قدم الإعلامي الدكتور أحمد إبراهيم، نبذة مختصرة استعرض فيها جانبًا من حياة الدكتور أحمد نوار، العميد المؤسس لكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، خلال حلوله ضيفًا على برنامج «الفرسان»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
وتحدث مقدم البرنامج عن خبرات الدكتور أحمد نوار الفنية والثقافية، وإسهاماته الجليلة لهذا القطاع على مدار ستة عقود، علاوة على دوره البكولي كجندي مقاتل وقناص متمرس، والتي مكنته خلال حرب الاستنزاف، من قنص خمسة عشر جندياً إسرائيلياً.
وسلطت الحلقة الضوء على شجاعة أحمد نوار وتفانيه في خدمة وطنه منذ أن كان طالباً، حيث قام بزيارة جميع محافظات مصر سيرًا على الأقدام، مجتازًا مسافة تقدر بسبعة آلاف كيلومتر.
نشأته
استعرض الدكتور نوار نشأته في قرية يوسف بيك الشريف، التابعة لمركز قطور في محافظة الغربية، ويذكر كيف أنه بدأ تعليمه في مدارس حكومية محلية، حتى تحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة حلوان بتفوق.
وسرد «نوار» جزءًا من مشواره الأكاديمي، حيث تم تعيينه معيدًا، ليكافح بتفوق وصولًا لتوليه منصب عميد، ليؤسس كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا.
مناصب
وشغل الدكتور أحمد نوار عدة مناصب بارزة، منها رئاسة قطاع المتاحف والفنون التشكيلية، ورئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة لأكثر من عشرين عامًا.
وتحدث الدكتور أحمد نوار عن اهتمامه بالفنون منذ الصغر، حيث كان لديه ولع خاص ومواهب متنوعة تتعلق بالرسم والأنشطة الثقافية، ليسرد شيئًا من تجربته في مدرسة الشين الابتدائية، وقيادته لجماعة الكشافة، بالإضافة إلى مشاركته في النشاطات المسرحية، لافتًا إلى تأثير البيئة الثقافية والاجتماعية الغنية التي نشأ فيها، والتي ساهمت في تشكيل شخصيته الفنية والأخلاقية.
انتقل الدكتور نوار بعدها للحديث عن تأثير العائلة في نشأته، حيث كان محاطًا بأشخاص متعلمين في بيئة داعمة، بداية من والدته ومرورًا بأشقاؤه وكانوا جميعًا متعلمين، مما ساعد في تعزيز تقديره للفنون.
أهمية الإبداع وبناء الشخصية
تحدث الدكتور أحمد نوار بعدها عن دور الإبداع في تكوين شخصية أصيلة لدى الأفراد، مشيرًا إلى تجاربه في المدرسة التي كانت تضم عددًا محدودًا من الطلاب، حيث كانت اللغة العربية والدين يُدرسَان من قبل شيخ يرتدي الجبة.
ولفت الانتباه إلى الفجوة بين تلك الفترة وواقع التعليم اليوم، موضحًا أن المدارس الوطنية لا توفر نفس الأنشطة أو البيئة التعليمية التي كانت موجودة في السابق.
وأوضح أن نهاية كل أسبوع كان ت مخصصة لعرض الأفلام للطلاب وأسرهم، ما يعكس نموذجًا ثقافيًا فريدًا يربط بين الفرد ومجتمعه، ويشكل وعيه بطريقة ناضجة.
الأنشطة المدرسية وتكوين الهوية
يسترجع المتحدث ذكريات الأنشطة التي كانت تُمارس في المدارس، مثل كرة القدم والسلة، إضافة إلى التربية الفنية والأنشطة الزراعية، معبرًا عن أسفه لأن تلك الأنشطة باتت بمثابة أحلام ماضية.
وأشار إلى تجاربه الشخصية في التعليم الفني والانتقال إلى كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة، مسلطًا الضوء على التميز الأكاديمي للكليات الفنية في هذا التوقيت، معربًا عن فخره بانتمائه إلى هذه المؤسسة.
استكشاف مصر والثقافات المختلفة
يستعرض المتحدث مغامراته كطالب في الستينات، حيث كان ينتمي إلى مجموعة شبابية استكشافية قامت برحلات عبر مصر، مشيرًا إلى أنهم قطعوا آلاف الكيلومترات لاستكشاف العادات والتقاليد المختلفة، وموضحًا أن هذه الرحلات كانت تضمن تفاعلًا مباشرًا مع المجتمعات المحلية، وتجربة حية لا تُقارن بدراسة الكتب.
الذكريات الشخصية والتجارب الميدانية
وتخدث عن ذكرياته عن بعض المناطق نائية التي زارها مثل سيوة، حيث كانت ظروف الحياة بسيطة، مشيرًا إلى أهمية التجربة الشخصية والمعايشة الفعلية للأماكن والناس، ومشددًا على أن المعرفة المكتسبة من خلال الخبرة الحقيقية تفوق تلك التي يتم الحصول عليها من القراءة النظرية.
التكامل بين الوزارات
أكد الدكتور أحمد نوار على أهمية التكامل بين وزارات الدولة، خاصة بين «التعليم» و«الشباب»، بالنظر إلى أهمية الهدف النهائي من هذا التعاون وهو إنتاج إنسان متوازن ومؤهل.
وعبر عن قلقه من تراجع النشاطات التعليمية والبرامج التي كانت تُعقد في السابق، حيث كان يتم تنظيم فعاليات تجمع الشباب من مختلف المناطق، مما يعزز من التبادل الثقافي والاجتماعي بينهم.
أوضح «نوار» أن النظام التعليمي الحالي، مع ارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية، أثر سلبًا على هذا التكامل، مشيرًا إلى اختفاء الأنشطة الفنية مثل الرسم من المدارس، وخاصة المدارس الدولية التي لا تُدرّس اللغة العربية.
الرسم وتشكيل الوعي والطموح
تحدث الدكتور أحمد نوار عن تأثير هذه الأنشطة على الأطفال، مشيرًا إلى واقعة عاصىها بنفسه، حيث ساعد إحدى الفتيات في الحصول على أدوات الرسم، لافتًا إلى أن أولى رسوماتها كانت تعبر بشكل ملحوظ عن طموحاتها، مثل رسم سلم يتجه نحو السماء، مما يُظهر كيف أن الفنون يمكن أن تُشكل وعي الأطفال وتوجههم نحو الإبداع.
الالتحاق بالقوات المسلحة
انتقل الدكتور أحمد نوار للحديث عن مسيرته الشخصية بعد التخرج، حيث عمل في السلك الجامعي قبل الالتحاق بالقوات المسلحة عام 1968، وتطرق إلى الجائزة التي تحصل عليها في إسبانيا، والتي كانت بمثابة تكريم لمصر، والتي حال الوضع العسكري آنذاك دون قدرته على السفر، ما دفعه للانضمام للخدمة العسكرية.
كما أشار إلى موهبته في الرسم التي اكتشفها منذ الصغر، متحدثًا عن تأثير أخيه الأكبر الذي كان يُلهمه بفنونه، وهي النقطة التي تبرز تداخل التعليم والفن في تشكيل الهوية الشخصية والمهنية للفرد.
أول المعارض الفنية
انتقل الدكتور أحمد نوار للحديث عن مسيرته الفنية وأهمية الإلهام والقدوة في مجتمعه مستشهدًا بأول معرض أقيم له عام 1965، حيث تم تقديمه من قبل الفنان الراحل صلاح طهر.
تطرق نوار إلى لوحته الشهيرة “الجيزة”، التي أنجزها بعد حرب 1967، معبرًا من خلالها عن قوة المقاتل المصري، مؤكدًا أن اللوحة عكست قدرته وإرادته، لافتًا إلى أنها حصدت الجائزة الأولى في معرض دولي في إسبانيا.
ابداعات فنية وقت الحرب
تحدث نوار أيضًا عن مشاركته في مشروع تخرجه الذي تضمن لوحة ضخمة تبلغ مساحتها حوالي ثلاثين مترًا، تحمل عنوان “يوم الحساب”، موضحًا أن العمل على اللوحة تزامن مع ظروف الحرب، مما زاد من أهمية الموضوع وعمق التجربة.
تأثير النموذج والقدوة
وفي سياق حديثه عن القدوة، استعرض نوار تأثير الدكتور مجدي وهبي، الذي يعتبره مثالاً على الالتزام والتفاني في خدمة المجتمع، مؤكدًا على أهمية الثقافة والعطاء غير المادي في تعزيز المواهب الفنية لدى الشباب.
مسابقة «أحمد نوار»
وأعلن عبر الحلقة عن مسابقة “جائزة نوار للرسم”، التي تهدف إلى تعزيز فن الرسم لدى الطلاب، مؤكدًا أن العطاء لا يقتصر على الدعم المادي، بل يتضمن تشجيع وإلهام المواهب الشابة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
حلقة خاصة عن الدكتور أحمد نوار