ري الأراضي الزراعية يتم وفق خطة علمية مدروسة، تُراعي التغيرات الفسيولوجية للنبات، والتي تتأثر سلبًا وإيجابًا مع التغيرات المناخية، وظاهرة الاحتباس الحراري التي تُعاني منها أغلب دول العالم.
وهو الأمر الذي تناوله أحمد الصغير، الباحث بالمركز القومي للبحوث، للتعريف بسُبل تلافي هذه الإشكالية، وذلك أثناء حلوله ضيفًا على برنامج نهار جديد، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية.
علاقة الري بدرجات الحرارة
أكد الصغير أن هناك علاقة مُعقدة ومُتشابكة بشكل وثيق، ما بين توقيت ري الأراضي الزراعية، وكمية المياه المُستخدمه من جهة، ودرجات الحرارة ونسبة الرطوبة من جهة أخرى.
وشدد على أن عدم اتباع السُبل الصحيحة في ري الأراضي الزراعية، عبر تحري أفضل الأوقات المُناسبة لتنفيذ تلك العملية، علاوة على ترشيد كمية المياه المُستخدمة، في الطرق الحديثة بالرش أو التنقيط، يؤدي لنتائج سلبية تُضر بالتربة والنبات على حد سواء.
ولفت إلى أن زيادة كمية المياه المُستخدمة في ري الأراضي الزراعية، عن الحد المسموح الذي يحتاجه النبات تؤدي لأضرار فسيولوجية كبيرة، وهي نفس النتيحة التي نصل إليها حال تنفيذ تلك العملية أثناء ارتفاع درجات الحرارة، ما يعوق قدرة النبات على امتصاص المياه والعناصر الغذائية التي يحتاجها من التربة لإتمام عملية نموه بشكل سليم وصحي.
ري الأراضي الزراعية بطريقة الغمر يؤدي لنتائج سلبية
وأوضح أن استخدام الطرق القديمة “الغمر” في ري الأراضي الزراعية، يؤدي لزيادة المياه الموجودة عن الحد المسموح، والتي تتأثر بدورها بالتغيرات المناخية، وتذبذب درجات الحرارة ارتفاعًا وانخفاضًا، وتنقل هذه المعاملات إلى التربة، فتؤدي لعدم قدرة الجذور على امتصاص ما تحتاجه من المياه والعناصر اللازمة للنمو.
ودلل على ذلك بالأزمة التي شهدتها بعض المحاصيل مثل الطماطم، التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، نتيجة تأثرها بارتفاع درجات الحرارة عن حدودها الطبيعية.
أسباب تقزُم بعض المحاصيل في فصل الصيف
وفسر هذه الظاهرة بأن النباتات الصيفية مؤهلة للنمو في حدود الـ37 درجة مئوية، فإذا ما تجاوزت هذا الحد، فإنه يتوجب تقليل المياه المستخدمة في ري الأراضي الزراعية، لأنها تنقل الحرارة الزائدة إلى التربة والجذور، ما يجعل النبات يوقف جميع عملياته الفسيولوجية تلقائيًا، ويؤدي لهلاك العديد من العُروات، وهو ما تكرر في النباتات الخُضرية والتي أصابتها حالة “تقزم”.
وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وبخاصة في فترة التزهير تُؤدي لقتل حبوب اللقاح، أي أن “المتوك” المسؤولة عن إطلاق حبوب اللقاح تموت دون أن تحدث عملية العقد اللازمة، وبالتالي تتوقف عن النمو والوصول لحجمها الطبيعي، ليقل إجمالي المُنتج المعروض، وهو ما ينعكس على الأسعار بالتبعية.
شاهد: تطوير اساليب الزراعة لمواجهة التغيرات المناخية وحل مشكلة الغذاء فى العالم
نجحنا في الوصول لمحاصيل يمكنها التغلب على ارتفاع درجات الحرارة
ولفت إلى أن مركز البحوث قام بعدة تجارب في محافظة الشرقية، في سبيل الوصول لبعض المحاصيل التي يمكنها النجاة من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، والتي تكللت بالنجاح وسيتم تطبيقها بدءًا من الصيف المُقبل.
إقرأ أيضًا:
“الزراعة في أسبوع” نشرة الحصاد رقم ٦٩ لأنشطة الوزارة في الفترة من ١٠ وحتى ١٦ ديسمبر الجاري
«القصير» يوضح لـ«مصر الزراعية» دلالات اختيار مصر رئيسا للجنة الزراعة بالاتحاد الإفريقي
وزير قطاع الأعمال لـ«مصر الزراعية»: استعادة أملاك الدولة أتاح رافدًا اقتصاديًا جديدًا
التغيرات المناخية.. أضرارها على الزراعة بالبيئة الصحراوية وسبل العلاج