تعتبر معظم فترة تربية الأرانب خلال أشهر الصيف الحارة والتي تتخطى فيها درجات الحرارة الحدود وتكون مرتفعة مع ارتفاع نسبة الرطوبة وقد لا تستطيع الأرانب احتمالها وبالتالي فإنها تؤثر علي النمو والإنتاج. فعملية الرعاية خصوصا في هذه الفترة من أهم العمليات التي تحتاجها الأرانب.
فمشاكل الأرانب تزيد حيث ارتفاع درجة الحرارة ونقص الأكسجين داخل العنبر وارتفاع نسبة الرطوبة ، فتعتبر الحرارة خاصة المرتفعة في فصل الصيف من أهم العوامل البيئية التى تؤثر على نمو وانتاج الأرانب، فهي من الحيوانات الحساسة جدا لارتفاع درجة الحرارة أعلي من35°م حيث انها لا تستطيع بسهولة التخلص من حرارة الجسم عند ارتفاع حرارة البيئة فتبدأ مجموعة من التنظيمات الفسيولوجية والسلوكية والهرمونية للعمل على الحد من الزيادة في حرارة الجسم وعندما تصل درجة الحرارة المحيطة بالأرانب إلى 35°م تبدأ الأرانب في فقد قدرتها على تنظيم درجة حرارة أجسامها و عند 40-42 °م تصل الأرانب لمرحلة الإجهاد الحراري و تزداد بشدة معدلات النفوق مما يؤدى لخسائر كبيرة.
وتقوم الأرانب ببعض السلوك المختلف للتخلص من الحرارة مثل:
زيادة توارد الدم للأذن واحمرارها وانتصابها للتخلص من الحرارة الزائدة ووضع الجسم عموما حيث يمط الحيوان نفسه مع الاسترخاء التام ليتخلص من الحرارة العالية بواسطة الإشعاع والحمل والتوصيل للبيئة الخارجية )امتداد جسمها( كما أن الحيوان يلهث بشدة لكى يعمل على زيادة الفقد الحرارى من خلال بخر الماء وزيادة معدل التنفس النهجان أي تبخير الماء عن طريق الجهاز التنفسي. وكذلك يقوم الأرانب بتغيير في السلوك الغذائي حيث يقل كمية الغذاء المأكول ويزيد من تناول شرب المياه.
وجد علاقة عكسية بين درجات حرارة البيئة المحيطة وكمية الغذاء المأكول فيقل الغذاء المأكول بنسبة 18% عندما ترتفع درجة الحرارة إلى 30 °م وحيث أنه من المعروف أن الأرانب لها درجة حرارة داخلية ثابتة (حوالي39 °م ) ، لذا يجب الموازنة أو الحفاظ على الاتزان بين الإنتاج الحرارى والفقد الحرارى، وذلك يمكن عن طريق التغيير في النمط الغذائي، أو التحكم في معدل ومستوى الاستهلاك الغذائي ويزداد معدل مياه الشرب. وكذلك يقل سلوكه الإنتاجي مثل خمول الحيوان وخفض جميع العمليات الحيوية له وتختلف الأرانب عن بعضها في قدرتها على تحمل الحرارة المرتفعة وتنخفض الكفاءة التناسلية ويتوقف تكوين الحيوانات المنوية للذكور إذا ارتفعت درجة الحرارة فوق35 °م لمدة 3 ساعات ثم ترجع الى طبيعتها مرة اخرى وتزيد فرص الإصابة بالأمراض وانتشارها مما يزيد من معدلات النفوق.
لذلك يتم تخفيف الإجهاد الحرارى في موسم الصيف بغرض الحصول على أفضل انتاجية للأرانب وأعلي ربح، وذلك بالرعاية الجيدة واتباع أفضل الطرق والوسائل المستخدمة سواء من حيث التغذية والإسكان المناسبين، وتعتبر زيادة الرطوبة من العوامل التي تؤثر على انتاج الأرانب خصوصا إذا ارتفعت درجة الحرارة لأن زيادة الرطوبة مع ارتفاع درجة الحرارة تمثل عبء حرارى على الأرانب وقد تصل الى الاحتباس الحرارى ومنها الى النفوق.
وأيضا يتم عمل احتياطات لتجنب مشاكل الحرارة ونقص الأكسجين ولتجنب اعاقة الإنتاج لأن الأرانب بها غدد عرقيه لا تعمل وليس لها أي طريق لخروج درجة الحرارة من جسدها .
ولذا يفضل عمل الاتي لتجنب مشاكل الحر في العنبر:-
-
اختيار المزرعة لتربية الأرانب
يراعي أن تكون اتجاها بحرى قبلي وذلك لزيادة كمية الهواء فيها وكذلك ضمان توفير حركة الهواء حول الأرانب والتهويه الجيدة ومراعاة زيادة مساحة الشبابيك المفتوحة سواء في الجهات البحرية أو القبلية مع الحرص على عدم تعرض الأرانب للشمس المباشرة أو الهواء المباشر من الخارج.
-
سقف العنبر
يتم عزله باستخدام مواد عازلة للحرارة مثل استخدام المواد الكيماوية أو سعف النخيل أو قش الأرز. يتم دهن سطح العنبر بالجير ليعكس درجة الحرارة أو رش السطح بالمياه في الأوقات الحارة جدا.
-
الشبابيك:
يمكن وضع خيش مبلل علي الشبابيك البحري حتي تعطي هواء رطب للأرانب.
-
الأرضية:
يراعي عدم وجود مياه داخل أرضية العنبر بقدر الإمكان لتقليل درجة الرطوبة وكذا التخلص من الرطوبة الزائدة داخل العنبر (حيث أن الحرارة العالية والرطوبة العالية قد تصل بالحيوان الي احتباس حراري) ومنه الي النفوق. ومراعاة النظافه الجيدة وعدم ترك الذبل في أرضيه العنبر لفتره وذلك لتقليل غاز الآمونيا ولذا يفضل غسيل أرضيه العنبر بأي محلول مطهر.
-
الحوائط :
يتم عمل شفاطات للتخلص من الغازات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون والآمونيا.
-
مواسير و خزانات المياه:
تستخدم مواسير المياه المغطاة أو المعزولة وتكون بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة سواء داخل العنبر أو خارجه وينصح باستخدام المواسير البلاستيكية لقدرتها على العزل الجيد وكذلك تستخدم خزانات المياه المصنوعة من مادة الفيبر جلاس مع حمايتها من أشعة الشمس المباشرة.
-
توفير الماء البارد للشرب:
(حرارته من15-20 °م ) بصفة مستمرة في فصل الصيف (يمكن وضع قطع من الثلج في جرادل المياه)، ويراعي توفير عدد كافي من الحلمات السليمة لسقي الأرانب.
-
كثافة الأرانب داخل العنبر :
يراعي تقليل الكثافة في العنبر الي حوالي 25% من طاقة العنبر، فاذا كانت طاقة العنبر 100 أرنب يقلل الي 75 أرنب.
-
تقديم العلف:
في حالة الإرتفاع الشديد لدرجات الحرارة عن الحرارة المعتادة يتم تقليل العلف المقدمة بنسبة 75% في صورة وجبات وذلك من الساعة 12 ظهرا إلى الساعة 7 مساء ثم يقدم العلف لهم باقي اليوم علف كامل لتعويض فترة الحر.
-
العليقة المقدمة:
يراعي فيها وضع نسب مناسبة من البروتين والأحماض الأمينية التى يتم إضافتها للعلف مثل الليسين والميثونين وكذلك إضافة الفيتامينات والأملاح مثل البريمكس، (أو إضافة الفيتامينات والأملاح للماء) وزيادة كمية الزيوت أو الدهون المضافة للعلف لأنها تعتبر وسيلة هامة من أجل تعويض فقد التغذية بسبب فقدان الشهية في الحرارة المرتفعة.
-
اضافات في مياه الشرب:
إضافة فيتامين سي وكذلك الأسبرين لتقليل لزوجة الدم.
-
تداول الأرانب :
توجد عدة طرق لتداول الأرانب حسب الحجم والحالة للأم. فيراعي عدم مسك الأرنب من أذنيه أو أرجله منعا للأضرار به ، ففي الأرانب الصغيرة تمسك من منطقة الحوض أما الأرانب الكبيرة تمسك من جلد أعلي الكتفين باليد اليمني ويرفع باليد السفلي من أسفل الظهر أو تحمل تحت الإبط ، كما يراعى عدم نقل الأرانب عند الفطام من تحت الأم لأماكنها باليد ولكن يتم الاستعانة بقفص بلاستيك فارغ نظيف للنقل.
-
رعاية الأمهات:
يتم التلقيح باكرا قبل وقت الحر فتفحص الأم قبل التلقيح من الفتحة التناسلية فاذا كانت متورمة قليلا مبتلة وذات لون أحمر يميل للزرقة فيدل علي الرغبة الجنسية وعندها يتم وضعها للذكر.
-
إجراء عملية التلقيح :
يتم التلقيح عن طريق نقل الأنثى للذكر وليس العكس وتترك الأنثى لفترة قليلة لكى يحاول الذكر الوثب عليها فإذا تم ذلك يلاحظ عملية التلقيح بأن يلتصق الذكر بالأنثى للحظة ويميل بالأنثى على جانبه أو على ظهره وقد يصدرمنه صوتا. ومع عدم السيطرة علي العنبر ومراعاة الحرارة والرطوبة به يتوقف التلقيح خلال اشهر الصيف شديدة الحرارة والرطوبة.
إعداد
أ.د. هدي محمد عبدالرءوف شعبان
ود. صفاء عطايا محمد بركات
قسم بحوث تربية الأرانب
معهد بحوث الإنتاج الحيواني
اقرأ أيضا:
الحاصلات الزراعية.. القصير: يستعرض أمام النواب حصاد ملف التصدير
منظومة تسويق القطن حققت أسعار مناسبة للمزارعين
التغيرات المناخية.. القصير يستعرض جهود الدولة لتخفيف آثارها على قطاع الزراعة
تجميع الألبان.. وزير الزراعة: الانتهاء من تطوير وإنشاء 271 مركز
لا يفوتك: الزراعة والتموين تشنان حملات تفتيشية على مصانع اعلاف الدواجن