زراعة الفراولة تحتاج للمرور بعدة مراحل، ولكل منها شروط وتوصيات خاصة، يُفترض الالتزام بها للوصول لأفضل النتائج المُتوقعة منها بنهاية الموسم، ما يستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، لإلقاء الضوء على أهم الخطوات التي يمُكن القيام بها، وأبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المُزارعين، وسُبل تلافيها وعلاج آثارها السلبية على التربة والمحصول.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عارف منصور – الباحث رئيس بحوث أمراض الفراولة بمعهد بحوث أمراض النبات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة الفراولة، لتوضيح أفضل الطرق والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها، لتحقيق أفضل النتائج وحصاد محصول جيد.
الهدف من زراعة الفراولة
في البداية أكد الدكتور عارف منصور على أهمية تحديد الهدف من زراعة الفراولة، وهي النقطة الفاصلة، التي يترتب عليها حجم العوائد الاقتصادية المُتوقعة، موضحًا أن الوقوف على هذا الأمر، يوفر مبالغ مالية طائلة على المُزارعين.
وأوضح أن أهم مزايا زراعة الفراولة بتقنية “الشتل” عن طريق المُزارع نفسه، يضمن نسبة نقاء الأصول، وخلوها من أي إصابات مرضية، تؤثر سلبًا على النبات بعد الانتقال إلى تربة الأرض المُستديمة، بما يؤدي لخسائر اقتصادية على محصول الموسم بالكامل.
وشدد على أن أهم مرحلة في عملية زراعة الفروالة هي العود والشتلات، لافتًا إلى أن أهم توصية يتم توجيهها في هذا الشأن، هي اعتماد المُزارع على نفسه بزراعة المشتل الأساسي، ما يوفر له قدرًا كبيرًا من الطمأنينة، تجاه معايير الجودة ودرجة النقاء المطلوبة.
زراعة الفراولة.. وأنواع الشتلات
لفت الدكتور عارف منصور إلى أن تحديد الهدف من زراعة الفراولة، يتوقف عليه عدة أمور في مُقدمتها تحديد الأصناف والشتلات التي سيتم الاعتماد عليها، موضحًا أنها تختلف باختلاف الهدف من زراعتها، فهناك سلالات وهُجن خاصة بالتصدير، وأخرى مُخصصة للتجميد، وثالثة للتصنيع، والأمر عينه بالنسبة للسوق المحلي، الذي يختص فيه المُستهلك المصري بذوق خاص.
زراعة الفراولة.. أهم الشروط الواجب توافرها في المشتل
أكد الدكتور عارف منصور على ضرورة توافر بعض الشروط عند الشروع في زراعة الفراولة أو المشتل، والذي شبهه بـ”غرفة العناية المُركزة” أو “حضانة الأطفال حديثي الولادة”، نظرًا لحجم الاهتمام والرعاية الفائقة التي يتطلبها، والتي حصرها في النقاط التالية:
1. الأرض التي سيتم فيها الزراعة:
أوضح “منصور” أن هذه المرحلة تتطلب توافر بعض الشروط، وفي مُقدمتها:
أ. أن تكون تربتها خفيفة
ب. خالية تمامًا من الملوحة
ت. أن تكون خالية من كافة المُسببات المرضية وفي مُقدمتها النيموتادا
2. نوع شتلات الفراولة
شدد الدكتور عارف منصور على حتمية انتقاء شتلات الفراولة التي ستتم زراعتها داخل المشتل، موصيًا باستخدام أصناف عالية النقاوة، مع التأكد من مصدرها سواء كان معامل أو شركات مُعتمدة.
وأوصى رئيس بحوث أمراض الفراولة على ضرورة أن تكون الشتلات المُستخدمة في زراعة الفراولة نتاج زراعة أنسجة جيل أول، مع التأكد من درجة نقائها وخلوها من المُسببات المرضية، نظرًا لأنها ستكون العامل الفاصل في حجم الحصاد المُتوقع ونتيجة مجهود الموسم بالكامل.
موضوعات قد تهمك:
تربية النعام.. “بالأرقام” كيف تربح 200 ألف جنيه في عام واحد؟
3. تعقيم التربة
أوضح الدكتور عارف منصور أن هذا الإجراء واحد من البدائل التي يتم اللجوء إليها، عوضًا عن اتباع نُظم الدورة الزراعية، نظرًا لصعوبة تطبيق ذلك الأمر، بالنسبة لقطاع عريض من المُزارعين، نظرًا لمحدودية المساحة المُتاحة لديهم، ما يدفعهم لتعقيم الرُقعة المُخصصة للمشتل، باستخدام بعض المُعقمات والمواد المُصرح بها، والتي تجعل التُربة “بكرًا”، وخالية من المُسببات المرضية، تمهيدًا لزراعة الشتلات فيها.
4. مصدر المياه
أكد “منصور” على ضرورة التأكد من مصدر المياه التي يتم الاعتماد عليها واستخدامها في معاملات ري وزراعة الفراولة، مُفسرًا هذا الأمر بأنه يعود لخطورة الملوحة على الشتلات، وبما أن مصادر الملوحة تعود لسببين مُحددين هما “الأرض، المياه”، فلهذا يتوجب على المُزارع اختبارها وتحليل عينه منها، لضمان تماشيها مع التوصيات الواردة بهذا الشأن.
5. التأكد من عدم ارتفاع نسب العناصر المعدنية
شدد رئيس بحوث أمراض الفراولة على ضرورة إجراء اختبار لتحليل عينات مياه الري، للتأكد من نسب العناصر المعدنية فيها، لافتًا إلى أن زيادة أي عنصر عن النسب المُتزنة والمسموحة، يترتب عليه ارتفاع نسبة السُمية، ما يؤثر بالسلب على المحصول والتربة على حد سواء.
إقرأ أيضًا:
محصول فول الصويا.. مُعاملات ما قبل الزراعة “من الألف إلى الياء”
التسمم بالزرنيخ.. علامات ودرجات الإصابة والعلاج والصفات التشريحية
6. معاملات التسميد وأبرز الأخطاء الشائعة فيها
أوصى “منصور” بالالتزام بالمُقررات السمادية، والحفاظ على درجة التوازن المطلوبة بينها، موضحًا أن أي زيادة في أحد مكونات التسميد، يؤثر بالسلب على نمو النبات وزراعة الفراولة، على عكس الاعتقاد الشائع لدى بعض المُزارعين، بأن زيادة الجرعات تؤدي لزيادة مُقابلة في الإنتاجية.
ونصح بزيادة جرعات المياه المُستخدمة في معاملات الري، حال الوقوع في هذا الخطأ الشائع، لغسل التربة والتخفيف من حدة الأضرار المُتوقعة، وإحداث التوازن المطلوب، مُشددًا على أن تخطي وزيادة المُقنن المائي هنا مشروطة، كإجراء علاجي، وغير مُتاحة بالنسبة للمُزارعين الذين نفذوا معاملات التسميد على وجهها الصحيح.
7. زراعة الفراولة.. المسافات المثلى
أكد الدكتور عرفات منصور، على أهمية الالتزام بمسافات الزراعة المثلى بين شتلات الفراولة، موضحًا أن النمط الأفضل يكون في حدود الـ1.5*1.5 متر، لافتًا لأهمية تحديد الهدف من زراعة المشتل، قبل الشروع في هذه العمليات، نظرًا لما يترتب عليها من تغيير في الاستراتيجيات والتقنيات المُستخدمة، على مدار الموسم.
وأوضح أن هناك فارق بين زراعة الفراولة “الفريش”، وتلك التي يطلق عليها اصطلاحًا “الشتلة المبردة” أو “الفريجو”، فالأولى يتم تقليعها وزراعتها في نفس الموسم، والذي يبدأ عادة من منتصف أغسطس أو بداية سبتمبر، وحتى منتصف أكتوبر، فيما يتم ترك تقليع شتلات النوع الأخير في شهر يناير، ما يُتيح فترة زمنية أكبر للرعاية والتربية، قبل حفظها داخل الثلاجات، لفترة زمنية تمتد لقرابة الـ9 أشهر، لزراعتها في الموسم التالي.
8. إعداد برنامج الزراعة
نبه الدكتور عرفات منصور على التعامل بحرص مع شتلات الفراولة، والتي تكون “حساسة” جدا خلال هذه الفترة العمرية المُبكرة، واضعًا عدة شروط ينبغي على المُزارع الالتزام بها:
– الالتزام بالمُقننات ونسب التسميد الموصى بها وعدم تجاوزها بأي حال من الأحوال
– تنفيذ برامج المكافحة بانضباط ودون إفراط
– تنفيذ معاملات الري وفقًا للقواعد المُنظمة، على ألا يقوم المُزارع بتغريق التربة أو تعطيشها
– تطهير الشتلة قبل الزراعة
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: