ذبابة الجندي الأسود واحدة من الحلول البديلة التي تم الالتفات إليها، للتغلب على مشكلة ارتفاع أسعار العلائق، والتي طفت على السطح كأحد التداعيات السلبية للحرب “الروسية – الأوكرانية”، التي ألقت بظلالها القاتمة على تكلفة مدخلات مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناولت الدكتورة حنان أحمد – الأستاذ بمعهد الإنتاج الحيواني، رئيس بحوث قسم بحوث استخدام المخلفات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف فوائد ذبابة الجندي الأسود بالشرح والتحليل.
ذبابة الجندي الأسود
تصحيح المفاهيم الخاطئة
في البداية صححت الدكتورة حنان أحمد المعتقدات المغلوطة حول “ذبابة الجندي الأسود”، مؤكدةً أن الاعتماد على هذه الحشرة، لا يمثل أي خطورة على المحاصيل الزراعية أو مزارع الدواجن.
وأوضحت أن ذبابة الجندي الأسود لا تمتلك “فمًا” كبقية الحشرات التقليدية المتعارف عليها، وإنما فتحة صغيرة مخصصة لشرب السوائل ذات الرائحة الجاذبة لها.
وأشارت إلى أنه يمكن جذب تلك الذبابة بواسطة مياه الأسماك أو الماء المحلى بالسكر، أو أي سائل ذي رائحة مميزة، ما يعزز قدرتها على وضع البيض.
وأكدت أستاذ معهد الإنتاج الحيواني أن دورة حياة تلك الذبابة قصيرة جدًا، ولا تتعدى فترة الـ35 يومًا، لافتةً إلى أنها لا تشكل أي ضرر، سواء على مزارع الدواجن، أو أي حاصلات زراعية في محيط انتشارها.
نظم التربية والمكاسب الاقتصادية المتوقعة
أضافت الدكتورة حنان أحمد أن تربية ذبابة الجندي الأسود، تتم داخل وحدات حرارية مخصصة لهذا الغرض، ويمكن الاستعاضة عنها بوحدات تعتمد على توليد الحرارة اللازمة بواسطة لمبات الليد.
ارتفاع نسبة البروتين
كشف “رئيس قسم بحوث استخدام المخلفات” عن حجم المكاسب المتحققة، جراء الاعتماد على تلك الذبابة المذهلة، والتي تعتمد على طحن يرقاتها وتقديمها كعلائق عالية القيمة الغذائية، نظرًا لاحتوائها على نسبة بروتين تتخطى حاجز الـ40%، علاوة على تواجد مقبول لمادة الكايتين.
إجازة أوروبية
أكدت الدكتورة حنان أحمد أن استخدام يرقات ذبابة الجندي الأسود، معترف به ومجاز من قِبل الاتحاد الأوروبي، ويتم الاعتماد عليه في جانب كبير من بلدان القارة العجوز.
التخلص من مخلفات مزارع الدواجن
أضافت أستاذ معهد الإنتاج الحيواني أن استخدام يرقات تلك الذبابة، يخلص مزارع الدواجن من المخلفات بشكل صحي وآمن، ويمثل قيمة مضافة أخرى كنتاج لإعادة تدويرها، واستخدامها كـ”علائق” لقطاع كبير من الطيور التي يتم تربيتها كـ”البط والسمان والأوز والدواجن”.
علاج نهائي لـ”السالمونيلا”
أزاحت الدكتورة حنان أحمد النقاب عن واحدة من أبرز جوانب الاستفادة من تلك الذبابة المذهلة، مؤكدةً أنها تمثل أحد أهم وسائل المكافحة الطبيعية، للقضاء على “السالمونيلا” داخل مزارع الدواجن.
وأوضحت أن تلك الذبابة تقوم بالتغذي على مخلفات وزرق الدواجن، التي تحتوي على “السالمونيلا”، لتقوم بهضمها وكسر دائرة انتشارها داخل المزرعة، ومن ثم تقلص فرص واحتمالات انتشارها بين قطعان الطيور.
وأشارت إلى قدرات تلك الذبابة، والتي تمكنها من هضم السالمونيلا والقضاء عليها بواسطة لعابها، الذي خصه الله بالقضاء على هذا المرض البكتيري الخطير.
استخدامات طبية لعلاج “الغرغرينا”
فجرت الدكتورة حنان أحمد واحدة من المفاجآت المذهلة، حول قدرات ذبابة الجندي الأسود، مؤكدةً أنه تم الاعتماد عليها كعلاج فاعل في حالات “الغرغرينا” التي تصيب مرضى السكر، للحيلولة دون اللجوء لحل بتر الأطراف المصابة، حيث تتغذى تلك الحشرة على الخلايا المصابة فقط، لتقضي عليها تمامًا، دون أي احتمالات بهجومها على الخلايا السليمة.
الموانع الدينية
نفت “رئيس قسم بحوث استخدام المخلفات” وجود أي تعارض ديني أو “حرمانية” محتملة للاعتماد على يرقات تلك الذبابة ونواتجها، مؤكدةً أن المخلفات الحيوانية التي تتغذى عليها الحشرة، مرت بعدة مراحل بداية من الهضم والتحلل وانتهاءًا بطحن يرقاتها.
عوامل تفوق مسحوق اليرقات على فول الصويا
أكدت أن البروتين الموجود في مسحوق طحن يرقات تلك الذبابة، يعادل نظيره الموجود في “فول الصويا”، إن لم يتفوق عليه، ما يضاعف من جدواه الاقتصادية للمربين، ويقلل من قيمة مدخلات الإنتاج، والتي تترجم رقميًا إلى مكاسب وأرباح مجزية.
شاهد..