أكد الدكتور محمد الجارحي، نائب وزير الزراعة الأسبق، أنه كان يشعر بالحزن تجاه بعض الأطباء البيطريين عند توليه رئاسة الهيئة، مشيرًا إلى أن التعيينات كانت تُمنح برواتب زهيدة لا تتجاوز 65 جنيهًا، وهو مبلغ لا يغطي حتى تكاليف المواصلات، موضحًا أنه كان يرفض هذا النهج، وكان دائمًا يشجع الأطباء على تطوير أنفسهم من خلال الحصول على الماجستير والدكتوراه لزيادة دخلهم وتحسين أوضاعهم المهنية، معددًا أسماء بعض الأطباء الذين ساندهم وشجعهم، مثل الدكتور أحمد ياني، الدكتور مصطفى حسين، الدكتور سرير عبد القادر، والدكتور شهيم بيومي، مشيرًا إلى أنهم كانوا مجرد موظفين عاديين في الهيئة لكنه دفعهم للدراسة والتطوير حتى أصبحوا من كبار المتخصصين.
الجارحي يتحدث عن ثقافة الاعتماد على الذات
أوضح الدكتور محمد الجارحي أنه خلال فترات دراسته وإقامته في الخارج، كان يشاهد كيف يعتمد الجميع على أنفسهم في أبسط الأمور، مدللًا على ذلك بمشاهدته لطالبات في المدينة الجامعية يقمن بأعمال النظافة بأنفسهن دون الشعور بالحرج، مؤكدًا أن هذه الثقافة تنمي الاستقلالية وتعزز الإنتاجية، متابعًا أن المجتمع المصري بحاجة إلى تعزيز هذه الثقافة في مختلف المجالات.
مشروع تطوير الإنتاج الغذائي والتصنيع المنزلي
سلط الدكتور محمد الجارحي الضوء على أحد مشروعاته الرائدة التي هدفت إلى تعليم الفلاحين والمزارعين كيفية تصنيع منتجات غذائية داخل منازلهم، مثل الزبادي والجبن، مشيرًا إلى أن إنتاج كيلو لبن واحد يمكن أن يصنع ثماني عبوات زبادي، وهو أمر اقتصادي للغاية مقارنة بأسعار المنتجات الجاهزة، مؤكدًا على أهمية الاستفادة من المخلفات الزراعية وتدويرها، مثل تحويل بقايا المحاصيل إلى أعلاف حيوانية بدلاً من حرقها كما كان يحدث في الماضي.
دور الطبيب البيطري في حماية الصحة العامة
شدد الدكتور محمد الجارحي على الدور الحيوي الذي يلعبه الطبيب البيطري في حماية صحة الإنسان، موضحًا أن 70% من الأمراض المنتقلة بين البشر والحيوانات تنشأ من الحيوان، مدللًا على ذلك بانتشار الأوبئة مثل إنفلونزا الطيور، ومؤكدًا أن علاج هذه الأمراض في مصدرها الحيواني يسهم في حماية الإنسان منها، مشيرًا إلى أن الطبيب البيطري يُلقب بـ”طبيب الإنسانية” نظرًا لدوره في الحفاظ على الصحة العامة.
الصورة النمطية للطبيب البيطري في الدراما
انتقد الدكتور محمد الجارحي الصورة النمطية التي قدمتها الدراما المصرية عن الأطباء البيطريين، موضحًا أنهم كانوا يظهرون بصورة غير لائقة، كما حدث في بعض الأفلام القديمة، مشيرًا إلى أن الأمور تغيرت تدريجيًا في الأعمال الحديثة، مدللًا على ذلك بفيلم “أفريكانو” للفنان أحمد السقا، الذي قدم صورة أكثر إيجابية عن الطبيب البيطري، مشددًا على أن الوعي المجتمعي بدأ يتغير، خاصة مع زيادة الاهتمام بتربية الحيوانات الأليفة وانتشار العيادات البيطرية.
مفهوم الصحة الواحدة والتعاون بين القطاعات المختلفة
أوضح الدكتور محمد الجارحي أن هناك توجهًا عالميًا جديدًا يُعرف بمفهوم “عالم واحد، صحة واحدة”، والذي يهدف إلى تكامل جهود الطب البيطري، والصحة العامة، والبيئة، والزراعة لمواجهة الأمراض المشتركة، مؤكدًا أن هذا النهج كان وراء نجاح مصر في احتواء أزمة إنفلونزا الطيور، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء آنذاك، الدكتور أحمد نظيف، وضمت وزراء الصحة، الزراعة، البيئة، وممثلًا عن الطب البيطري، متابعًا أن هذا التعاون أسهم في السيطرة على الوباء بفعالية.
دور الطبيب البيطري في الرقابة على الأغذية
كشف الدكتور محمد الجارحي عن الدور الرقابي الهام الذي يقوم به الأطباء البيطريون في التفتيش على منافذ بيع اللحوم والمجازر والمطاعم، موضحًا أنهم يمتلكون صلاحيات ضبطية قضائية تخولهم فحص المنتجات الحيوانية والتأكد من سلامتها، مشيرًا إلى أن الأطباء البيطريين يعملون في ظروف صعبة، سواء في الأسواق، أو المزارع، أو المجازر، وأحيانًا في بيئات قاسية، مؤكدًا أن وجودهم ضروري لضمان سلامة الغذاء وحماية المستهلكين من الأمراض المنقولة عبر اللحوم والمنتجات الحيوانية.
الطب البيطري في الدول المتقدمة
أعرب الدكتور محمد الجارحي عن اندهاشه من المكانة التي يحظى بها الطب البيطري في بعض الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة، موضحًا أن الأطباء البيطريين هناك يتقاضون رواتب مرتفعة ويُنظر إليهم باعتبارهم من أهم العناصر في منظومة الصحة العامة، كاشفًا عن تجربته الشخصية عند زيارته الأولى لأمريكا في السبعينات، حيث لاحظ التقدير الكبير الذي يحظى به الأطباء البيطريون مقارنة بما هو عليه الحال في مصر، مشيرًا إلى ضرورة رفع الوعي بأهمية هذه المهنة ودورها الأساسي في المجتمع.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
د.محمد الجارحي: جمعت بين الزراعة والطب البيطري وساهمت في مشروع بدائل الألبان
موضوعات قد تهمك..
الطيور المحمية ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي
الأسمدة الحيوية.. اشتراطات نجاحها وفوائد رش “الطحالب الخضراء” و”سيليكات البوتاسيوم”