٤تُعتبر الفيرمونات مواد كيميائية تُنتجها الكائنات الحية، وتلعب دوراً مهماً في التواصل بين الأفراد من نفس النوع. في السنوات الأخيرة، تم استغلال الفيرمونات بشكل متزايد في مجال المكافحة البيولوجية للآفات، مما يوفر بديلاً آمناً وفعالاً للمبيدات الكيميائية التقليدية. تهدف هذه المقالة إلى استعراض استخدام الفيرمونات كوسيلة لمكافحة الآفات مع التركيز على الفوائد، والآليات، والتطبيقات.
آلية عمل الفيرمونات
تعمل الفيرمونات عن طريق جذب أو تثبيط الحشرات المستهدفة. يتم إنتاج الفيرمونات بشكل أساسي من قبل الإناث لجذب الذكور، ولكن يمكن أيضاً استخدامها للتأثير على سلوكيات أخرى مثل التكاثر والهجرة. عندما يتم إطلاق الفيرمونات في البيئة، تستجيب الحشرات عن طريق تكييف سلوكها وفقاً للمادة الكيميائية الموجودة.
فوائد استخدام الفيرمونات في المكافحة
1. أمان البيئة: استخدام الفيرمونات يقلل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية، مما يقلل من التلوث البيئي وتأثيرات الصحة العامة.
2. استهداف دقيق: الفيرمونات تستهدف آفات معينة دون التأثير على الكائنات المفيدة مثل الحشرات الملقحة.
3. تأخير المقاومة: يساعد استخدام الفيرمونات في تقليل فرصة تطور المقاومة لدى الآفات، مقارنةً بالمبيدات التقليدية.
4. تكلفة فعالة: يمكن أن تكون تكاليف إنتاج وتطبيق الفيرمونات أقل على المدى الطويل، خصوصاً في الزراعة التجارية.
التطبيقات العملية
هناك العديد من التطبيقات العملية لاستخدام الفيرمونات في المكافحة:
1. مصائد الفيرمونات: تُستخدم لجذب الحشرات الضارة إلى مصائد خاصة، مما يساعد في تقليل أعدادها.
2. التحكم في السلوك: يمكن استخدام الفيرمونات لتغيير سلوك التكاثر لدى الحشرات، مثل منع التزاوج من خلال إطلاق فيرمونات تشوش التواصل بين الجنسين.
3. التطبيقات الزراعية: يتم استخدام الفيرمونات في محاصيل معينة لجذب الحشرات المفترسة أو المتنافسة، مما يعزز من استراتيجيات المكافحة المتكاملة.
التحديات والقيود
رغم الفوائد العديدة، تواجه تقنية الفيرمونات بعض التحديات:
1. التحلل السريع: قد تتحلل الفيرمونات بسرعة في البيئة، مما يتطلب إعادة التطبيق بشكل متكرر.
2. التكلفة الأولية: قد تكون تكاليف البحث والتطوير لإنتاج الفيرمونات مرتفعة في البداية.
3. فهم الأنظمة البيئية: يحتاج العلماء لفهم شامل للتفاعلات البيئية وتأثير الفيرمونات على النظام البيئي قبل التطبيق الواسع.
يعتبر استخدام الفيرمونات في مكافحة الآفات خياراً واعداً وآمناً يعزز من استدامة الزراعة ويحسن من صحة البيئة. من خلال الفهم الأفضل لتفاعلات الفيرمونات وتطبيقاتها، يمكن أن يلعب هذا المجال دوراً مهماً في مكافحة الآفات بطريقة فعالة وصديقة للبيئة. مستقبل المكافحة البيولوجية سيعتمد بشكل كبير على الابتكارات في استخدام الفيرمونات وتكاملها مع استراتيجيات المكافحة الأخرى.
معهد بحوث وقاية النباتات وتنفيذ الطرق الآمنة في مكافحة الآفات
قد نظم معهد بحوث وقاية النباتات ورشة عمل بعنوان “الفيرمونات ودورها في المكافحة الآمنة للآفات” بحضور لفيف من قيادات الزراعة المصرية قي الفترة من 27 – 28 أكتوبر 2024م. جاء ذلك في إطار توجيهات السيد المحاسب علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بتنفيذ برامج الإدارة المستدامة للآفات لرفع جودة المحاصيل وحماية البيئة، ورفع وعي العاملين بالمجال الزراعي والمتعاملين مع الآفات الزراعية بالمستجدات الفنية والعلمية للمساهمة في ترشيد استخدام المبيدات وتطبيق سياسات واستراتيجيات المكافحة المتكاملة للآفات، وتعليمات الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية بتطوير التقنيات الزراعية الحديثة في مكافحة الآفات الحشرية وتشجيع المزارعين على تبنيها للحافظ على مواردنا الطبيعية وضمان إنتاج غذاء آمن وصحي.
قد أكد الدكتور أحمد عبد المجيد مدير المعهد بأن انعقاد هذه الورشة يأتي في وقت نواجه فيه تحديات غير مسبوقة في مجال الزراعة والأمن الغذائي، نتيجة المستجدات المتلاحقة، علاوة على الآفات الغازية والعابرة للحدود، والتغيرات المناخية والتي تؤثر على ديناميكية تعداد وظهور آفات جديدة.
إعداد
الأستاذ الدكتور/ مجدي فاروق السماحي
أستاذ النانوتكنولوجي ووقاية النبات – معهد بحوث وقاية النباتات – مركز البحوث الزراعية
مسئول برنامج مطبقي المبيدات بمحافظة كفر الشيخ
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بكفر الشيخ
عضو مجلس إدارة جمعية مجلس علماء مصر
عضو لجنة أخلاقيات البحث العلمي بجامعة كفر الشيخ
مستشار مجلس إدارة المجلة العلمية أهرام قسم العلوم
اقرأ أيضا
اشتراطات وخطة مكافحة “الدودة القارضة” على محصول الفراولة
محصول المانجو.. خطة التعامل مع “التزهير المبكر” واشتراطات “التطهير والرش الحشري”
قواعد تحجيم الموالح وعلاقتها بعملية التقليم وحقيقة استخدام الهرمونات
لا يفوتك
دور الارشاد الزراعي في مواجهة التحديات وزيادة الانتاجية الزراعية