زراعة التمور هي إحدى الموروثات الثقافية للشعوب العربية، بسبب ارتباطها الوثيق ببيئتها الصحراوية والتاريخية بشكل عام، ما جعلها تتصدر اهتماماتهم الزراعية منذ مئات السنين، علاوة على قيمتها الغذائية وفوائدها التي لا تُعد ولا تُحصى، والتي تجعلها وجبة متكاملة لما تحويه من معادن وفيتامينات ومركبات مختلفة، تمنح الجسم كافة احتياجاته اللازمة للنشاط والحيوية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آيه طارق مقدمة برنامج المرشد الزراعي، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزي للنخيل، عن الفوائد الغذائية والاقتصادية من زراعة التمور.
صدارة مصرية عالمية في زراعة التمور
في البداية تحدث جاد الله عن ترتيب مصر بين الدول العربية المنتجة للتمور، مؤكدًا أن العراق كانت تسبقنا في الترتيب وعدد الأشجار، قبل أن تتراجع بسبب الحروب الدائرة على أراضيها، والتي أثرت بالسلب على الاهتمام بهذا المجال.
وأكد مدير المعمل المركزي للنخيل أن مصر تحتل المركز الأول وصدارة ترتيب دول العالم في زراعة التمور، موضحًا أن حجم الإنتاج المصري يُقدر بحوالي 1.8 مليون طن، نتحصل عليه من 15.5 مليون نخلة حاليًا.
تنوع البيئة المصرية وعلاقته بمجال زراعة التمور
وعزى الدكتور عز الدين جاد الله التفوق المصري إلى تعدد البيئات التي حبا بها الله أرض الكنانة، والتي سهلت زراعة كافة أنواعه بمختلف المحافظات.
لا يفوتك.. أضرار ذبابة فاكهة البحر المتوسط وأسس مكافحتها
خريطة إنتاج وزراعة التمور في مصر
قدم مدير المعمل المركزي للنخيل خريطة زراعة وإنتاج التمور على الأراضي المصرية، موضحًا أنه ينتشر بأغلب المحافظات، حيث تجود زراعة النخيل الرطب في محافظات الوجه البحري مثل السماني والزغلول والأمهات والحياني وبنت عيشة وأم الفراخ.
فيما تتميز محافظات مصر الوسطى وعلى رأسها الشرقية والواحات بزراعة أفضل الأنواع وأشهرها مثل السيوي والصعيدي والعامري والعجلاني.
وفي المناطق الجنوبية تنتشر زراعة الأصناف الجافة، التي تحتاج لبيئة ذات درجات حرارة مرتفعة، وأبرزها أسوان والوادي الجديد والخارجة، والتي يجود فيها أنواع السبكوتي البرتموده والبونديرة والشامية والماليكابي.
العائد الاقتصادي من زراعة التمور
كشف جاد الله عن المكاسب الاقتصادية المرتفعة التي حققها نشاط زراعة وإنتاج التمور، مثل البارحي والمندول، والتي يتراوح إنتاج النخلة الواحدة منها ما بين 3 إلى 4 آلاف جنيه، وأوضح أن الفدان قد يستوعب قرابة الـ60 نخلة، ما يعني أن الموسم قد تصل إنتاجيته إذا ما تمت مراعاة كافة الإجراءات الوقائية ما بين 180 إلى 240 ألف جنيه، فيما تصل أرباح الأنواع العادية ما بين 50 إلى 60 ألف جنيه.
ونصح بضرورة وجود التمر على مائدة المصريين وبخاصة في وجبة الإفطار، نظرًا لاحتوائه على العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية مثل الحديد والزنك والمنجينير والبوتاسيوم والفسفور والفلورين الخاص بحماية الأسنان.
إقرأ أيضًا:
زراعة الأنسجة.. أدلة نجاحه وكيفية استغلاله لتحقيق الاكتفاء الغذائي