زراعة القطن لها مميزات مُختلفة عما عداها من المحاصيل الأخرى، وفي مُقدمتها ما يخص قدرتها على تحمل ارتفاع درجات الحرارة، نظرًا لكونها من الحاصلات الاستوائية بالأساس، لكن رغم ذلك تحتاج لاتباع بعض التوصيات الفنية، للتغلب على الانحرافات الحادة، الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي قد تضر بالنبات في بعض مراحله العمرية، وتؤثر سلبًا بالتبعية على حجم الإنتاجية المُتوقعة، ما يستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين في هذا الشأن.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور جابر محمد – أستاذ متفرغ بمعهد بحوث القطن، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة محصول القطن بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها خلال ارتفاع درجات الحرارة، لحمايتها من الآثار المُترتبة على التغيرات المُناخية.
زراعة القطن.. مزايا خاصة وتفوق نسبي
في البداية أكد الدكتور جابر محمد على المزايا الخاصة، التي تدفع قطاع عريض لـ”زراعة القطن”، وفي مُقدمها تفوقه النسبي عن باقي المحاصيل، فيما يخص تحمل ارتفاع درجات الحرارة، وهو الأمر الذي يُعول عليه، لتحقيق أفضل النتائج الاقتصادية المُمكنة.
وأوضح أن التغيرات والانحرافات المُناخية الحادة، الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تُعاني منها أغلب دول العالم ومن بينها مصر بالطبع، دعت لاتخاذ بعض التدابير الوقائية، وزراعة القطن وفقًا لاشتراطات وتوصيات فنية مُحددة، لتلافي إمكانية تضرر الذهب الأبيض وتراجع مُعدلات إنتاجيته عن الحدود المأمولة.
موضوعات ذات صلة:
محصول القطن.. 8 مزايا اقتصادية لصنف “جيزة 97” وركائز خطة تعميمه
دودة الحشد الخريفية.. 4 خطوات للتخلص منها بدون مبيدات
أبرز “6” توصيات فنية لـ”زراعة القطن”
وقدم الدكتور جابر محمد روشتة التوصيات الفنية الخاصة بـ”زراعة القطن”، خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، والتي يُمكن حصرها في النقاط التالية:
1. تقصير فترات الري
أوصى أستاذ معهد بحوث القطن بتقليل فترات تنفيذ مُعاملات الري، خلال مرحلة التزهير، لتكون كل 12 أو 15 يومًا، لتلافي المشاكل المُترتبة على تطويل فترة الري، والتي تؤدي للإصابة بـ”العطش” وسقوط اللوز، في تلك المرحلة العمرية الهامة للنبات والمحصول.
وشدد على خطورة تنفيذ معاملات الري خلال فترة الظهيرة، التي تكون تصل فيها الحرارة لأعلى مُعدلاتها، مع الالتزام بإجرائها إما في الصباح الباكر، أو قبل غروب الشمس، لتلافي الآثار السلبية الناجمة عن إهمال هذه التوصيات.
2. الأحماض الأمينية
طالب الدكتور جابر محمد بضرورة الاهتمام برش الأحماض الأمينية المُوصى بها، والتي تحمي موسم زراعة القطن، من تبعات ارتفاع درجات الحرارة عن مُعدلاتها الطبيعية، وبالأخص مادة البرولين، وذلك بمعدل 0.5 لتر للفدان الواحد.
إقرأ أيضًا:
الذرة الرفيعة.. أخطر 6 آفات تُهدد المحصول وطرق مكافحة العصافير والغربان
محصول الفراولة.. “60 ألف جنيه للفدان” شروط الحصول على دعم البنك الزراعي
3. سترات البوتاسيوم
تابع أستاذ معهد بحوث زراعة القطن شرحه لأهم التوصيات الواجب، لتقليل حدة التأثيرات السلبية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، لافتًا إلى ضرورة الاهتمام بإضافة مادة سترات البوتاسيوم، بمُعدل 0.5 لتر للفدان الواحد، لدورها الفاعل في الحد من الأضرار الواقعة على النبات.
4. علاج ظاهرة “الهياج الخضري”
سلط الدكتور جابر محمد الضوء على أهمية استخدام “البوتاسين F”، بوصفه الحل السحري لظاهرة “الهياج الخضري”، والتي تتجلى وتزداد حدتها خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة لكونها الخيار الأمثل لعلاج الممارسات الخاطئة أو زيادة الكثافة النباتية.
شاهد:
5. نقاوة النباتات الغريبة والحشائش
أكد “محمد” على ضرورة التخلص الفوري من النباتات الغريبة والشاردة التي تظهر في الحقل أثناء زراعة القطن، نظرًا لتأثيراتها المُباشرة على انخفاض درجة جودة المحصول، والتي يترتب عليها بالتبعية انخفاضًا مُماثلًا على المقابل المادي الذي سيتحصل عليه المُزارع عند التوريد.
6. المتابعة الدورية للحقل
أوضح الدكتور جابر محمد على الفائدة المُباشرة التي تعود على المُزارع، جراء قيامه بالمُتابعة والفحص الدورية للنباتات، والتي تُسهم في الاكتشاف المُبكر لوجود أي إصابات حشرية، وإتمام عمليات المُكافحة في التوقيت المُناسب قبل استفحال وانتشار العدوى بغالبية المحصول.