زراعة الموز.. الاشتراطات الأربعة لنجاح الموسم وقواعد الري والتسميد الصحيحة

زراعة الموز شأنها شأن أي محصول آخر، تحتاج لتوافر المُقومات اللازمة، التي تُدعم نجاح الموسم، وصولًا لتحقيق النتائج المُتوقعة منها، بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد، وهي النقطة المحورية الفاصلة التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها، لتوعية أهالينا المُزارعين بأبرز توصياتها ومُعاملاتها.

وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد الحميد الشاهد – أخصائي قسم بحوث الفاكهة الاستوائية، بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف أبرز التوصيات الفنية الخاصة بـ”زراعة الموز” بالشرح والتحليل.

زراعة الموز

مراحل الإنتاج الأربعة

في البداية أكد الدكتور عبد الحميد الشاهد أن نجاح منظومة زراعة الموز، يقوم على تنفيذ كافة التوصيات والاشتراطات الفنية الخاصة بمراحل الإنتاج الأربعة:

مرحلة إنتاج “نبيتات” من نتاج زراعة الأنسجة بالمعامل
الأقلمة
المشاتل
الحقل المفتوح “open feld”

وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه نجاح زراعة الموز تتعلق بمدى التزام المعامل بالاشتراطات والتوصيات الفنية الخاصة بهذه المرحلة، فيما يتعلق القسم الثاني بالممارسات الخاطئة التي يقع فيها المُزارعين.

زراعة الموز

مشاكل وتحديات زراعة الأنسجة بالمعمل

وضع “الشاهد” روشتة واضحة لعلاج وتخطي أبرز الإشكاليات التي تُهدد إنتاجية محصول الموز فيما يخص مرحلة “المعمل”، والتي حصرها في النقاط الأربع التالية:

انتخاب الـ”mother plant” المناسبة
عدم تجاوز عدد “subcultures” حدود الـ6 أو 7 نقلات
عدم زيادة هرمون التضاعف عن المُعدلات المسموحة
التخلص من البراعم العرضية حال ظهورها

مشاكل الحقل المفتوح

سلط أخصائي قسم بحوث الفاكهة الاستوائية الضوء على الشق الثاني، والذي يكمن في حزمة من الأخطاء التي يرتكبها مُزارعي الموز بالمرحلة الأخيرة للإنتاج والتي تحدث في “الحقل المفتوح”.

وحصر الإشكاليات التي تحدث في الحقل المفتوح، موضحًا أن حلها وتجاوزها يكمن في التزام المُزارعين بتنفيذ 12 شرطًا ضروريًا، ما يُسهم في نجاح الموسم ومُضاعفة الإنتاجية وصولًا لما هو مأمول منها.

وتناول “الشاهد” المحورين الأول والثاني منها بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على كيفية تجاوزها:

الاشتراطات الأربعة اللازمة لنجاح الموسم

وتكمن ركائز نجاح تلك المرحلة في استيفاء الاشتراطات الأربعة اللازمة للنجاح المُتمثلة في “التربة، مياه الري، جودة السماد العضوي، جودة الشتلات”، والتي توضح مدى دراية المُزارع بفلسفة ومبادىء زراعة هذا المحصول وأبرز إشكالياته.

ولفت “الشاهد” إلى أن وجود أي مشاكل أو مُعوقات في كل عنصر من العناصر الأربعة المذكورة، يترتب عليه تعديلًا وتغييرًا مُماثلًا في خطة الزراعة ومُعاملاتها الأساسية، لتحقيق الهدف المرجو من الزراعة.

وشدد على ضرورة تحليل التربة ومياه الري، كقاعدة أساسية يتم البناء عليها في المراحل التالية، لضمان خلوها من الملوثات، وعدم تجاوز حدود الملوحة المسموحة – تُقدر بـ600 جزء في المليون – نظرًا لحساسية الموز الشديدة تجاهها.

ولفت إلى مدى أهمية التأكد من سلامة السماد العضوي المُستخدم في زراعة الموز، والاعتماد على المواد كاملة التحلل لضمان خلوها التام من بذور الحشائش، مُفضلًا الاعتماد على الكمبوست كبديل آمن في مثل تلك الحالات.

واختتم توصياته المُتعلقة بهذا الشق، مُشددًا على حتمية التأكد من جودة الشتلات، مع التعامل مع المصادر الموثوقة وصاحبة السمعة الجيدة فقط، لضمان نجاح عملية الزراعة ومُخرجاتها بحلول نهاية الموسم.

سياسة الري المُستخدمة

في هذه النقطة شدد “الشاهد” على ضرورة الالتزام بالمُقننات المائية المُوصى بها، والتي تختلف باختلاف طبيعة الأرض الزراعية، نظرًا للتبعات السلبية الناجمة عن تجاوزها، والتي تُعزز فُرص نمو الفطريات والأعفان.

وأكد أخصائي قسم بحوث الفاكهة الاستوائية على وجود 3 مراحل نمو “بداية الزراعة، النمو الخضري، التزهير والإثمار”، والتي تختلف كل منها في طبيعة احتياجاتها المائية، لافتًا إلى أن الإخلال بها، يضر بالمحصول وحجم الإنتاجية المتوقعة، بحلول نهاية الموسم وعند الحصاد.

وقسم الشاهد الاحتياجات المائية والسمادية تبعًا لمراحل النمو الثلاث المذكورة كما يلي:

مرحلة بداية الزراعة:

يتم فيها الاكتفاء بأقل مُقنن مائي وسمادي، لإتاحة الفرصة المُناسبة للنموات الخضرية في الوصول لأقصى مدى مُمكن لها.

مرحلة “النمو الخضري:

تستدعي مرحلة النمو الخضري إضافة “NPK” متعادل.

مرحلة التزهير والإثمار:

تحتاج التزامًا واهتمامًا أكبر بزيادة مُعدلات إضافة عنصري البوتاسيوم والفوسفور.

وحذر “الشاهد” من مخاطر الخطأ الذي يقع فيه بعض المُزارعين خلال تلك المرحلة، والتي يتجاوز فيها المُقننات الآزوتية المفروضة، ويفرط في استخدامها، ما يؤدي لحدوث خلل كبير، ومُضاعفة النموات الخضرية على حساب الإثمار.