زراعة الحوائط وتشجير الأسطح عادة وثقافة كانت سائدة حتى وقت قريب، وهو الأمر الذي أضفى بُعدًا جماليًا وبيئيًا على المساكن حتى لو كانت داخل الكتل السكنية والمناطق الشعبية، قبل أن تتراجع تلك العادة لعدة أسباب ليس المجال مُناسبًا لشرحها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور طارق أبو الدهب – أستاذ نباتات الزينة بكلية الزراعة جامعة القاهرة – عن زراعة الحوائط وتشجير الأسطح بشكل مُبسط، للتعريف بها وبأهميتها وتوضيح عوائدها الاقتصادية والبيئية والنفسية، علاوة على تفسير علاقتها بترشيد الكهرباء.
“العادة المنسية”.. زراعة الحوائط وتشجير الأسطح
في البداية تحدث الدكتور طارق أبو الدهب عن زراعة الحوائط وتشجير الحوائط بوصفها أحد العادات التي كان مُتعارفًا عليها حتى وقت قريب، ضاربًا المثل بثقافة زراعة نبات اللبلاب، الذي كان يُضفي بُعدًا جماليًا، ميز أغلب أحيائنا السكنية، وهو الأمر الذي افتقدناه إلى حد بعيد في عصرنا الحالي.
وعزا الدكتور طارق أبو الدهب تراجع زراعة الحوائط وتشجير الأسطح إلى تراجع ثقافة التعامل مع النباتات، والتي كانت تلقى اهتمًامًا من الجميع على اختلاف المراحل العمرية، والتي مثلت ركنًا أصيلًا في نشاطهم اليومي.
موضوعات ذات صلة:
الحشرات الأولية والثانوية.. خريطة تواجدها وكيفية إصابتها لمحاصيل الحبوب
وكشف الدكتور طارق أبو الدهب عن العلاقة الوثيقة بين زراعة الحوائط وتشجير الأسطح وترشيد استهلاك الكهرباء، وهو الأمر الذي قد لا يعرفه الكثيرون منا، مؤكدًا أن العودة لهذه الثقافة له العديد من المكاسب الاقتصادية التي تعود على المواطن بالإيجاب.
وأوضح الدكتور طارق أبو الدهب أن زراعة الحوائط وبخاصة واجهات المنازل، يؤدي لخفض درجات الحرارة داخلها، ما ينعكس على عدم حاجتهم لاستخدام الأجهزة الكهربائية مثل المراوح والتكييفات، ما يترتب عليه انخفاض معدلات الاستهلاك، وتقليل التكلفة الشهرية التي يتحملها المواطن.
وفسر أستاذ نباتات الزينة بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، هذا الربط بين زراعة الحوائط وترشيد استهلاك الكهرباء، مُشيرًا إلى أن وجود النباتات الخضراء على واجهات البنايات والمنازل، يعمل كعازل طبيعي يمنع نفاذ درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة إلى الداخل، علاوة على تحويل أشعة الشمس وعكسها للخارج.
زراعة الحوائط والبُعد البيئي
ولفت الدكتور طارق أبو الدهب إلى جانب آخر من المكاسب البيئية الناتجة عن زراعة واجهات المباني، والتي تتمثل في تخليق المزيد من ذرات الأكسجين، والتخلص من الانبعاثات الضارة وغاز ثاني الكربون، والحد من التلوث الناتج من عوادم السيارات والممارسات البشرية الخاطئة.
إقرأ أيضًا:
تخزين محاصيل الحبوب.. أفضل الطرق لوقايتها من الإصابات الحشرية
انتقل الدكتور طارق أبو الدهب إلى نقطة بالغة الأهمية في ملف زراعة وتشجير الأسطح، لافتًا إلى عوائدها البيئية والاقتصادية والصحية، والتي تتمثل في توفير إنتاج زراعي نقي، خالي من الملوثات والمُبيدات، علاوة على تحسين البيئة العامة والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، علاوة على توفير ما يتم إنفاقه للحصول على بعض الثمار والنباتات من الأسواق.
ولفت أبو الدهب إلى إمكانية زراعة العديد من الأصناف فوق أسطح المنازل، مثل الطماطم والخيار والأعشاب والنباتات الخضراء، والتي وفرتها تقنيات الزراعة الحديثة “التقزيم”، ما يتيح سهولة زراعتها في أي مساحة مهما كانت صغيرة، مثل البلكونات والأسطح، مُشيرًا إلى جدواها البيئية والاقتصادية التي تُمكن المواطن العادي، من تدبير بعض احتياجاته اليومية، بشكل صحي وآمن وبسيط.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: