زراعة القمح والتوسع فيها واحدة من الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها الدولة المصرية لبناء الجمهورية الجديدة وتأمين الحياة الكريمة لمواطنيها، وتلبية احتياجاتهم الغذائية التي تُمثل أحد ركائز “الأمن القومي”، ما دعا لإطلاق حزمة من المشروعات الزراعية الضخمة، التي تسعى جميعها للوصول لمُعدلات مأمونة من “الاكتفاء الذاتي” وبخاصة في قطاع الحبوب.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مسعد عبد العليم – الأستاذ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، قسم بحوث القمح – ملف زراعة القمح بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على مُعاملات الأراضي الجديدة والجيرية، وقواعد التسميد الصحيحة لها.
زراعة القمح.. المُقننات السمادية لـ”الأراضي القديمة”
في البداية تحدث الدكتور مسعد عبد العليم عن زراعة القمح بالأراضي القديمة، وقواعد التسميد الواجب اتباعها للوصول لأفضل مُعدلات الإنتاجية المُتوقعة، مُشددًا على ضرورة الالتزام بالمُقننات والتوصيات الواردة في هذا الشأن.
وحدد أستاذ معهد المحاصيل الحقلية المُقننات السمادية المُقررة لـ”زراعة القمح” بالأراضي القديمة، بـ100 كجم حمض فسفوريك لكل فدان، بالإضاف لـ75 كجم نيتروجين لذات المساحة المذكورة.
توقيت ومُعدلات إضافة السماد النيتروجيني
شدد “عبد العليم” على ضرورة الالتزام بإضافة المُقننات السمادية في توقيتاتها المُوصى بها، بإضافة الفوسفور مع عملية الزراعة، مع تقسيم الجرعة النيتروجينية المُقررة على ثلاث دُفعات طبقًا للتوصيات الواردة في هذا الشأن.
أوصى بتقسيم جرعات التسميد النيتروجيني على ثلاث دُفعات لتكون على النحو التالي:
- 15 كجم مع عملية الزراعة “خمس الكمية المُقررة”
- 30 كجم مع رية المُحاياه “40% من إجمالي الكمية المُقررة”
- 30 كجم مع تنفيذ الرية التالية “40% من إجمالي الكمية المُقررة”
نصح “عبد العليم” مُزارعي القمح بضرورة إجراء عمليات التسميد النيتروجيني في ذات توقيت تطبيق مُعاملات الري “المياه على رأس الغيط وقت التنفيذ”، لضمان تحقيق أقصى استفادة مُمكنة، وتقليل نسبة خسارة هذا العنصر، الناجمة عن سهولة تطايره بـ”البخر والحرارة”.
موضوعات قد تهمك
محاصيل الخضر.. “9” اشتراطات لنجاح الزراعة بالأراضي الصحراوية
المبيدات الزراعية.. خطوات تطبيق برامج “المُكافحة المُتكاملة” ضد الآفات والأمراض
المُقننات السمادية المُقررة للأراضي الجديدة
واصل الدكتور مسعد عبد العليم تقديم نصائحه الفنية الخاصة بـ”زراعة القمح”، لافتًا إلى ضرورة مُضاعفة المُقننات السمادية المُقدمة لـ”الأراضي الجديدة”، لتعويض النقص في عناصرها الغذائية، ولإمداد النبات باحتياجاته بالقدر الذي يسمح بإتمام مراحل نموه بشكل سليم.
وقدر كمية الفوسفور التي تتطلبها زراعة القمح بـ”الأراضي الجديدة” بـ200 كجم فوسفور، و100 كجم نيتروجين، لضمان توفير القدر الملائم لاحتياجات النبات، على مدار الموسم الزراعي، ولتحقيق أفضل النتائج المرجوة للمُزارعين.
طُرق تنفيذ مُعاملات التسميد بـ”الأراضي الجديدة الجيرية”
أكد أستاذ معهد المحاصيل الحقلية على إمكانية تنفيذ مُعاملات التسميد بذات الطريقة المُتبعة بـ”الأراضي القديمة”، مُفضلًا “سياسة الغمر” حال كون التربة من “النوع الجيري” الذي يحتفظ بالمياه لأطول فترة مُمكنة.
وتختلف طريقة إضافة السماد النيتروجيني إذا ما كانت طريقة الري المُتبعة بالأرض الجديدة وفق تقنيات “الرش”، وفي هذه الحالة لا يتم إضافة المُقننات الموصوفة إلا بعد حدوث الإنبات، على أن تُقدم الجرعة السمادية على 6 أو 7 دُفعات “مخلوطة مع مياه الري”.
توصيات عامة
أوصى الدكتور مسعد عبد العليم بضرورة إضافة الأسمدة المُقررة قبل الوصول لمرحلة “طرد السنابل”، مؤكدًا عدم جدوى إي إضافات بعد هذا التوقيت، نظرًا لعدم تأثيرها على حجم الإنبات والتفريع والإنتاج الذي يحدث في المراحل التالية.
وفسر مغزى هذه النقطة بأن النبات يحتاج لكافة العناصر الغذائية في توقيت ما قبل طرد السنابل، لتخزينه والاستعانة به في إتمام باقي مراحل النمو التالية، مع عدم استقباله أي مُغذيات إضافية بعد هذا التوقيت، ما يعني هدرًا اقتصاديًا أكيدًا لأي مُعاملات تسميدية تُنفذ بعد تخطي هذه المرحلة.
إقرأ أيضًا
محصول القمح.. جدول حساب الاحتياجات الآزوتية وأبرز توصيات وأخطاء “الري والتسميد”
التسميد النيتروجيني.. أضراره على المحاصيل الزراعية ومزايا تقنيات التسميد بـ”الرش”
لا يفوتك