زراعات القمح المتأخرة تفرض على المزارعين اتخاذ بعض الاحتياطات لتفادي التبعات السلبية، الناجمة عن عدم الالتزام بالتوقيت الأمثل للغلة، وهي المسألة التي يتوجب التوعية بها، والاستماع لنصائح الخبراء والمتخصصين بشأنها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد فهيم – مستشار وزير الزراعة – ملف أفضل التوصيات لـ”زراعات القمح المتأخرة” بالشرح والتحليل.
محصول القمح
سرة الموسم الزراعي
في البداية تحدث الدكتور محمد فهيم عن السنة الزراعية والتي تبدأ من شهر نوفمبر، وهي العادة التي حافظ عليها المزارع المصري منذ فجر التاريخ، واصفًا الفترة بين شهري نوفمبر وديسمبر بأنها تمثل “سرة الموسم الزراعي”.
وأوضح أن هذه الفترة تضم حزمة كبيرة من المحاصيل التي سيتم البدء في زراعتها، علاوة على حاصلات أخرى ستدخل فترة السكون، بالإضافة لعدة محاصيل أخرى تمر بأهم فترات النمو الخاصة بها على مدار الموسم.
وأكد “فهيم” أن الظروف المناخية غير الاعتيادية التي تمر بها المحاصيل الزراعية في هذا التوقيت، تفرض على المزارعين القيام بإجراءات ومعاملات خدمة “غير اعتيادية” على النسق ذاته، لعبور هذه المرحلة الحرجة بأفضل النتائج التي يمكن الوصول إليها.
أفضل التوصيات لـ”زراعات القمح المتأخرة”
قدم مستشار وزير الزراعة عددًا من التوصيات الهامة، لزراعات محصول القمح المتأخرة، سواء التي بدأت خلال العشرة أيام الماضية، أو التي ستبدأ موسمها خلال الأسبوعين المقبلين، بهدف تجاوز تبعات عدم الالتزام بالتوقيت الأمثل لزراعة الغلة.
طريقة الزراعة المثلى
نصح “فهيم” من اتخذوا قرار تأخير زراعة محصول القمح، بالاعتماد على تقنية “الزراعة العفير”، مؤكدًا أن هذا التوقيت غير ملائم للزراعة بالطريقة التقليدية “الحراتي”، التي يفضلها قطاع كبير منهم، مع اتباع التوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن.
فوائد نقع التقاوي في “محلول البوتاسيوم” و”مياه الصرف الزراعي”
شدد على ضرورة “نقع” التقاوي في محلول “نترات البوتاسيوم” لمدة ساعتين، على أن يتم نشعها وتهويتها حتى تجف بشكل كامل، قبل الزراعة بفترة كافية، مع إمكانية استبدال تلك الخطوة بإجراء آخر، حال ارتفاع معدلات “ملوحة التربة”.
ونصح مستشار وزير الزراعة بنقع “التقاوي” في مياه الصرف الزراعي لمدة ساعتين، في حالة ارتفاع معدلات ملوحة التربة عن المستوى المطلوب، مع نشعها وتهويتها حتى تجف بشكل تام، قبل زراعتها سواء بـ”السطارة” أو الطريقة اليدوية التقليدية.
وأكد أن الالتزام بهذه التوصية، يضمن تسريع وتيرة إنبات التقاوي بنسبة 100%، والتي تتسم عادة بالبطء الشديد في زراعات القمح المتأخرة، بسبب عدم الالتزام بالتوقيت الأمثل للزراعة، والتعرض لموجات شديدة من البرودة والصقيع.
وكشف “فهيم” أن انخفاض درجة حرارة التربة، والتي لا تتجاوز الـ10 مئوية، لا تعزز فرص نجاح عملية الإنبات بالنسبة للتقاوي، كواحدة من أبرز أضرار وتداعيات زراعات القمح المتأخرة، ما يحتم الالتزام بتطبيق التوصية السابقة، لتعويض هذا التأخير والوصول لمعدلات الإنبات المطلوبة، لنجاح باقي مراحل النمو المتبقية على مدار الموسم.
زراعات القمح المتأخرة
أفضل الأصناف الموصى بها
نصح “فهيم” بالاعتماد على تقاوي أصناف بعينها، مؤكدًا أن أصناف “مصر 3 و4″ و”سخا 95” و”جيزة 171″، هي الأنسب والأفضل لزراعات القمح المتأخرة، لارتفاع قدرتها على التأقلم وتجاوز سلبيات هذه الفترة.
وأكد أن الزراعة على مصاطب تعد واحدة من أفضل الخيارات المتاحة لزراعات الغلة المتأخرة، موضحًا أنها تعزز قدرة التربة على امتصاص وتخزين حرارة النهار، وحبسها في الأرض خلال ساعات الليل، ما يحول دون انخفاضها عن المستويات الملائمة لزراعة القمح.
موضوعات ذات صلة..
مكافحة حشائش القمح والتوقيت الأمثل لتنفيذ معاملات الرش ودور مطبقي المبيدات
أصداء القمح.. أيهما أخطر الأصفر أم الأسود ولماذا؟ “باحثة تجيب”