فى الخامس من شهر يونيو من كل عام يحتفل العالم بيوم البيئة العالمى والذى يعقد هذا العام تحت شعار ايجاد حلول للتلوث البلاستيكي
والذى بدأ الاحتفال به منذ عام ١٩٧٣ اى منذ خمسون عاما … ويشترك فى الاحتفالات به أكثر من ١٥٠ دولة وتعقد الاحتفالات به هذا العام ٢٠٢٣ فى كوت ديفوار
..وذلك لأن هناك جهود كبيرة من كوت ديفوار ..فى مجابهة الملوثات البلاستيكية حيث حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية التى تستخدم لمرة واحدة من عام ٢٠١٤ .وجدير بالذكر أيضا ..ان دولة هولاندا هى الداعمة لهذه الاحتفالات لجهودها فى مكافحة الملوثات البلاستيكية ..
ولقد أصبحت المواد البلاستيكية منذ طرحها على نطاق واسع فى الخمسينات من القرن العشرين موجودة فى كل مكان سواء على قمم الجبال أو فى قاع المحيطات ..
ومن المعلوم أنه يتم إنتاج أكثر من ٤٠٠ مليون طن من المواد البلاستيكية سنويا فى جميع أنحاء العالم ..يصمم نصفها للاستخدام مرة واحدة فقط يعنى ٢٠٠ مليون طن ..تصبح نفايات بمجرد استخدامها ومن المعلوم أن البلاستيك صعب التحلل ..
وما يتم تدويره أقل من ١٠% فقط من إجمالى هذه المواد البلاستيكية ..
كما ينتهى المطاف بوصول ما يقدر بنحو ١٩- ٢٠ مليون طن نفايات بلاستيكية إلى الأنهار والبحيرات والبحار سنويا ..وحوالى ١١ مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويا .. وقد يتضاعف إلى ثلاث مرات عام ٢٠٤٠ م. ويتأثر أكثر من ٨٠٠ نوع بحرى وساحلى بهذا التلوث بإبتلاع المواد البلاستيكية ومخاطر أخرى ..
مما يضر ببيئة البحار ..
والجزيئات البلاستيكية الدقيقة الذى يصل قطرها إلى ٥ مم تدخل طريقها إلى الدخول فى الغذاء والماء والهواء .
كما أن التخلص بالحرق يؤدى إلى انبعاث غازات سامة بصحة الإنسان والتنوع البيولوجي وتلوث بيئى من قمم الجبال وصولا إلى قاع المحيط ..
مخاطر الملوثات البلاستيكية
أولاً: على التغيرات المناخية والتى تنعكس على الأمن الغذائى
يتم إنتاج اللدائن البلاستيكية من النفط ( البترول ) والغاز ..
وينتج عن حرقها انبعاث غازات الاحتباس الحراري والتى تصل إلى ١٩ % من إجمالي الانبعاثات المسموح بها فى اتفاق باريس حتى لا ترتفع درجة الحرارة عن ١,٥ %درجة مئوية .
وايضا نظراً لتكدس كميات كبيرة من النفايات، تكثر بعض الكائنات الحية الدقيقة التي تُسرع من عملية التحلل البيولوجي للمواد البلاستيكية، مما يؤدي الى إنتاج غاز الميثان، وهو الغاز المساهم بالدرجة الأولى في حدوث الاحتباس الحراري
ثانيا: على الزراعة
فقد ذكر تقرير من منظمة الفاو أن البلاستيك فى التربة يهدد الأمن الغذائى والصحة البيئية ..صحيح أن البلاستيك قد يكون له بعض الفوائد مثل تغطية التربة لتقليل نمو بعض الأعشاب الضارة واستخدامها فى الصوب الزراعية والتى يزيد فيها الإنتاجية . ألا إن هناك
أضرار للبلاستيك على التربة لأن
النفايات البلاستيكية لا تتحلل على الفور، وهذا يؤدي الى تراكمها في التربة، مما يفقدها خصوبتها على المدى البعيد، ووجود العبوات البلاستيكية وغيرها من المخلفات التي تؤثر على نمو الأعشاب والنباتات بشكل طبيعي، تعمل على حجب ضوء الشمس عن التربة، مما يفسدها ويقلل من وجود الحشرات الحية فيها، وبالتالي يحدث خلل في التكوين البيولوجي للتربة، فتصبح غير صالحة.
ولقد أصبح التلوث البلاستيكي منتشرا بصورة واسعة فى التربة الزراعية مما يشكل تهديدا للأمن الغذائى وصحة الناس والبيئة ..حيث أنه وفق البيانات التى جمعها خبراء منظمة الفاو .. تستخدم سلاسل القيمة الزراعية كل عام ١٢,٥ مليون طن من المنتجات البلاستيكية بينما تستخدم ٣٧,٣ مليون طن أخرى فى تغليف المواد الغذائية ..
ويساهم قطاعى انتاج المحاصيل والثروة الحيوانية ب ١٠,٢ مليون طن من البلاستيك سنويا ،تليها مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية ب ٢,١ مليون طن من البلاستيك.
ثالثا: على البيئة المحيطة
يتمثل خطر البلاستيك على اليابسة بشكل كبير بتلك الأراضي المخصصة لمقالب النفايات البلاستيكية، .
بالإضافة الى تأثر آبار المياه الجوفية بسموم المخلفات البلاستيكية، وبالتالي تصبح غير صالحة للشرب.والرى منها
رابعا: على البيئة البحرية
تتعرض البحار و المحيطات الى خطر المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية التي تنتج عن تجمع الأكياس البلاستيكية وأوعية الأطعمة والعبوات الفارغة في قاعها، ومع تراكم هذه النفايات، يموت عدد كبير من الكائنات البحرية والأسماك نتيجة وقوعها في فخ المخلفات البلاستيكية وصعوبة الخلاص منها، مما يودي بها الى الموت. مع مرور الزمن، تنقسم المخلفات الى عدة أجزاء صغيرة مخلفة أضراراً أكبر تتمثل بابتلاع الأسماك لها، مما يلوث أنسجتها ويؤدي الى موتها. أكثر الحيوانات البحرية المتضررة من المخلفات البلاستيكية هي السلاحف والحيتان والفقمة، حيث تتناول مع طعامها الأكياس والعبوات الفارغة وهذا يعمل على انسداد قنواتها الهضمية مما يؤدي الى موتها، بالإضافة الى إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية، فإن التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية قد يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة التي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها.
ويمكن للسلاحف أن تأكل الأكياس البلاستيكية لاعتقادها أنها قناديل البحر.
خامسا : أضرار البلاستيك على الحيوانات والطيور
يخسر العالم الملايين من طيور النورس سنوياً بسبب المخلفات البلاستيكية التي تحملها الطيور في جهازها الهضمي، فتعمل على تلويثه وتدميره مع مرور الوقت ومن ثم الموت.
والحيوانات والطيور التي تنجو من الموت تتعرض للعديد من الأمراض بسبب التلوث، وبالتالي تنتقل هذه الأمراض تلقائياً الى الإنسان عندما يقوم بأكلها.
أما بالنسبة للحيوانات البرية، فإن تطاير الأكياس البلاستيكية في المراعي والمناطق الريفية يؤدي الى نفوق الكثير منها، مثل الأبقار والماعز والأغنام، فقد لوحظ أن وجود هذه الأكياس أو جزء منها يؤدي الى انسداد الجهاز التنفسي وخاصة القصبات الهوائية والرئتين، بالإضافة الى انسداد القناة الهضمية لدى الحيوانات التي تبتلعها، وتكون النتيجة إما المرض أو فقدان الشهية أو الموت.
مقال
دكتور مجدي السماحي
أستاذ النانوتكنولوجي ووقاية النبات
وكيل محطة البحوث الزراعية بسخا
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بكفر الشيخ
شاهد..