زراعة الأنسجة واحدة من النقاط المفصلية التي تؤثر سلبًا وإيجابًا” في إنتاج الموز، والذي يمر بعدة مراحل قبل الوصول للحقل، وخلال تلك المرحلة المفصلية الهامة، تحدث بعض الأخطاء التي تؤثر على حجم الإنتاجية، ومستوى جودة المُنتج النهائي، وهي الأخطاء التي يترتب عليها خسائر اقتصادية كبيرة قد لا يتحملها المُزارعين، ما يستدعي تسليط الضوء عليها، والاستماع لرأي الخبراء والمُختصين فيها، لتقديم النصح والإرشاد وتلافي أي كبوات قد تؤثر بالسلب على المحصول.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبدالحميد الشاهد – أخصائي بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة الأنسجة أثناء رحلة إنتاج الموز، وأبرز الأخطاء التي يُمكن الوقوع فيها، وسُبل تلافيها وعلاجها بالشرح والتحليل.
زراعة الأنسجة.. عتاب بسيط لأخصائيي المعامل
في البداية عتب الدكتور عبدالحميد الشاهد على العشوائية الشديدة، والمُسيطرة على المشهد فيما يخص مجال زراعة الأنسجة وإنتاج الموز، ما يؤثر بالسلب على المُنتج النهائي.
وأوضح أن نجاح عملية زراعة وإنتاج الموز تستند على ركيزتين أساسيتين:
1. دراسة المجال والإلمام بكافة جوانبه
2. تنفيذ التوصيات الفنية بالشكل الصحيح
ودعا العاملين في مجال زراعة وإنتاج الموز لمزيد من الاهتمام بهذا الشأن، والاستعانة برأي الخبراء والمتخصصين من أساتذة مركز البحوث الزراعية، لتعظيم الفائدة ومُضاعفة الجودة والإنتاجية.
مراحل زراعة وإنتاج الموز
سلط “الشاهد” الضوء على المراحل التي تمر بها عملية زراعة وإنتاج الموز، والتي قسمها لأربع مراحل أساسية:
1. زراعة الأنسجة
2. الأقلمة
3. المشتل
4. الحقل المفتوح
موضوعات قد تهمك
القطن.. خطة علاج “خلط الأصناف” ومزايا السلالات الـ6 الجديدة
الريحان.. 13 ميزة اقتصادية وصحية لـ”الفرنسي” وأضرار “البلدي” على الأطفال
جفاف حجر القطن.. أسباب الإصابة وأفضل توقيت لرش المبيدات “الحبيبية والسائلة”
مشاكل محصول الموز وعلاقتها بمعامل زراعة الأنسجة
أكد أن المشكلة الأساسية تكمن في المرحلة الأولى الخاصة بـ”معامل زراعة الأنسجة”، والأخيرة المُتعلقة بـ”الحقل المفتوح”، مُشيرًا إلى أنهما يمثلان حلقة الربط المفقودة في منظومة زراعة وإنتاج الموز.
ولفت أخصائي قسم بحوث الفاكهة الاستوائية إلى أن أحكامه ليست مُطلقة فيما يخص معامل زراعة الأنسجة، وإنما هي ملحوظة من واقع خبرته بالمجال، والتي أكدت بما لا يدع مجالًا للشك، على وجود أزمة حقيقية ينبغي الانتباه لها، بالنسبة لهاتين المرحلتين الهامتين، فيما يخص ملف زراعة وإنتاج الموز.
التباينات الجسدية
أوضح أن أبرز المشاكل الخاصة بمرحلة زراعة الأنسجة، هي وجود تباينات جسدية أو “طفرات” – كما اصطلح على تسميتها- والتي تتجلى في المحصول النهائي، بشكل غير مُطابق للمواصفات القياسية المعروفة للنبات، لافتًا إلى أن الحدود المقبولة لهذه الحالات لا تتعدى الـ2%، فيما تتحول إلى خسائر اقتصادية بالنسبة للمُزارعين، حال تجاوزها لحاجز الـ10% في أي حقل.
عدم وجود تماثل بين النباتات
أشار إلى أن ثاني دلائل عدم جودة وأصالة الشتلات، بالنسبة لمرحلة زراعة الأنسجة، تتمثل في عدم وجود التماثل المُنضبط بالنسبة لحجم ووزن “سوباطات الموز” الموجودة في الحقل.
تفاوت معدلات النمو وأبرز النصائح
اختتم عيوب ومشاكل مرحلة زراعة الأنسجة التي يمكن رصدها بالعين المُجردة، بوجود تفاوت ملحوظ في مُعدلات النمو الخاصة بالشتلات، بعد زراعتها بالأرض المُستديمة.
نصح أستاذ معهد بحوث البساتين، جموع العاملين بمعامل زراعة الأنسجة، بالالتزام بالمواد المُعتمدة و”ميرستيمات” التي يتم الحصول عليها من مصادر موثوقة، للوصول لأفضل جودة وأعلى نسبة أصالة مُمكنة.
إقرأ أيضًا
النباتات الطبية والعطرية.. خطوات الزراعة ومراحل وطرق التسويق
تربية الدواجن.. أفضل 5 أنواع مقاومة للحرارة والأمراض ومنافذ توزيعها
النباتات الطبية والعطرية.. فوائدها الاقتصادية وأسباب تفوقها في التصدير
روشتة علاج مشاكل زراعة الأنسجة.. 4 حلول سحرية
قدم الدكتور عبدالحميد الشاهد روشتة علاج المشاكل الخاصة بالمعامل المُتخصصة في زراعة الأنسجة، والتي يؤدي إهمال العمل على حلها وتصحيحها إلى خسائر اقتصادية يتحملها المُزارعين.
وأوضح أن حلول مشاكل مرحلة زراعة الأنسجة ترتكز على أربعة مبادىء ثابتة وهي:
1. انتخاب القمة النامية
شدد “الشاهد” على عدم التهاون في هذا الشق، مؤكدًا أنه يمثل نقطة مفصلية في نجاح عملية الزراعة برمتها، والتي تظهر نتائجها خلال عامين ونصف على أقل تقدير.
وأكد على ضرورة انتخاب القمة النامية، التي سيتم العمل عليها وفق معيار وحيد ألا وهو “جودة السوباطة”، مُشددًا على حتمية نزول المُختص، وزيارة المزارع “صاحبة السمعة الجيدة”، لمعاينة “السوباطات” على أرض الواقع، وذلك بداية من شهر سبتمبر، لانتقاء أفضلها من حيث الشكل والحجم والوزن، لتكون هي أساس عمله داخل المعمل.
وفي هذا الصدد نصح بالاستعانة بـ”الآلة” التي تم إنتاجها بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية ومعهد بحوث البساتين، والتي حصلت على براءة اختراع بوزارة البحث العلمي، نظرًا لقدراتها الكبيرة في التغلب على الإشكاليات التي يواجهها أخصائيي معامل زراعة الأنسجة، أثناء محاولة فصل القمة النامية عن السوباطة، بسبب رفض غالبية المُزارعين لإتمام هذه الخطوة داخل مزارعهم، خوفًا من إتلاف وتدمير المجموع الجذري للنباتات.
2. عدد النقلات
ونصح “الشاهد” في هذه النقطة بعدم تجاوز عدد النقلات من الأصل الذي يتم العمل عليه حدود السبع نقلات، وذلك وفقًا لما أثبتته الأبحاث العلمية، الخاصة بزراعة الأنسجة وملف زراعة وإنتاج الموز، نظرًا للفوارق الكبيرة ما بين البيئة الطبيعية للنبات، وتلك التي يتم تخليقها داخل المعمل، والتي ينتج عنها طفرات وتباينات جسدية “مقبولة” ما بين 1 و2%.
وأوضح أن زيادة النقلات عن الحدود المأمونة “6 نقلات”، يُعزز فُرص زيادة التباينات والطفرات، بما يؤثر على زراعة وإنتاج الموز، ويُهدد بخسائر اقتصادية كبيرة فيما بعد.
3. تركيز منظم النمو في مرحلة التضاعف داخل المعمل
وتمر بثلاث خطوات “بداية، تضاعف، تجدير”، موضحًا أن مرحلة “التضاعف” تستدعي استخدام مُحفزات نمو ومنها هرمون “البنزيل أدنين – benzyl adenine”، للحصول على أفرع، ما يسبب مزيدًا من الضغط على النسيج، ويترتب عليه زيادة التباينات الجسدية.
ونصح بعدم تجاوز النسب المسموحة فيما يخص هرمونات ومُحفزات النمو، والتي لا ينبغي أن تزيد عن ٣ إلى ٤ مليجرام/ لكل لتر بيئة، خلال هذه المرحلة الحساسة بعملية زراعة الأنسجة، والتي تؤثر بشكل مُباشر على جودة المحصول.
4. البراعم العرضية
نصح الدكتور عبدالحميد الشاهد بضرورة التخلص من البراعم العرضية، والتي تُعزز وتضاعف فُرص الطفرات والتباينات الجسدية، التي تُضر بعملية زراعة وإنتاج الموز في نهاية الموسم، ويترتب عليها خسائر كبيرة بالنسبة للمُزارعين.
شاهد