زراعات القمح المتأخرة واحدة من الخيارات غير المستحبة، والتي يرفضها كافة الخبراء والمتخصصين، نظرًا لمشاكلها المتعددة وارتفاع نسبة المخاطر المتوقعة، التي قد تهدد المحصول على مدار الموسم، وغالبًا ما يلجأ لها البعض بسبب وجود محصول آخر في الأرض، ما يحول دون التزامهم بالتوقيتات المثلى المحددة بهذا الصدد.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة إيمان صادق – رئيس بحوث قسم القمح، معهد المحاصيل الحقلية، رئيس الحملة القومية للقمح – ملف عوامل نجاح زراعة القمح بالشرح والتحليل.
زراعات القمح المتأخرة
أسباب ومبررات
في البداية شددت الدكتور إيمان صادق على مدى أهمية الالتزام بالتوقيت الأمثل لزراعة محصول القمح، طبقًا للتوصيات الواردة بهذا الشأن، والتي حددتها المراكز والمعاهد البحثية المتخصصة، وراعت فيها الأبعاد الجغرافية والعوامل المناخية، التي قد تؤثر بالسلب على حجم الإنتاجية المتوقعة، أو تهدد النباتات التي تمت زراعتها بالإصابة بالأمراض.
وبررت “صادق” أسباب التأخر التي قد تحول دون التزام بعض المزارعين بالتوقيتات المثلي لزراعة الغلة، بانشغال الأرض بمحصول آخر، وهي المسألة التي تجبرهم على الانتظار حتى موعد الحصاد، ثم البدء في زراعة محصول القمح.
مزايا اقتصادية وإنتاجية
تطرقت “صادق” إلى فوائد الزراعة على مصاطب كواحدة من الحلول المثلى، التي يتوجب على كافة المزارعين الاعتماد عليها، للخروج بأفضل النتائج الممكنة على كافة الأصعدة، سواء فيما يخص كلفة مدخلات الإنتاج، أو حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول موعد الحصاد.
وأشارت إلى بعض مزايا الزراعة على مصاطب، وفي مقدمتها ترشيد المقننات المائية، بما لا يقل عن 20% من تلك المستخدمة بالطرق التقليدية، بالإضافة لمضاعفة حجم الإنتاجية بما يعادل 20% من إجمالي الإنتاجية المعتادة.
وتابعت شرحها لحجم المكاسب المتوقعة، موضحةً أنها لا تتوقف عند حد توفير المقننات المائية ومضاعفة حجم الإنتاجية المتوقعة فقط، وإنما تمتد لما هو أبعد، بتحقيق وفرًا جديدًا يتجاوز حدود الـ65% من جملة التقاوي المستخدمة، حيث يتم الاكتفاء بزراعة 20 كجم للفدان، مقارنة بـ60 إلى 70 كجم في البدار.
وأكدت أن المصاطب هي الحل الوحيد، والخيار الأمثل لزراعات القمح المتأخرة، لافتةً إلى أنها تعزز سبل وقاية المحصول من الإصابة بظاهرة الرقاد، بسبب هبوب موجة رياح الخماسين، والتي لا تتحملها النباتات في مثل هذه الحالة، حيث تكون “غضة” وضعيفة.
وكشفت أن زراعات القمح المتأخرة التي يتم فيها الاعتماد على طريقة المصاطب، تحول دون إصابة 50% من جملة النباتات المنزرعة بـ”الرقاد”، وهي المسألة التي تعزز من فوائد التوسع في تطبيقها للاستفادة بمزاياها.
زراعات القمح المتأخرة
خيارات التغلب على ارتفاع الكلفة الاقتصادية
أشارت إلى الأسباب التي يسوقها بعض المزراعين، لتبرير عدم تطبيقهم لتقنية الزراعة على مصاطب، والتي تتمحور حول ارتفاع جملة تكلفة العمالة، موضحةً أن هذا التبرير لا يصادفه التوفيق، بالنظر لحجم المكاسب المتوقعة.
ونصحت “صادق” ببعض الحلول، التي قد تتجاوز إشكالية ارتفاع كلفة العمالة، المستخدمة في طريقة الزراعة على مصاطب، موضحةً أنه يمكن إضافة التقاوي بطريقة البدار، على أن يتم إقامة المصاطب بعدها، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الحل، سيتحتم معه باستخدام الـ60 كجم تقاوي المقدرة للفدان.
وعرضت “صادق” لحل آخر يصلح للتطبيق مع زراعات القمح المتأخرة، وفيه قد يتم اللجوء للزراعة بالسطارة، على أن يتم إقامة المصاطب بعدها، للاستفادة من باقي مزايا هذه الطريقة، والوصول لأفضل معدلات الإنتاجية والحصاد.