زراعة الخضر داخل المشتل تحتاج لاتباع قواعد وتوصيات دقيقة وصارمة، للوصول للنتائج المثلى المأمولة على صعيد حجم الحصاد والعوائد الاقتصادية المتوقعة بحلول نهاية الموسم، وهي المسألة التي تطرق إليها الدكتور رمضان عرفة، الباحث بمعهد بحوث أمراض النباتات بمركز البحوث الزراعية، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج المرشد الزراعي، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أهمية اختيار البذور والعناية بالمشتل
أكد الدكتور رمضان عرفة، أن المشتل هو المرحلة الأولى والحاسمة في زراعة الخضر، حيث تبدأ عملية الزراعة بالبذور التي تمثل استثمارًا مكلفًا للمزارعين.
وأوضح أن أسعار البذور مرتفعة للغاية، فعلى سبيل المثال، تصل تكلفة بذرة الطماطم إلى 2 جنيه، بينما تصل تكلفة بذور الأصناف السلكية إلى 4 جنيهات، أما بذور الخيار فقد تتراوح بين 6 و7 جنيهات، ما يعني أن تكلفة زراعة فدان واحد قد تصل إلى مبالغ كبيرة، نظرًا لحاجة الفدان إلى ما بين 5000 و6000 بذرة.
اختيار الصنف المناسب وجودة البذور
شدد الباحث على أهمية اختيار الصنف المناسب من مصادر موثوقة، حيث أن زراعة أصناف غير معتمدة قد تؤدي إلى مشكلات عديدة، مثل ضعف الإنبات وزيادة فرص الإصابة بالأمراض.
وأوضح أن اختيار صنف غير موصى به يترتب عليه معاناة المزارع طوال الموسم، مما يؤثر على الإنتاجية والجودة النهائية للمحصول.
تحضير التربة داخل المشتل وضبط الخلطة الزراعية
أوضح الدكتور رمضان عرفة أن تجهيز التربة داخل المشتل يلعب دورًا محوريًا في نجاح الزراعة، حيث يجب تحضير خلطة زراعية متوازنة تتضمن مكونات أساسية مثل البتموس والفيرموكلايت، مع إضافة 300 جرام من العناصر الكبرى مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى 50 إلى 100 جرام من العناصر الصغرى و50 جرامًا من المبيدات الفطرية.
وشدد على أهمية خلط هذه المكونات جيدًا مع المياه لضمان توزيع متجانس للعناصر الغذائية، مؤكدًا أن إغفال إضافة المبيدات الفطرية قد يؤدي إلى ضعف الإنبات بسبب الأمراض التي قد تكون موجودة في المياه أو التربة.
ضبط عملية الزراعة والتغطية السليمة للبذور
أشار الباحث إلى ضرورة اتباع تقنيات زراعة دقيقة أثناء وضع البذور في الصواني، حيث يجب مراعاة العمق المناسب لكل نوع من المحاصيل، إذ أن الزراعة العميقة قد تعيق الإنبات، بينما قد تؤدي الزراعة السطحية إلى عدم استقرار الشتلات.
وأوضح أن لكل محصول ظروف زراعة خاصة به، حيث تختلف صواني زراعة الطماطم والباذنجان عن تلك المستخدمة في زراعة القرعيات مثل الخيار والبطيخ، مؤكدًا أن استخدام الصواني المناسبة يساعد في تحقيق إنبات بنسبة 100%.
أهمية الري والمتابعة الدقيقة للشتلات
لفت الدكتور رمضان عرفة إلى أن الري يلعب دورًا حاسمًا في نجاح مرحلة المشتل، حيث يجب أن يتم الري بحساب دقيق لتجنب ضعف الشتلات.
وأوضح أن زيادة معدلات الري في زراعة الخضر قد تؤدي إلى استطالة الشتلات بشكل مفرط، مما يجعلها هشة وضعيفة عند النقل إلى الأرض المستديمة.
وأشار «عرفة» إلى أن إضافة الفوسفور إلى التربة يساعد في تقوية الشتلات ومنع استطالتها المفرطة، مما يضمن نقلًا ناجحًا إلى الأرض الدائمة.
تجهيز المشتل وفق المعايير الصحيحة
سلط الباحث الضوء على أهمية تجهيز المشتل وفق معايير دقيقة تضمن بيئة مناسبة لنمو الشتلات، مشيرًا إلى ضرورة وجود مخزن مستقل للبتموس والمبيدات الزراعية، بالإضافة إلى مصدر مياه نظيف وخالٍ من التلوث لضمان صحة الشتلات.
وأكد الباحث بقسم أمراض النباتات أن الاعتماد على مياه الصرف أو المياه غير النقية في زراعة الخضر قد يؤدي إلى انتشار الأمراض، مما يهدد نجاح الزراعة بأكمله.
أهمية العمالة المدربة في المشتل
اختتم الدكتور رمضان عرفة حديثه بالتأكيد على أهمية وجود عمالة مدربة لـ«زراعة الخضر» داخل المشاتل، حيث أن الأخطاء البشرية مثل الزراعة غير الصحيحة أو التغطية غير السليمة للبذور قد تؤدي إلى خسائر كبيرة.
وأوضح أن تدريب العمالة على الأساليب الحديثة في زراعة الخضر، يساعد في تقليل نسبة الأخطاء، مما يضمن الحصول على شتلات قوية وصحية عند نقلها إلى الأرض المستديمة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
أهم المشاكل التى تواجه زراعة الخضر
موضوعات ذات صلة..
15 نصيحة لمربى ومنتجى الثروة الحيوانية والداجنة لمواجهة الارتفاعات فى درجات حرارة الجو
كسب المورينجا.. استخداماته وفوائده لمشروعات الإنتاج الحيواني والألبان