زراعة القمح يعتمد نجاحها على سلالات وهُجن قوية، تتغلب على إشكاليات التغيرات المناخية، والتباين الشديد في درجات الحرارة صيفًا وشتاءً، وهو الأمر الذي أولته المراكز البحثية التابعة لوزارة الزراعة كامل اهتمامها، لتحقيق أهداف الدولة وخططها الطموحة، بالوصول للحدود الآمنة من الاكتفاء الذاتي، وبخاصة بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة هيام سيد أحمد محجوب – الأستاذ بمعهد المحاصيل الحقلية – ملف الاستعداد لموسم زراعة القمح بالشرح والتحليل، مُسلطة الضوء على أهم حجم الجهود المبذولة والإنجازات التي تم تحقيقها في هذا الشأن.
زراعة القمح.. جهود المراكز البحثية في هذا الملف
في البداية عبرت الدكتورة هيام السيد عن سعادتها بالجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية فيما يخص زراعة القمح، مؤكدةً على وجود طفرة كبيرة في هذا الملف، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي استشرفت ضرورة الاعتماد على سواعدنا لتوفير وحماية الأمن الغذائي القومي.
وأكدت أن هذا التحرك الدؤوب من قِبل القيادة السياسية ومن خلفها كافة الجهات المعنية بملف زراعة القمح، أدت لظهور مشروعات قومية عملاقة، أتت ثمارها في وقت قياسي، بالرغم من الظروف العالمية والاقتصادية المُعاكسة، التي زعزعت استقرار بعض الدول من حولنا.
وأوضحت أن النظرة المُلهمة والرؤية الاستشرافية للرئيس عبد الفتاح السيسي، دعمت طموحات الباحثين، وأتاحت مساحة كبيرة وبارقة أمل حقيقية، لتحقق طموحاتهم بالوصول للاكتفاء الذاتي من القمح خلال الفترة القادمة، بعد حزمة المشروعات القومية التي تم إطلاقها وتنفيذها تباعًا، ومنها الصوامع المعدنية، والتوسعات الأفقية في زراعة الذهب الأصفر، عبر مشروع الـ1.5 مليون فدان.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. حافز التوريد الإضافي وأحدث القرارات الخاصة بـ”الكارت الذكي”
محصول البنجر.. 4 شروط لنجاح الزراعات المتأخرة بالأراضي مرتفعة الملوحة
رسائل طمأنة وآمال وطموحات مختلفة
عبرت أستاذ معهد المحاصيل الحقلية عن سعادتها البالغة بجسر الثقة المتبادل بين الدولة وأبنائها المُزارعين، والتي تجلت في الاهتمام غير المسبوق من قِبل كافة الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الزراعة، بتذليل كافة العقبات أمام توفير جميع احتياجات ومستلزمات زراعة القمح.
وكشفت “السيد” عن توزيع منافذ وزارة الزراعة ومديرتها وإدارات الإرشاد قرابة 90% من حجم التقاوي التي تم طرحها للمُزارعين، ما يدل على نجاح استراتيجية وزارة الزراعة، في تشجيع المُزارعين على التوسع في زراعة القمح، بوصفه أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي والحفاظ على الأمن الغذائي.
ولفتت إلى استمرار الحملة القومية لزراعة القمح، والتي حققت طفرة غير مسبوقة، نجحت من خلالها بتوفير حقل إرشادي بكل قرية، على مستوى جميع محافظات الجمهورية، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في تاريخ الزراعة المصرية.
التغيرات المناخية وخريطة إنتاج الهجن الجديدة
أكدت الدكتورة هيام السيد على القاعدة العامة التي تُرسخ لكون النبات مجرد نتيجة للبيئة التي ينشأ فيها، أو كما يقول المثل الدارج “النبات ابن بيئته”، مُشيرةً إلى أن التغيرات المناخية الحادة أثرت بالتبعية على النبات، ما دعا المراكز البحثية للتفكير في بدائل واستراتيجيات جديدة، تتوائم مع هذه التحديات التي باتت أمرًا واقعًا لابد من التعامل معه بشكل علمي للوصول لأفضل النتائج المُتاحة.
وأوضحت أن التغيرات المناخية فرضت تدعيم الجهود البحثية صوب إنتاج هُجن وأصناف جديدة، تتحمل هذه الانحرافات الحادة في درجات الحرارة صعودًا وهبوطًا، مؤكدًا أنهم قطعوا شوطًا كبيرًا في هذا الطريق، عبر إنتاج مجموعة من السلالات التي تتحمل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والملوحة.
ولفتت إلى أن برامج إنتاج تقاوي القمح والسلالات الجديدة لا تتوقف، حيث تسعى لتطوير ما لديها بشكل دوري، عبر تحسين الخواص والصفات الوراثية، للحصول على هُجن عالية الإنتاجية، بالإضافة لارتفاع درجة مُقاومتها للظروف البيئية المُعاكسة مثل الارتفاع أو الانخفاض الشديد في حرارة الجو، بالإضافة لتجاوز نسب مُلوحة المياه والتربة للحدود المسموحة.
إقرأ أيضًَا
تسميد القمح.. أفضل برنامج لمُضاعفة الإنتاجية بنسبة 30% وأهم العناصر لكل مرحلة
الصقيع.. أفضل برنامج تسميدي للتغلب على أضراره وتخطي مشاكل “المعاومة”
لا يفوتك