعض المُزارعين، لتوفير رأس المال المُستخدم في شراء الفسائل المُنتقاه والمُعتمدة، على أمل تحقيق عائد اقتصادي من العدم.
زراعة النخيل بالبذور.. اعتقاد خاطىء ومحاولة غير مُجدية
في البداية أكد المدير العام السابق للمعمل المركزي على عدم صحة فرضية زراعة النخيل بالبذور، لافتًا إلى أن أي محاولة للاعتماد على هذا الاعتقاد الخاطىء، لتحقيق عائد اقتصادي يساوي حجم الجهد والوقت المبذول، تمثل دربًا من دروب الخيال.
وأوضح أن الدراسات العلمية والتجارب الحقلية وخبرات السنين أثبتت جميعها بما لا يدع مجالًا للشك، عدم جدوى زراعة النخيل بالبذور، نظرًا لحجم العشوائية الذي يكمن فيها، والذي يتعارض مع القواعد الحاكمة لهذا النوع من النباتات، الذي يحوي داخل طياته دلائل العظمة والإعجاز، والتنظيم الرباني المُبهر.
القواعد العلمية الحاكمة لزراعة النخيل
ولفت “الشرباصي” إلى أن زراعة النخيل والنظريات العلمية الحاكمة لهذا الملف، تستدعي وجود تقارب افتراضي في نسب الفسائل المُذكرة والمؤنثة بمعدل 50:50، للوصول إلى نفس القدر من التماثل لصفات الأب والأم، في الأجنة الناتجة عنهما، واتمام عمليات التلقيح بينهما بنجاح، مع التغاضي عن نسبة الـ25%، من الانحرافات الوراثية الوارد حدوثها، وهي الحدود الدنيا المطلوبة لنجاح الموسم، لحصاد أول قطاف مُتوقع منها.
موضوعات ذات صلة:
البصمة المائية للبلح.. معدلات الاستهلاك مقارنةً بحجم العوائد الاقتصادية المُتوقعة
اسباب فشل زراعة النخيل بالبذور
وشدد على أن زراعة النخيل بالبذور، لا تضمن حدوث التلقيح المُنضبط، المُتوقع تحققه مُقارنةً بنموذج الفسائل المُنتقاه، والذي يتم وفقًا لقواعد ونسب صارمة للغاية، ما يعني تجاوز نسب الانحرافات المحسوبة بدقة، علاوة على ضياع مجهود 7 سنوات كاملة، وهي الفترة الزمنية اللازمة للحصاد الأول، دون تحقيق أي عائد اقتصادي يذكر.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
الطرح الأول.. سبيلك لتعويض ارتفاع أسعار الفسائل
وأشار “الشرباصي” إلى أن اتباع التوصيات الفنية الحاكمة لزراعة النخيل، يعود بالعديد من المكاسب الاقتصادية على المُزارعين، وفي مُقدمتها حصيلة بيع وتسويق طريحة الفسائل الأولى – ما بين 10 إلى 30 فسيلة – التي تُزهر خلال الـ5 سنوات الأولى من موعد بدء الزراعة.
أقرأ أيضًا:
أمراض الطماطم الفطرية والبكتيرية.. سُبل مُقاومة إصابات العروة الصيفية المتأخرة